رايدر: نريد استمرار التعاون العسكري مع العراق

البنتاجون لـ"الشرق": نستهدف تقويض قدرات الحوثيين ولا نسعى للصراع معهم

دبي-الشرق

أوضح المتحدث باسم البنتاجون باتريك رايدر، أن الضربات التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن، تهدف إلى تقويض إمكانياتهم، مشيراً إلى أن  الولايات المتحدة "لا تنوي في الوقت الحالي نشر قوات برية في اليمن".

وقال رايدر في مقابلة مع "الشرق"، إن "الولايات المتحدة والشركاء الدوليين نفذوا في هذه المرحلة أكثر من 9 ضربات في المناطق التي تقع تحت سيطرة الحوثيين"، وأضاف أن الهدف من هذه الضربات هو "تجريد وتعطيل إمكانيات الحوثيين لتنفيذ هجماتهم غير القانونية". 

وأشار إلى أنه "بالرغم من التحذيرات المتعددة من المجتمع الدولي، ورغم أننا كنا واضحين بأنه ستكون هناك عواقب، إلا أن الحوثيين اختاروا الاستمرار في تنفيذ الهجمات"، وتابع: "سنواصل العمل عن كثب مع الشركاء والحلفاء الدوليين للتعامل مع هذا المشكل".

وبشأن إمكانية إرسال قوات للقتال في الأرض، قال المتحدث باسم البنتاجون: "حالياً لا خطط لنا لنشر قوات في اليمن"، وتابع: "تركيزنا هنا هو التعامل مع هذا التحدي الدولي".

"لا مصلحة للصراع مع الحوثيين"

وأضاف رايدر خلال حديثه مع "الشرق"، أن "لا مصلحة لنا في التصعيد، ولا مصلحة لنا في أي صراع مع الحوثيين، تركيزنا هنا هو العمل مع المجتمع الدولي لضمان أن السفن يمكنها العبور عبر هذا الممر المائي"، وذكر أن هذه الهجمات أثرت في سفن أكثر من 50 دولة تعبر البحر الأحمر.

وأكد رايدر أن واشنطن ترى الأوضاع في البحر الأحمر "قضية منفصلة عن الحرب في غزة"، وقال في هذا الصدد: "السفن المرتبطة بأكثر من 50 دولة تعرضت للهجوم، ولهذا فإن الادعاءات بأن الحوثيين يستهدفون فقط السفن الإسرائيلية ليست صحيحة"، واعتبر أن "الحوثيين يحاولون استغلال هذه الأوضاع".

وتابع المتحدث: "النزاع بين إسرائيل وحماس هو أمر نراقبه عن كثب، كما تعلمون فإن إسرائيل شريك مقرب للولايات المتحدة، ولهذا فإننا نواصل الاستشارات معها". 

وذكر المتحدث أن واشنطن ترحب "بأي دور بناء من الصين، أو من أي دولة أخرى تريد أن تساهم في الحفاظ على هذا الممر البحري الدولي"، وذلك في الوقت الذي أشارت فيه تقارير إلى طلب الولايات المتحدة من بكين التوسط لحض الحوثيين على وقف هجماتهم في البحر الأحمر.

ويواصل الحوثيون هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، ويقولون إنها تأتي "تضامناً مع الفلسطينيين"، في الوقت الذي تشن فيه إسرائيل حرباً على قطاع غزة.

وأعادت واشنطن الأسبوع الماضي الحوثيين إلى قائمة "الجماعات الإرهابية"، فيما أعلنت الولايات المتحدة، وبريطانيا، الخميس، فرض عقوبات على أربعة قادة حوثيين، لدورهم في "دعم أو توجيه" الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر.

"استمرار التعاون العسكري مع العراق"

وأضاف رايدر في المقابلة مع "الشرق"، أن الولايات المتحدة تعمل مع العراق في إطار لجنة عسكرية مشتركة على النظر في التحالف والبعثة العسكرية الأميركية، بشكل يضمن استمرار التعاون العسكري بين واشنطن وبغداد.

وقال إن التوصل إلى هذه اللجنة كان "نتيجة للمباحثات في الصيف الماضي"، مضيفاً أنه "بعد الحوار والتنسيق، فإن البلدين ملتزمان (..) بالنظر إلى هذه التحالفات والبعثة العسكرية، بهذا التعاون العسكري".

وأشار رايدر إلى أن "المباحثات ستركز على العوامل المختلفة بما يشمل تهديدات داعش، وأيضاً المتطلبات البيئية والتشغيلية وقدرات قوات الدفاع العراقية".

وفي وقت سابق، الخميس، أعلنت وزارة الخارجية العراقية أنّ بغداد وواشنطن ستطلقان محادثات من شأنها أن تؤدي إلى صياغة "جدول زمني محدد" يؤطّر مدّة وجود التحالف الدولي في العراق، ومباشرة الخفض التدريجي لمستشاريه.

وقالت وزارة الخارجية العراقية إنّه "بالاتفاق مع حكومة الولايات المتحدة" تعلن الحكومة العراقية "نجاح جولات التفاوض المستمرة بين الجانبين.. وانتهائها إلى ضرورة إطلاق اللجنة العسكرية العليا على مستوى مجاميع العمل، لتقييم تهديد داعش وخطره... وذلك لصياغة جدول زمني محدّد وواضح يحدد مدة وجود مستشاري التحالف الدولي في العراق...".

من جهته، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بيان، بدء "اجتماعات" فرق العمل هذه "في الأيام المقبلة".

وتجددت المطالب العراقية بإنهاء مهام التحالف الدولي وخروج القوات الأجنبية من العراق، بعد تصاعد الهجمات على القوات الأميركية وقوات التحالف عقب اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة.

وترد واشنطن على هذه الهجمات عبر شن ضربات تستهدف منشآت تقول إنها تابعة لفصائل مسلحة مدعومة من إيران، وهو ما يثير استياء العراق الذي يعتبرها تعدياً على سيادته.

وفي إشارة إلى هذه الهجمات، شدد السوداني في حديث خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الأسبوع الماضي، على ضرورة "البدء فوراً في حوار للخروج بتفاهم حول ترتيب جدول زمني لإنهاء مهمة المستشارين الدوليين".

وأضاف أن "انتهاء مهمة التحالف الدولي ضرورة لأمن العراق واستقراره، كما أنها ضرورة للحفاظ على العلاقات الثنائية البنّاءة بين العراق ودول التحالف".

واعتبر السوداني أنّه لم تعد هناك أيّ مبرّرات لوجود التحالف الدولي، قائلاً "اليوم الموقف الأمني بشهادة كل المختصّين في العراق ولدى الأصدقاء هو أنّ داعش لا يمثّل تهديداً للدولة العراقيّة".

وتنشر واشنطن 2500 عسكري في العراق ونحو 900 في سوريا، في إطار مكافحة تنظيم "داعش" ضمن التحالف الدولي الذي أنشئ عام 2014.

تصنيفات

قصص قد تهمك