اعتبر المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، السبت، أن التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، بقيادة الولايات المتحدة، "يهدد الأمن والاستقرار في العراق، نافياً أي تنسيق مع واشنطن بشأن الضربات التي استهدفت فصائل مرتبطة بإيران في سوريا والعراق، فيما أكدت الخارجية العراقية استدعاء القائم بالأعمال للسفارة الأميركية في بغداد لتسليمه مذكرة احتجاج رسمية.
وذكر العوادي، أن الجانب الأميركي عمد إلى "التدليس وتزييف الحقائق، عبر الإعلان عن تنسيق مُسبق لارتكاب هذا العدوان، وهو ادعاء كاذب يستهدف تضليل الرأي العام الدولي، والتنصل عن المسؤولية القانونية لهذه الجريمة المرفوضة وفقاً لجميع السنن والشرائع الدولية".
وحذرت الحكومة العراقية، من أن الهجمات الأميركية، ستضع الأمن في العراق والمنطقة "على حافة الهاوية"، مضيفة أن وجود التحالف الدولي "صار سبباً لتهديد الأمن والاستقرار في العراق، ومبرراً لإقحام العراق في الصراعات الإقليمية والدولية".
وأفاد بيان للناطق باسم الحكومة العراقية، بمصرع 16 شخصاً بينهم مدنيون، وإصابة 25 في الهجمات التي نفذتها الولايات المتحدة، فجر السبت.
"تصفية حسابات"
وأكدت الحكومة العراقية، أن هذه الضربات "تتعارض مع جهود ترسيخ الاستقرار المطلوب"، معبرة عن رفضها أن "تكون أراضي العراق ساحة لتصفية الحسابات".
وشددت في بيانها، على أن "أرض العراق وسيادته ليس المكان المناسب لإرسال الرسائل واستعراض القوة بين المتخاصمين".
وتعهدت الحكومة العراقية، بأن تبذل كل الجهد المطلوب لـ"حماية أرضنا ومدننا وأرواح أبنائنا في القوات المسلحة بكل صنوفها".
"انتهاك صارخ"
من جانبها، اعتبرت الرئاسة العراقية، أن هذه الضربات تمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة العراقية، وذلك رغم إعلان الحكومة مراراً رفضها مثل هذه الأعمال، مشيرة إلى أن هذه الهجمات "تعمل على تصعيد التوتر، وتهدّد أمن واستقرار المنطقة ككل".
وأوضحت في بيان، أن الضربات الأميركية تقوّض فرص نجاح المفاوضات الجارية بشأن تنظيم عمل التحالف الدولي، داعية كافة الأطراف إلى تحمّل مسؤولياتها الوطنية تجاه ما يتعرض له البلد من مخاطر وتهديدات منذ أشهر، قد يؤدي استمرارها إلى زعزعة الأمن والاستقرار.
"استخفاف كبير"
في المقابل، أعربت رئاسة مجلس النواب العراقي، عن استنكارها لما اعتبرته "عدواناً أميركياً على المواقع الأمنية العراقية في منطقتي عكاشات والقائم، والأماكن المدنية المجاورة".
وأكدت الرئاسة في بيان أن تكرار الاستهدافات الأميركية لمقرات أمنية عراقية "استخفاف كبير لا يمكن قبوله".
وجددت مطالبتها للحكومة بضرورة الإسراع في تنفيذ القرار التشريعي رقم 18 لعام 2020، والصادر عن مجلس النواب، والذي ينص على إخراج قوات التحالف الدولي من البلاد.
كما شددت هيئة "الحشد الشعبي" على أن الاستهداف الأميركي "انتهاك صارخ لسيادة الدولة العراقية، وتعد على أجهزته الأمنية الرسمية"، مؤكدة جاهزيتها لتنفيذ أي أمر لحفظ سيادة العراق ووحدة أرضه وسلامة شعبه.
وشنت الولايات المتحدة، "ضربات انتقامية"، السبت، على أهداف تابعة للحرس الثوري الإيراني، وفصائل مرتبطة بإيران في سوريا والعراق، شملت 7 مواقع في البلدين، رداً على هجوم على قاعدة "البرج 22" على الحدود الأردنية السورية، والذي أودى بحياة 3 جنود أميركيين، الأسبوع الماضي.
وقال الجيش الأميركي في بيان، إنه في الجولة الأولى من عدة جولات، ضربت الطائرات القاذفة الأميركية أكثر من 85 هدفاً مرتبطاً بـ"فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، والجماعات المسلحة التابعة له.
كما ذكر قائد القيادة المركزية الأميركية الوسطى "سنتكوم"، مايكل كوريلا، أن الولايات المتحدة ستواصل التحرك والقيام بكل ما يلزم لمحاسبة من يهددون سلامة مواطنيها.
دعوات عراقية لانسحاب أميركي
ويتواجد في العراق نحو 2500 جندي أميركي، بينما ينتشر في سوريا نحو 900 جندي أميركي، وذلك في إطار عمل التحالف الدولي الذي أطلقته واشنطن في عام 2014.
وشاركت الكثير من الدول في هذا التحالف لدعم القوات العراقية في القتال الذي خاضته ضدّ تنظيم "داعش". وحتى الآن، يتمركز جنود أميركيون وفرنسيون وبريطانيون وإسبان في العراق، حيث يقدّمون المساعدة والمشورة للقوات العراقية، بهدف منع عودة التنظيم.
ونفذت جماعات مسلّحة موالية لإيران في العراق، هجمات ضدّ الجنود الأميركيين وجنود التحالف الدولي، على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، الأمر الذي قوبل بردود من القوات الأميركية.
ودفعت هذه التطوّرات رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني إلى الدعوة إلى انسحاب التحالف الدولي عبر محادثات بشأن خريطة طريق وجدول زمني.