البرهان: لا حديث عن أي عملية سياسية إلا بعد الانتهاء من "التمرد"

قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان يتفقد قواتها بمدينة حلفا. 30 يناير 2024 - facebook/sudanese.armed.forces
قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان يتفقد قواتها بمدينة حلفا. 30 يناير 2024 - facebook/sudanese.armed.forces
دبي-الشرق

رهن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الأربعاء، مسألة الحديث عن أي عملية سياسية في البلاد بالانتهاء من "تمرد" قوات الدعم السريع التي اعتبر قائدها محمد حمدان دقلو "حميدتي"، أن مقاطعة البرهان للمحادثات التي عقدتها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيقاد) "انتهاك صارخ لقرارات القمة" التي تمت في أوغندا. 

وقال البرهان في كلمة أمام ضباط وجنود بولاية سنار في جنوب شرق السودان، إنه "لا يمكن الحديث عن أي عملية سياسية في البلاد إلا بعد الانتهاء من هذا التمرد الذي يواجه السودان"، مشدداً على أن "حل المشاكل يكمن من الداخل، وليس من الخارج".

وأضاف: "رسالتنا للسياسيين والواهمين الذين يحرضون المتمردين بالضغط على الجيش، نقول لهم إن القوات المسلحة والمواطنين لن ينكسروا ولن ينهزموا".

وتعهد البرهان بمحاسبة "حميدتي" ومعاونيه، قائلاً: إن "قائد التمرد ومعاونيه سيُحاسبون على كل الانتهاكات التي قامت بها ميليشياتهم ضد المواطنين"، مشيراً إلى أنه "مع السلام الذي يحفظ للسودانيين حقوقهم وكرامتهم وعزتهم، ولا يتهاون ولا يجامل في ذلك".

وتعد ولاية سنار إحدى الولايات المجاورة لولاية الجزيرة، والتي اجتاحتها قوات الدعم السريع الشهر الماضي، حيث تراجعت قوات الفرق العسكرية بولاية الجزيرة إلى ولاية سنار، وانضمت إلى الفرق العسكرية بالولاية.

وحاولت قوات الدعم السريع دخول سنار من الناحية الشمالية، إلا أن الجيش صد هجومها لأكثر من مرة.

"الافتقار إلى الشرعية"

وفي سياق آخر، أعرب "حميدتي" عن تقديره لـ"المحادثات المثمرة التي جرت مع رؤساء دول وحكومات الهيئة" بمدينة عنتيبي في 18 يناير الجاري، مؤكداً استعداده لـ"المضي قدماً للمشاركة في عملية السلام بالسودان تحت رعاية الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية والاتحاد الإفريقي".

وكان السودان جمد، في منتصف يناير الجاري، التعامل مع "الإيقاد"، واعترضت الحكومة السودانية على توجيه الدعوة إلى قائد قوات الدعم السريع للحضور في قمتها الأخيرة بأوغندا، بحسب بيان لوزارة الخارجية السودانية.

وأعرب "حميدتي" عن أسفه من قرار البرهان مقاطعة المحادثات، واصفاً ذلك بأنه "انتهاك صارخ لقرارات قمة (الإيقاد)".

وأضاف أن "هذه الأفعال لا تحقق أي فوائد تكتيكية أو استراتيجية، بل تقضي على تطلعات الشعب السوداني"، لافتاً إلى أنه "لم يتم حتى الآن فهم جدية البرهان ومعاونيه بشكل كامل من قبل جميع أصحاب المصلحة السودانيين".

وأشار إلى أن البرهان "حاول عزل السودان عن محيطه الإقليمي، باتخاذه خطوات غير مسؤولة مثل زعم انسحاب السودان من عضوية الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية من جهة واحدة".

واعتبر قائد قوات الدعم السريع أن "إعلان البرهان المتعجل بالانسحاب من (الإيقاد) يدعو إلى السخرية، وهو بالطبع لا يعبر عن الموقف الشرعي لحكومة السودان وإرادة شعبه".

ولفت إلى أن "اتخاذ مثل هذه القرارات يتم عبر طريقة منظمة وتشاورية من قبل أجهزة الدولة المختلفة، بما في ذلك مجلس الوزراء والبرلمان وتحقيق توافق الآراء حولها من خلال المشاركة العامة، فلا يمكن القيام بذلك بناء على نزوة قائد انقلاب محبط".

واتهم حميدتي البرهان بـ"الافتقار إلى الشرعية والتفويض اللازمين للتحدث والتصرف نيابة عن الشعب والحكومة السودانية".

وشدد على أن "السودان يعتبر عضواً مؤسساً في (إيقاد)، ومصير شعبه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمصير الدول الأعضاء الأخرى في المنظمة، ولذلك فإن السودان لا يزال عضواً أصيلاً في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية".

وأكد كذلك على ضرورة "عدم إعطاء أي اعتبار للخطاب الذي يدعي انسحاب السودان من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية"، معتبراً أن "هذا الادعاء يشكل انتهاكاً لنظام داخلي مرسخ بشكل جيد، ويتطلب التعامل معه بتجاهل يليق تماماً بهذا السلوك".

تصنيفات

قصص قد تهمك