المنظمات حذّرت من أن قطاع غزة يشهد "كارثة إنسانية" تتفاقم يوماً بعد يوم

21 منظمة دولية تندد بتعليق تمويل الأونروا

لاجئون فلسطينيون يحتجون على تعليق تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، خارج مكتبها في بيروت. 30 يناير 2024 - AFP
لاجئون فلسطينيون يحتجون على تعليق تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، خارج مكتبها في بيروت. 30 يناير 2024 - AFP
باريس -أ ف ب

أعربت 21 منظمة غير حكومية دولية، الثلاثاء، عن "استيائها" من إعلان 12 دولة تعليق تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا)"، في الوقت الذي يشهد قطاع غزة "كارثة إنسانية".

وقالت 21 منظمة بينها "أوكسفام" Oxfam، و"أطباء العالم" Doctors of the World، و"سيف ذا تشيلدرن" Save the Children، و"المجلس الدنماركي للاجئين" Danish Refugee Council في بيان مشترك، إن "الأونروا" هي "المزوّد الرئيسي للمساعدات" في غزة والمنطقة، وإن وقف التمويل "سيؤثر على المساعدات الأساسية لأكثر من مليونَي مدني أكثر من نصفهم من الأطفال، وجميعهم يعتمدون على مساعدتنا".

وأعلنت 12 دولة بينها الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا واليابان تعليق تمويلها لوكالة "الأونروا"، بعدما اتهمت إسرائيل، الجمعة، بعض موظفي الوكالة بالضلوع في هجوم حركة "حماس" في السابع من أكتوبر.

وقالت إسرائيل التي تأمل في "منع" كل أنشطة الوكالة، إنها تهدف إلى ضمان "ألا تكون الأونروا جزءاً من المرحلة" التي تلي الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع الفلسطيني. 

وقررت "الأونروا" فسخ عقود 12 من موظفيها، وهو ما "رحّبت" به المنظمات الـ21 التي أعربت عن "صدمتها" حيال القرار "غير المسؤول" للمانحين "بقطع الإمدادات الغذائية عن شعب بكامله في وقت كانت تدعو هذه الدول بنفسها إلى زيادة المساعدات لغزة".

"كارثة إنسانية"

وتابعت المنظمات: "نشعر بالقلق والغضب العميقين لفكرة أن بعض المانحين الرئيسيين وافقوا على تعليق تمويلهم" للأونروا، فيما "تتفاقم الكارثة الإنسانية يوماً بعد يوم في غزّة".

وذكّرت المنظمات أن "الأونروا" فقدت 152 من موظفيها لقوا حتفهم منذ بدء الحرب، فيما تضررت 141 من منشآتها بسبب القصف.

ونوّهت المنظمات إلى أن "مليون نازح فلسطيني لجأوا في 154 ملجأ لأونروا، أو على مقربة منها"، فيما واصلت الوكالة الأممية عملها "في ظروف شبه مستحيلة"، لتوفير الغذاء ومياه الشرب واللقاحات لسكان غزة.

وشددت المنظمات على أن "مواصلة تعليق التمويل من شأنها أن تجعلنا نشهد على الانهيار الكامل للاستجابة الإنسانية المحدودة بالأساس في غزة"، داعية الدول المعنية إلى "إلغاء تعليقها للتمويل".

وتعدّ "الأونروا" جهة فاعلة أساسية بالنسبة إلى ملايين الفلسطينيين، منذ إنشائها في عام 1949. 

وأعلنت الوكالة التي لطالما تعرّضت لانتقادات من إسرائيل، التحقيق في المزاعم الإسرائيلية بشأن دور عدد من موظفيها في الهجوم الذي نفّذته حركة "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر.

وفي انتظار نتائج التحقيق، أعلنت دول رئيسية مانحة للأونروا، فيما قررت أخرى مواصلة عمليات التمويل.

أبرز الدول التي علقت تمويل أونروا:

  • الولايات المتحدة (343.9 مليون دولار): أعلنت تعليقاً مؤقتاً لتمويل أونروا، ودعت الوكالة إلى "الرد على هذه الاتهامات واتخاذ أي إجراء تصحيحي مناسب".
  • ألمانيا (202 مليون دولار): علقت تمويلها، وقالت إنه طالما لم يُوَضَّح الاتهام، فإنها ستمتنع في الوقت الحالي عن تقديم المزيد من الموارد.
  • اليابان (30.1 مليون دولار): أعلنت تعليق كل تمويل إضافي لأونروا حالياً، بينما تجري أونروا تحقيقاً في المزاعم الإسرائيلية.
  • فرنسا (28.9 مليون دولار): قالت إنها لا تعتزم صرف دفعة جديدة في الربع الأول من عام 2024.
  • سويسرا (25.5 مليون دولار): قالت إنها لن تتخذ قراراً بشأن الموافقة على تقديم التمويل لعام 2024، حتى يتم البت في الاتهامات.
  • كندا (23.7 مليون دولار): علقت مؤقتاً أي تمويل إضافي لأونروا فيما تجري تحقيقاً معمقاً حول هذه الاتهامات.
  • بريطانيا (21.1 مليون دولار): أعلنت تعليق المساعدات بينما تراجع هذه الادعاءات التي وصفتها بـ"المقلقة".
  • هولندا (21.1 مليون دولار): أعلنت تجميد تمويل أونروا، بينما يتم إجراء التحقيق في المزاعم الإسرائيلية.
  • إيطاليا (18 مليون دولار): علقت تمويلاتها لأونروا بعد اتخاذ دول حليفة القرار نفسه.
  • أستراليا (13.8 مليون دولار): أعربت عن "قلقها" من الاتهامات ضد أونروا، معلنة تعليقاً مؤقتاً للتمويلات.
  • فنلندا (7.8 مليون دولار): علّقت اتفاقاً مدته أربع سنوات لتقديم مساعدات لأونروا، ودعت إلى إجراء "تحقيق مستقل وشامل".

دول تواصل تمويل أونروا

وأعلنت النرويج، التي تبلغ مساهماتها 34.1 مليون دولار، مواصلة تمويل الوكالة، وحضت المانحين الآخرين على النظر في العواقب الأوسع نطاقاً لخفض تمويل الأونروا في هذا الوقت الذي تواجه فيها غزة أزمة إنسانية.

كما قالت إسبانيا (13.6 مليون دولار) إنها لن تغير علاقتنا مع "الأونروا" التي تقدم مساعدات أساسية في غزة، فيما عبّرت  تركيا (25.2 مليون دولار) عن قلقها إزاء قرار بعض الدول تعليق تمويلها، وقالت إن هذا التعليق "يضر في الأساس بالمدنيين الفلسطينيين".

ودعت دول عربية إلى الإبقاء على تمويل "الأونروا"، وحضت وزارة الخارجية السعودية الجهات الدولية المانحة على مواصلة دعم الوكالة، وأكدت أهمية استمرارها في أداء مهامها بما يضمن توفير المتطلبات الأساسية للفلسطينيين.

وقالت قطر إن استمرار وتكثيف الجهود الإغاثية ضروري لقطاع غزة، كما حذرت من التداعيات الكارثية المترتبة على وقف دعم "الأونروا"، فيما أكد الأردن "ضرورة مواصلة المجتمع الدولي دعم الأونروا، للاستمرار في تقديم خدماتها الإنسانية الحيوية للفلسطينيين".

 وقالت مصر إنها ستستمر في دعم "الأونروا"، ودعت إلى الاستمرار في ذلك.

تصنيفات

قصص قد تهمك