أعرب الاتحاد الأوروبي، السبت، عن قلقه العميق إزاء التقارير التي تفيد بأن الجيش الإسرائيلي يعتزم شن هجوم بري على مدينة رفح، الواقعة على حدود غزة مع مصر، حيث فر أكثر من مليون شخص من الحرب التي تشنها إسرائيل.
وحذر كبير الدبلوماسيين الأوروبيين من أن الصراع من المرجح أن ينتشر في جميع أنحاء المنطقة ما لم يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة، بعد أن ضربت الغارات الأميركية عشرات المواقع في العراق وسوريا.
وقال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في تصريحات أوردتها وكالة "أسوشيتد برس"، إن حوالي مليون فلسطيني "نزحوا نحو الحدود المصرية"، مضيفاً أن الإسرائيليين "زعموا أنها مناطق آمنة، ولكن في الواقع ما نراه هو أن القصف المستمر يؤثر على السكان المدنيين، ويخلق وضعاً سيئاً للغاية".
والخميس، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، إنه بعد سيطرة القوات الإسرائيلية على مدينة خان يونس الجنوبية، التي فر منها عشرات الآلاف من الأشخاص، فإن الحرب ستنتقل إلى رفح، من دون أن يعطي إطاراً زمنياً لهذا الهجوم المرتقب.
وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن هذا الهجوم، وفي حال حدوثه، يمكن أن يدفع اللاجئين إلى الأراضي المصرية، مما يقوض اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر، وهو أمر يثير غضب الولايات المتحدة. وقد يؤدي ذلك أيضاً إلى نسف محادثات السلام البطيئة لتبادل المحتجزين، ووقف إطلاق النار.
وأثار احتمال نشوب حرب برية في رفح مخاوف بشأن المكان الذي سيذهب إليه السكان بحثاً عن الأمان. وقالت الأمم المتحدة إن المدينة أصبحت "طنجرة ضغط".
حرب غزة وتأثير الدومينو
وفي حديثه في بروكسل، حيث كان يترأس محادثات غير رسمية بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، قال بوريل إن الحرب الإسرائيلية تسببت في خلق "تأثير الدومينو"، مع اندلاع الصراع أيضاً في لبنان والعراق وسوريا ومنطقة البحر الأحمر.
وأضاف بوريل: "إننا نعيش وضعاً حرجاً في الشرق الأوسط، وفي المنطقة بأكملها.. طالما استمرت الحرب في غزة، فمن الصعب جداً الاعتقاد بأن الوضع في البحر الأحمر سيتحسن، لأن هناك شيئاً مرتبطاً بالآخر".
وحذرت وزيرة الخارجية البلجيكية حاجة لحبيب، التي تتولى بلادها حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، من "خطر حقيقي لامتداد الصراع".
وقالت للصحافيين في بروكسل: "إنه مصدر قلق كبير، نطالب بضبط النفس، وبالحوار والدبلوماسية"، مؤكدة أنها "الطريقة الوحيدة لتهدئة الوضع في الشرق الأوسط".
"دول أوروبية تزيد التمويل للأونروا"
وبعد الاجتماع، أعرب بوريل أيضاً عن قلقه بشأن مصير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بعد زعم إسرائيل أن 12 من موظفيها متورطون في هجمات 7 أكتوبر. وقال بوريل إن غالبية الوزراء الحاضرين من دول الاتحاد الأوروبي الـ27 يعتقدون أن عمل الأونروا حيوي.
وبينما جمدت بعض الدول دعمها للأونروا، قال بوريل إن وزراء آخرين أبلغوه أن "حكوماتهم ستزيد التمويل"، من دون تسمية هذه الدول.
وأشار بوريل إلى أن "الأونروا تلعب دوراً حاسماً في دعم اللاجئين الفلسطينيين، ليس فقط في غزة، ولكن أيضاً في لبنان والأردن"، مضيفاً: "من يستطيع استبدال ذلك بين عشية وضحاها؟".
وأشار بوريل أيضاً إلى أن إسرائيل كانت تنتقد عمل الأونروا من سنوات عديدة.
