سيجورني: باريس ستقوم بعمل عسكري لإنقاذ 20 ألف فرنسي إذا اندلعت حرب مع "حزب الله"

لقاء متوتر بين وزير الخارجية الفرنسي ونظيره الإسرائيلي.. ولبنان نقطة الخلاف

وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني يلتقي نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس. القدس المحتلة. 5 فبراير 2024 - AFP
وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني يلتقي نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس. القدس المحتلة. 5 فبراير 2024 - AFP
القدس/دبي-أ ف بالشرق

حذر وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني، الاثنين، نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس من أن بلاده ستقوم بعمل عسكري في لبنان لإنقاذ حوالي 20 ألف فرنسي إذا اندلعت حرب مع حزب الله، حسب ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية.

وقالت الهيئة إن اجتماعاً بين وزيري الخارجية حول ملفي لبنان والمحتجزين في قطاع غزة الفلسطيني ساده التوتر، مشيرة إلى أن الوزير الفرنسي نقل رسالة مباشرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن بلاده سيكون لها "دور مركزي" في أي حل سياسي مستقبلي في لبنان.

وتابعت "التأكيد الفرنسي جاء على إثر زيارة المبعوث الأميركي (آموس هوكستين) إلى إسرائيل وسط خشية فرنسية من أن يكون الفاعل الوحيد في هذه القضية هو الولايات المتحدة الأميركية".

وأوضحت الهيئة "بعد أن سمع وزير الخارجية الفرنسي من الإسرائيليين أنه إذا لم يتم التوصل إلى حل دبلوماسي، فلن يكون أمام إسرائيل خيار سوى القيام بعمل عسكري في لبنان، رد على محاوريه قائلاً إنه "إذا اندلعت حرب بين إسرائيل وحزب الله، فسوف تضطر فرنسا إلى القيام بعمل عسكري في لبنان لإنقاذ حوالي 20 ألف مواطن فرنسي يعيشون هناك".

وأثارت إسرائيل مع الوزير الفرنسي قضية عدم حصولها على تأكيد بوصول الأدوية التي أدخلتها إلى غزة بوساطة فرنسية وقطرية إلى المحتجزين الإسرائيليين الشهر الماضي.

وطلب كاتس من فرنسا الضغط على قطر للحصول على ما يُثبت وصول الأدوية إلى المحتجزين، وهو ما رد عليه سيجورني بالتأكيد على أن باريس تعمل بالفعل على هذا الموضوع، ونقلت عنه مصادر حضرت الاجتماع قوله "إذا تبين أن الأدوية لم تصل إلى المحتجزين ستكون هناك عواقب وخيمة".

مقترح المبعوث الأميركي لتهدئة التوتر في لبنان

وبحث مبعوث الرئيس الأميركي الخاص آموس هوكستين مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، تطورات الأوضاع على الحدود مع لبنان، فيما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى وجود "بوادر إيجابية" للتهدئة وفق مقترح أميركي، فيما أكد مصدر مقرب من جماعة "حزب الله" اللبنانية لـ"الشرق" أنه لا مفاوضات قبل وقف الحرب على قطاع غزة.

اقرأ أيضاً

إبعاد "حزب الله" وترسيم الحدود.. مقترح أميركي لوقف التصعيد بين إسرائيل ولبنان

بحث مبعوث الرئيس الأميركي الخاص آموس هوكستين مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، الأوضاع على الحدود مع لبنان، وسط "بوادر إيجابية" للتهدئة وفق مقترح أميركي.

وحمل هوكستين في جعبته "مقترحاً دبلوماسياً" من مرحلتين، قد يفضي إلى إنهاء التوترات والهجمات المتبادلة بين جماعة "حزب الله" وتل أبيب، والتي تأججت في أعقاب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

ويتكون المقترح الأميركي مرحلتين، تتمثل الأولى في أن "يوقف حزب الله هجماته على شمال إسرائيل، على أن تنسحب قواته من حدود الجنوب اللبناني باتجاه الشمال على بُعد ما بين 8 إلى 10 كيلومترات، مع زيادة انتشار قوات اليونيفيل، والجيش اللبناني في المنطقة الحدودية، ومن ثَم عودة الإسرائيليين الذين تم إخلاؤهم إلى المستوطنات في الشمال".

