الخارجية الأميركية: لا نبحث مع العراق مسألة انسحاب قواتنا

دبي/بغداد-الشرقأ ف ب

قال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية ناثان تيك، الخميس، إن واشنطن لا تبحث مع بغداد مسألة انسحاب القوات الأميركية من العراق، وأوضح أن الهدف هو الانتقال إلى تعاون ثنائي أمني أفضل، وذلك بعد إعلان الجانبين عن إطلاق محادثات بشأن مستقبل التحالف الدولي.

وأوضح ناثان في مقابلة مع "الشرق"، أن "النقاشات ليست بشأن التفاوض حول انسحاب القوات الأميركية، بل انتقال طبيعة هذا الوجود، من وجود استشاري ووجود للدعم والمساعدة"، وأشار إلى أن العمل جار مع "القوات العراقية على تخفيف التهديد الذي تشكله داعش، بالانتقال إلى تعاون ثنائي أمني أكثر تطوراً".

وذكر المتحدث الأميركي أن "هذه النقاشات الثنائية موجودة منذ فترة، وقبل ارتفاع مستوى التوتر في المنطقة"، وشدد على أهميتها بالنظر إلى "العلاقات الأمنية الوثيقة جداً" مع العراق.

وفي وقت سابق، الخميس، قال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي إن القوات العراقية "تستعد لتولي زمام الملف الأمني" في البلاد، مع انسحاب قوات التحالف الدولي.

بدوره أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن الاجتماعات مع العراقيين ستبدأ "في الأيام المقبلة"، وقال إن العملية "ستمكن من الانتقال إلى شراكة أمنية ثنائية دائمة بين الولايات المتحدة والعراق". وأضاف أوستن أن "مهمة التحالف لهزيمة داعش ستنتقل وفق جدول زمني يأخذ في الاعتبار ثلاثة عوامل رئيسية: التهديد من (داعش)، والمتطلبات التشغيلية والبيئية، ومستويات قدرة قوات الأمن العراقية".

وذكر مسؤول كبير في البنتاجون لوكالة "فرانس برس"، أن الاجتماعات المقبلة "لن تكون مفاوضات بشأن انسحاب القوات الأميركية من العراق"، لكنه أضاف أن واشنطن "ترى ضرورة للانتقال إلى علاقة تعاون أمني ثنائية طبيعية".

كما قالت المتحدثة باسم البنتاجون سابرينا سينج، إن التواجد العسكري الأميركي في العراق "سيكون بالتأكيد جزءاً من المحادثات مع تقدمها"، مشيرة إلى أن رغبة بغداد في خفض هذه القوات "مطروحة على الطاولة".

"حوار طويل بشأن الوجود الأميركي في العراق"

وأشار ناثان تيك في حديثه لـ"الشرق"، إلى رغبة الولايات المتحدة في استمرار هذه العلاقة مع العراق "بالشكل الذي يفيد الطرفين ويحترم سيادتهما"، وتابع: "لكن لا شك في أننا سوف ندخل في حوار طويل الأمد مع العراقيين حول طبيعة وجودنا هناك".

واعتبر أن "النشاط الإيراني الحديث في المنطقة إلى جانب المليشيات" يظهر أن "البعض يريد أن يعود العراق إلى عصر عدم الاستقرار والعنف" على حد تعبيره.

وأشار المتحدث في هذا الصدد إلى أن "الميليشيات التابعة لإيران دخلت في أعمال استفزازية خطيرة ضد المصالح الأميركية"، مؤكداً أن واشنطن "لن تترد في اتخاذ التدابير الضرورية" من أجل حماية موظفيها ومواطنيها، بالرغم من عدم سعيها لأي تصعيد في الأوضاع.

وكانت السلطات العراقية والأميركية أعلنت، الخميس، أنهما ستطلقان محادثات بشأن مستقبل التحالف الدولي في العراق، من شأنها أن تؤدي إلى صياغة جدول زمني يُتيح خفض عدد مستشاري التحالف في العراق، في ظلّ التوترات الإقليمية المتصاعدة.

ويتواجد في العراق نحو 2500 جندي أميركي، بينما ينتشر في سوريا نحو 900 جندي أميركي، وذلك في إطار عمل التحالف الدولي الذي أطلقته واشنطن في العام 2014.

وشاركت الكثير من الدول في هذا التحالف لدعم القوات العراقية في القتال الذي خاضته ضدّ تنظيم "داعش". وحتى الآن، يتمركز جنود أميركيون وفرنسيون وبريطانيون وإسبان في العراق، حيث يقدّمون المساعدة والمشورة للقوات العراقية، بهدف منع عودة التنظيم.

ونفذت جماعات مسلّحة موالية لإيران في العراق هجمات ضدّ الجنود الأميركيين وجنود التحالف الدولي، على خلفية الحرب الإسرائيلية وحركة على قطاع غزة، الأمر الذي قوبل بردود من القوات الأميركية.

ودفعت هذه التطوّرات رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني إلى الدعوة إلى انسحاب التحالف الدولي عبر محادثات بشأن خريطة طريق وجدول زمني.

تصنيفات

قصص قد تهمك