قالت الولايات المتحدة وقطر الثلاثاء، إنه تم إحراز تقدم في محادثات باريس الرامية إلى إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، ما قد يؤدي مستقبلاً إلى "وقف دائم" لإطلاق النار في القطاع، فيما واصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تشبثه بمواصلة الحرب في القطاع، قائلاً إن القوات الإسرائيلية لن تخرج من غزة، رغم وصفه المحادثات بـ"البناءة".
وأشار منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إلى "إحراز تقدم" في المفاوضات بين حركة "حماس" وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين"، مشيراً إلى أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان اجتمع الثلاثاء، مع مسؤولين قطريين خلال زيارتهم إلى الولايات المتحدة، في إطار جهود واشنطن للتوصل لاتفاق يسفر عن الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة.
وقال كيربي: "نرى فرصة لوقف طويل للقتال في غزة يسمح بإخراج الرهائن".
وعقد في باريس الأحد، اجتماعاً ضم مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA وليام بيرنز ومسؤولي الاستخبارات المصرية والإسرائيلية ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري.
قطر: نأمل اغتنام الطرفين الفرصة
وذكر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أنه تم "إحراز تقدم جيد لإرساء الأساس للمضي قدماً" في تبادل المحتجزين، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء القطرية (قنا).
وأضاف الشيخ محمد بن عبد الرحمن في جلسة نقاشية للمجلس الأطلسي: "نأمل في اغتنام (حماس)، وإسرائيل الفرصة، لوقف الحرب في غزة، وإعادة الأسرى والمحتجزين إلى منازلهم".
وأضاف: "لا يمكننا أن نقول إن هذا سيجعلنا في حالة أفضل قريباً جداً، ولكننا نأمل أن ننقل هذا الاقتراح إلى حماس، وأن نوصلهم إلى مكان حيث ينخرطون بشكل إيجابي وبناء في العملية.. أعتقد أن ذلك هو السبيل الوحيد لتهدئة الوضع، ونأمل أن يغتنم الطرفان هذه الفرصة لوقف الحرب، وإعادة الرهائن والأسرى إلى منازلهم".
قطر: نحن وسيط ولسنا طرفاً في الصراع
وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري: "كان هناك مطلب واضح بوقف دائم لإطلاق النار قبل المفاوضات، وأعتقد أننا انتقلنا من ذلك المكان إلى مكان قد يفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار في المستقبل.. وهذا هو ما نهدف إليه جميعاً، لأننا رأينا أيضاً معاناة الناس في غزة وشاهدنا حجم الدمار".
وشدد على أن وضع حد لهذه الحرب الآن لم يعد مطلباً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة فحسب، بل هو مطلب إقليمي وأبعد من ذلك، قائلاً "لقد رأينا حجم الدمار الذي حدث.. لقد رأينا عدد الضحايا".
وفيما يتعلق بموقف حركة "حماس" من أجل التوصل إلى اتفاق، قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن "نحن طرف وسيط، ولسنا طرفاً في هذا الصراع، ولكننا نبذل قصارى جهدنا لتجسير الفجوة"، وأضاف "الإطار الذي تم الاتفاق عليه مع جميع الأطراف كان إطاراً يعتمد على ما اقترحته حركة حماس وإسرائيل.. لقد حاولنا التقريب بين مقترحات الطرفين للتوصل إلى أرضية معقولة تجمع الجميع معاً".
"المقترح يشمل 3 مراحل"
بدوره، كشف مسؤول كبير بحركة "حماس" الفلسطينية، الثلاثاء، أن "مقترح باريس" لوقف إطلاق النار يشمل 3 مراحل سيتم خلالها وقف جميع العمليات العسكرية من الجانبين، حسب ما نقلت وكالة رويترز،
ونقلت الوكالة عن المسؤول قوله إن المراحل الـ3 تشمل الإفراج عن المدنيين مثل النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، ثم إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين، وثالث مرحلة هي تسليم جثامين الضحايا الفلسطينيين.
وأوضح المسؤول أن العمليات العسكرية من الجانبين ستتوقف طوال المراحل الثلاثة، فيما سيُحَدَّد عدد المطلوب من الجانب الفلسطيني الإفراج عنهم، خلال عملية التفاوض، مشيراً إلى أن العدد لم يتم تحديده بعد.
"مسودة مكتوبة"
كان مسؤولون أميركيون، أشاروا في تصريحات لـ"أسوشيتد برس"، السبت، إلى "تحقيق تقدم" بشأن المفاوضات بين إسرائيل و"حماس"، مشيرين إلى أن "الصفقة التي لم تُبرم بعد، ومن المنتظر تنفيذها على مرحلتين".
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في وقت سابق أن الولايات المتحدة وضعت "مسودة اتفاق" مكتوبة، تدمج المقترحات التي قدمتها إسرائيل و"حماس" في الأيام العشرة الماضية، في إطار عمل أساسي سيكون موضوع محادثات باريس.
وأشارت الصحيفة الأميركية، إلى وجود "خلافات كبيرة" يتعيّن حلها، لافتةً إلى أن المفاوضين "متفائلون بحذر" بأن الاتفاق النهائي، بات وشيكاً، وفقاً لمسؤولين أميركيين طلبوا عدم كشف هوياتهم.
ومن بين النقاط الشائكة التي تعيق جهود المفاوضين، إصرار إسرائيل على مواصلة الحرب على غزة، فيما تشدد "حماس" على ضرورة وقف الحرب لتحقيق تقدم في التفاوض.
نتنياهو يتمسك بالحرب
إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، إن الحرب التي تشنها بلاده على غزة لن تنتهي إلا بعد أن تحقق جميع أهدافها، وضمان أن القطاع لن يشكل تهديداً على إسرائيل.
وأضاف نتنياهو الذي كان يتحدث أمام مجموعة من الجنود الإسرائيليين في الضفة الغربية: "أسمع أقاويل عن صفقات مختلفة: فأود أن أوضح: لن ننهي هذه الحرب إلا بعد أن تحقق جميع أهدافها"، وتابع "هذا يعني القضاء على حماس وإعادة جميع المخطوفين وضمان أن غزة لن تشكل أبداً تهديداً على إسرائيل"، وفق قوله.
وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية لن تخرج من قطاع غزة، وقال "لن نطلق سراح آلاف الإرهابيين. كل هذا لن يحدث، ماذا سيحدث؟ تحقيق النصر المطلق"، على حد قوله.
واعتبر أن "هذه ليست جولة قتال أخرى، وهذا ليس تبادلاً للضربات. يدور الحديث عن تحقيق النصر المطلق، ليس أقل من ذلك"، وفق تعبيره.
وكان نتنياهو قد وصف محادثات باريس بـ"البناءة". وأشار مكتبه في بيان صدر الاثنين، إلى أنه "لا تزال هناك خلافات" بين الأطراف، مضيفاً أن المباحثات ستتواصل في الأيام المقبلة.
وكانت قطر ومصر والولايات المتحدة توسطت في هدنة قصيرة طبّقت في نهاية نوفمبر الماضي، وأفرج خلالها عن أكثر من 100 رهينة، وعن معتقلين فلسطينيين من النساء والقصّر من السجون الإسرائيلية. كما علّق القتال لأسبوع، وأدخلت بعض المساعدات إلى غزة.