وفي المرحلة الثانية، تبدأ المفاوضات لترسيم الحدود البرية، بما في ذلك مناقشة 13 نقطة تحفظ بين البلدين، في حين ستدرس الولايات المتحدة والمجتمع الدولي تقديم "حوافز اقتصادية" لصالح اللبنانيين.

مطالب بوقف عنف المستوطنين

ودعا وزير الخارجية الفرنسي إلى "وقف عنف المستوطنين" الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة، وذلك عقب لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقال سيجورني الذي يقوم بجولة في الشرق الأوسط لمحاولة الدفع باتجاه هدنة في غزة حيث تشن إسرائيل حرباً مدمرة "لا يمكن أن يحصل بأي حال من الأحوال أيّ تهجير قسري للفلسطينيين لا من غزة ولا من الضفة الغربية" المحتلة.

من جهة أخرى ندّد الوزير الفرنسي بتصريحات "عنيفة تزرع الكراهية (ضد) الفلسطينيين وتدعو إلى ارتكاب جرائم حرب. هذه التصريحات تتزايد في إسرائيل، ويتداولها مسؤولون سياسيون. (...) نعتبر أنّ هذا الأمر خطير".

وشدّد سيجورني على أنّه "لا يمكن فصل مستقبل قطاع غزة عن مستقبل الضفة الغربية. يجب الإعداد لهذا المستقبل من خلال دعم السلطة الفلسطينية التي يجب أن تتجدّد، وأن تعود في أقرب وقت ممكن إلى قطاع غزة".

وأضاف وزير الخارجية الفرنسي الذي يقوم بأول جولة له في المنطقة منذ تعيينه في منصبه في يناير الماضي "أكرّر: غزة أرض فلسطينية".

ودعا سيجورني إلى "تسوية سياسية شاملة مع دولتين تعيشان بسلام جنباً إلى جنب" ما يتطلب استئناف عملية السلام "فوراً".

وأكد أنّه "من دون حلّ سياسي لا يمكن حصول سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط هذا هو موقفنا وهذا تحليلنا للوضع".

ومن إسرائيل توجّه سيجورني إلى رام الله في الضفّة الغربية المحتلة حيث مقرّ السلطة الفلسطينية، والتقى نظيره الفلسطيني رياض المالكي؛ ومن ثم الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

داعمو تل أبيب يغيرون لهجتهم

وفي مكالمة هاتفية، قال المستشار الألماني أولاف شولتز لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، إن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لسلام دائم في الشرق الأوسط، وهي المقاربة التي تثير حفيظة الحكومة الإسرائيلية التي تشدد على رفضها أي "سيادة فلسطينية".

ودعا شولتز إلى أن تُمنح "السلطة الفلسطينية بعد خضوعها للإصلاح (..) دوراً مركزياً"، وأضاف بحسب بيان لمتحدث باسمه "وحده حل الدولتين عن طريق التفاوض يفتح آفاق التوصل إلى حل دائم للصراع في الشرق الأوسط. يجب أن ينطبق ذلك على غزة والضفة الغربية".

ويؤكد نتنياهو أن إسرائيل يجب أن تحتفظ بـ"السيطرة الأمنية" على غزة والضفة الغربية المحتلة، ويرفض البحث في حل الدولتين، وهو ما يثير استياء المجتمع الدولي وحتى حلفاء تل أبيب المقربين.

أما واشنطن، الداعم الرئيسي لإسرائيل دبلوماسياً وعسكرياً، فقد فرضت، في إجراء نادر، عقوبات على أربعة مستوطنين في ظل تصاعد موجة العنف ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967. ويعيش نحو 490 ألف مستوطن في مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن عندما وقع العقوبات الأسبوع الماضي إن العنف هناك "وصل إلى مستويات لا تطاق".

وعقب قرار الولايات المتحدة، أعلنت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي الأحد أن بلادها ستفرض عقوبات مماثلة على الإسرائيليين الذين يحرضون على العنف في الضفة الغربية.

وأوضح رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو "نبحث كيفية التأكد من محاسبة المسؤولين عن عنف المتطرفين أو عنف المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية"، واعتبر أن "العنف في الضفة الغربية غير مقبول على الإطلاق، ويعرض السلام والاستقرار في المنطقة والطريق نحو حل الدولتين للخطر".

تصنيفات

قصص قد تهمك