جوتيريش يعين لجنة مستقلة لـ"تقييم جهود" أونروا وسط مساع إسرائيلية لطردها من غزة

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش خلال جلسة لمجلس الأمن. نيويورك، الولايات المتحدة. 23 يناير 2024 - AFP
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش خلال جلسة لمجلس الأمن. نيويورك، الولايات المتحدة. 23 يناير 2024 - AFP
دبي-الشرق

عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الاثنين، مجموعة مراجعة مستقلة لتقييم جهود وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيما يتصل بضمان "حياد" عمل الوكالة الأممية، في أعقاب اتهامات إسرائيلية للوكالة التي تضمن الوضع الدولي للاجئين الفلسطينيين، بأنها "على صلة بالإرهاب"، وإعلان تل أبيب سعيها لـ"طرد" الوكالة الأممية من غزة، وإحلال هيئات أخرى محلها.

وأوضح بيان نشرته الأمم المتحدة أن مجموعة مراجعة عمل الوكالة ستقودها وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا، وتعمل مع 3 منظمات، مشيراً إلى أنها ستبدأ عملها في 14 فبراير الجاري، ومن المتوقع أن تقدم تقريراً مؤقتاً إلى جوتيريش أواخر مارس المقبل.

وأضاف أنه من المتوقع أن يكتمل التقرير النهائي لمجموعة المراجعة بحلول أواخر أبريل المقبل، مشيراً إلى أنها "ستنظر في مدى كفاءة آليات وإجراءات الوكالة لضمان الحياد والرد على ادعاءات حدوث انتهاكات".

ولفت إلى أن تلك المرجعة ستجري بالتوازي مع تحقيق يجريه مكتب أممي في مزاعم إسرائيلية بتورط 12 من موظفي "أونروا" في هجمات السابع من أكتوبر.

ونقل البيان عن جوتيريش قوله إن الاتهامات ضد الوكالة الأممية "تأتي في ظل ظروف صعبة جداً لتقديم المساعدات لمليوني شخص في قطاع غزة".

وأوقفت مجموعة من الدول، منها الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا، تمويل الوكالة في أعقاب مزاعم بأن بعض موظفي "أونروا" متورطون في هجوم السابع من أكتوبر الذي نفذته حركة "حماس" على قرى وبلدات إسرائيلية قرب قطاع غزة.

وأكد المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني بعدها أن الوكالة فتحت تحقيقاً فورياً، وأنهت عقود الموظفين المتهمين، لكنه حذر من أن الوكالة ستضطر على الأغلب لوقف عملياتها في غزة والمنطقة كلها بحلول نهاية فبراير الجاري إذا ظل التمويل معلقاً.

ورحب لازاريني الاثنين، بتعيين مجموعة العمل المستقلة. وقال عبر منصة "X": "أتطلع إلى الاستنتاجات والتوصيات التي سترد في التقرير، والذي سيُعلن للجميع". وأضاف: "المراجعة الخارجية المستقلة ستجري بالتوازي مع تحقيق يجري حالياً من قبل مكتب خدمات الرقابة الداخلية التابع للأمم المتحدة".

كما رحّب مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز لينارتشيتش أيضاً بتعيين المجموعة الأممية.

ورحبت إسرائيل بتعيين المجموعة، وقال وزير خارجيتها يسرائيل كاتس عبر "X": "سنقدّم الأدلة التي تسلط الضوء على تورط الوكالة، وآثارها المضرة على الاستقرار الإقليمي"، على حد قوله.

وأضاف: "واجب أن تخرج هذه اللجنة الحقيقة إلى النور، بما يفرض الاستقالة الفورية لرئيس أونروا".

دور الأونروا

وتأسّست الوكالة في ديسمبر 1949 بموجب قرار أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في أعقاب الحرب العربية-الإسرائيلية الأولى التي اندلعت غداة إعلان قيام دولة إسرائيل، وهي تحصل على تمويل شبه كامل من المساهمات الطوعية للدول.

ومنذ بدء النزاع العربي-الإسرائيلي وحتى إقرار الهدنة في يناير 1949، تعرض أكثر من 760 ألف فلسطيني للتهجير والطرد من منازلهم أمام تقدم القوات اليهودية، ولجأ معظم هؤلاء إلى دول مجاورة.

ومنذ ذلك أصبحت "أونروا"، في غياب أي جهة أخرى ذات صلاحية، الهيئة الوحيدة الضامنة للوضع الدولي للاجئ الفلسطيني.

وهناك حوالى 5.9 مليون فلسطيني مسجّلين لدى "أونروا" ويمكنهم الاستفادة من خدماتها، التي تشمل التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية والبنى التحتية للمخيّمات والتمويلات الصغيرة والمساعدات الطارئة، بما في ذلك خلال الفترات التي تشهد نزاعاً مسلحاً.

وهناك ما مجموعه 58 مخيماً للاجئين تعترف بها الوكالة الأممية، بينها 19 مخيّماً في الضفة الغربية التي تحتلّها إسرائيل عسكرياً منذ 50 عاماً، فيما يدرس أكثر من 540 ألف طفل في مدارس "أونروا".

تصنيفات

قصص قد تهمك