مسؤول في "البنتاجون": منفذو الهجوم "رأوا فرصة واستغلوها"

كيف خدعت "مسيّرة" القوات الأميركية في موقع "البرج 22" العسكري؟

الرئيس الأميركي جو بايدن يستمع إلى مديرة الاستخبارات الوطنية أفريل هينز ووزير الدفاع لويد أوستن وأعضاء آخرون في فريق الأمن القومي داخل غرفة عمليات بالبيت الأبيض في واشنطن. 29 يناير 2024 - Reuters
الرئيس الأميركي جو بايدن يستمع إلى مديرة الاستخبارات الوطنية أفريل هينز ووزير الدفاع لويد أوستن وأعضاء آخرون في فريق الأمن القومي داخل غرفة عمليات بالبيت الأبيض في واشنطن. 29 يناير 2024 - Reuters
دبي-الشرق

قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، إن الطائرة المسيّرة التي قتلت 3 جنود أميركيين، تمكنت من تفادي أجهزة الرصد، عن طريق تحليقها خلف مُسيّرة أميركية كانت عائدة في نفس الوقت إلى موقع "البرج 22" العسكري على الحدود الأردنية السورية العراقية، بحسب مجلة "بوليتيكو" الأميركية.

وضربت الطائرة المُسيّرة أماكن المعيشة في "البرج 22"، صباح الأحد، بينما كانت القوات لا تزال في أسِرّتها، وفقاً للمتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية سابرينا سينج، للصحافيين، الاثنين.

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لمناقشة وضع أمني متطور، أن منفذي الهجوم وهم أعضاء في فصيل مسلح مدعوم من إيران، "رأوا فرصة واستغلوها".

ونقلت "بوليتيكو" عن الجنرال المتقاعد جوزيف فوتيل، الذي شغل منصب رئيس القيادة المركزية الأميركية من 2016 إلى 2019، قوله إن "البرج 22" موقع صغير يضم عادة 300 إلى 350 جندياً فقط.

وأشارت المجلة الأميركية إلى أن القاعدة تقع في الأردن بالقرب من الحدود الثلاثية مع سوريا والعراق، وهي ملحقة بمخيم "الركبان" للاجئين، فيما تنفي عمّان وقوع الحادث داخل أراضيها.

وأوضح فوتيل أن القاعدة بمثابة نقطة عبور لقوات العمليات الخاصة الأميركية التي تنتقل إلى سوريا، ومركز لوجستي يدعم القتال في سوريا ضد داعش"، وأضاف أن التدريب الأميركي للقوات الأردنية يجري هناك أيضاً.

وذكر فوتيل أن أماكن المعيشة في البرج 22 "مؤقتة للغاية"، منوهاً إلى أنه "لن تجد مبان من الطوب، وقذائف الهاون في موقع كهذا".

ونبهت المتحدثة باسم "البنتاجون" سابرينا سينج، أن ما يزيد عن 40 من أفراد الخدمة أصيبوا أيضاً في الهجوم، بما في ذلك 5 تم تشخيصهم بإصابات دماغية نتيجة الصدمة، موضحة أن "هؤلاء الجنود كانوا من بين 8 تم إجلاؤهم طبياً من القاعدة إلى مركز بغداد للدعم الدبلوماسي للحصول على رعاية إضافية".

وجدد الهجوم، الذي أدى إلى تصعيد الوضع في الشرق الأوسط بشكل كبير، ضغوطاً متجددة على إدارة الرئيس جو بايدن للرد بقوة أكبر على أكثر من 160 هجوماً على القوات الأميركية في العراق وسوريا والآن الأردن. ويدعو كبار المسؤولين العسكريين السابقين بايدن الآن إلى الرد بقوة، بما في ذلك الرد على إيران نفسها، وفقاً للصحيفة.

وهذه هي المرة الأولى التي يسقط فيها جنود أميركيون بنيران معادية في الشرق الأوسط، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي.

هجوم ثان

وفي الوقت نفسه، قال مسؤول في وزارة الدفاع ومسؤول أميركي ثان لمجلة "بوليتيكو"، إنه بعد ساعة ونصف الساعة من الهجوم على "البرج 22"، أطلق وكلاء إيران طائرة مسيّرة أخرى على قاعدة أميركية عبر الحدود في سوريا، وقاعدة التنف.

وأضاف مسؤول وزارة الدفاع أن مسيّرة أميركية Coyote، وهي نظام جوي غير مأهول لشركة RTX، أسقطتها.

وبيّن المسؤول أن "البرج 22"، وقاعدة التنف يفصل بينهما كيلومترات فقط، وغالباً ما تدافع الطائرات الأميركية المسيّرة عن كليهما.

ولم تعلق سينج على كيفية اختراق الطائرة المسيرة للدفاعات الجوية الأميركية، لكنها قالت إن البنتاجون يبحث في كيفية "تحديد أفضل" لدفاعاته في المنطقة و"منع هجمات مستقبلية مثل هذه من الحدوث مرة أخرى".

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد، إن الولايات المتحدة "سترد"، لكن الضربات استمرت الاثنين، "إذ شن وكلاء إيران هجوماً على قاعدة الدوريات الأميركية (الشدادي)، في شمال شرق سوريا"، وفقاً للمسؤول الأميركي الثاني.

وبشكل عام، تعرضت القوات الأميركية للهجوم 165 منذ 17 أكتوبر، منها 66 مرة في العراق و98 في سوريا ومرة واحدة في الأردن، حسبما قال المسؤول.

تصنيفات

قصص قد تهمك