نفى مصدر مصري مسؤول تقارير إعلامية إسرائيلية عن مباحثات بين مصر والولايات المتحدة وإسرائيل، لنقل معبر رفح إلى المثلث الحدودي في منطقة كرم أبو سالم على الحدود المصرية الإسرائيلية، وفق ما نقلت قناة "القاهرة الإخبارية"، فيما قالت واشنطن إنها أوضحت بجلاء أهمية رفح كممر للمساعدات الإنسانية وعبور المواطنين الأجانب، وسط مخاوف من اجتياح إسرائيلي للمدينة الفلسطينية الحدودية المكتظة بالنازحين.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ترغب في نقل موقع معبر رفح ليكون قريباً من معبر كرم أبو سالم، ومن ثم تستعيد إسرائيل سيطرتها الأمنية على المعبر، والتي كانت قد تخلت عنها عام 2005 بموجب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.
وزعمت "القناة 12" الإسرائيلية، أن إسرائيل تبحث حالياً مع مصر إمكانية نقل معبر رفح إلى منطقة معبر كرم أبو سالم المخصص للنقل التجاري، "اعتقاداً بأن هذا الأمر سيتفادى حدوث نزاع بين إسرائيل ومصر بشأن قضية المعبر ومحور فيلادلفيا، فيما ستتمكن إسرائيل من إجراء تفتيش أمني وفرض رقابة على حركة المرور من المعبر الذي تسيطر عليه حالياً حركة حماس"، وفق زعمها.
ونفى المصدر المصري لقناة "القاهرة الإخبارية"، وجود خطة تدرسها تل أبيب لنقل معبر رفح إلى المثلث الحدودي بمنطقة كرم أبو سالم على الحدود المصرية الإسرائيلية، أو وجود محادثات مع مصر بهذا الشأن.
ويأتي هذا، بعد أيام من نفي مصري، لوجود أي تنسيق بين القاهرة وإسرائيل بشأن محور فيلادلفيا، الحدودي بين قطاع غزة ومصر.
وقال مصدر مصري لـ"الشرق" الخميس، إن القاهرة ترفض أي محاولات إسرائيلية للتواجد على محور فيلادلفيا، وذلك بعد تقارير إسرائيلية زعمت أن الجانبين يقتربان من اتفاق بشأن المحور، وإعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت استعداد الجيش الإسرائيلي للتوجه إلى مدينة رفح الحدودية.
بدوره، قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل الاثنين، إن الولايات المتحدة كانت واضحة للغاية بشأن أهمية رفح كممر لتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وقال باتيل في إيجاز صحافي الاثنين، "رفح ممر هام للمواطنين الأجانب، بما في ذلك المواطنين الأميركيين، لكي يتمكنوا من مغادرة غزة بأمان. هي أيضاً مكان يتجمع فيه أكثر من مليون شخص، ولذا نريد أن تأخذ أي عملية في المنطقة، هذه الأمور في الحسبان"، في إشارة إلى العملية الإسرائيلية المرتقبة في المدينة.
قلق فلسطيني من نقل المعبر
وعلى الجانب الفلسطيني، عبّر رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتيه الاثنين، عن تخوفه من إقدام إسرائيل على نقل معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، وقال اشتية خلال جلسة للحكومة "تحاول إسرائيل نقل معبر رفح إلى مكان آخر"، وفق ما نقلت "فرانس برس".
وتأتي هذه التقارير في ظلّ مخاوف بين الفلسطينيين والمصريين، خصوصاً من محاولات إسرائيلية محتملة لدفع الفلسطينيين المقيمين في قطاع غزة إلى مغادرة القطاع المحاصر.
ونزح 1,7 مليون فلسطيني خلال الحرب، ويعيش 1,2 مليون منهم في منطقة رفح الحدودية مع مصر، وفق الأمم المتحدة.
وتنفي إسرائيل نيتها إجبار الفلسطينيين البالغ عددهم 2,4 مليون في قطاع غزة على المغادرة، لكن مسؤولين عديدين فيها دعوا إلى فتح باب مغادرة الفلسطينيين للقطاع.
ومعبر رفح هو المنفذ الوحيد لقطاع غزة إلى الخارج، ويستخدم حالياً لخروج مقيمين في القطاع بعد أذونات استثنائية توافق عليها إسرائيل، وتحظى أيضاً بموافقة فلسطينية ومصرية.
وقال اشتية "معبر رفح هو بوابة الحدود الفلسطينية المصرية، وهي شأن مصري فلسطيني. ولدينا اتفاق مع الشرطة الأوروبية منذ 2005 لإدارة المعبر".
وكان اشتية يشير إلى انسحاب الجانب الإسرائيلي من قطاع غزة في العام 2005.
وقال أمين عام المبادرة الفلسطينية مصطفى البرغوثي لوكالة فرانس برس إن إسرائيل "تحاول إغلاق معبر رفح الذي من المفترض أنه تحت السيطرة المصرية والفلسطينية والإسرائيلية، ونقل الحركة إلى معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل بالكامل".
وأوضح أن "معبر كرم أبو سالم هو معبر بين إسرائيل وغزة، باتجاه واحد، ومعبر رفح هو بين غزة ومصر في الاتجاهين".
وقال البرغوثي "من الممكن أن تكون هذه الخطوة في إطار تنفيذ خطة طرد سكان قطاع غزة من خلال معبر أبو سالم" الحدودي أيضاً مع مصر.
"سنتوجه إلى رفح"
والخميس، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، إن الجيش الإسرائيلي "يحقق مهمته في خان يونس، وسيصل أيضاً إلى رفح، ويقضي على العناصر الإرهابية التي تهددنا".
وكررت تصريحات الوزير الإسرائيلي، ما قاله عضو مجلس الحرب بيني جانتس الأسبوع الماضي، بأن الجيش الإسرائيلي، سيصل للمدينة "قريباً"، وسط قتال عنيف في خان يونس.
وكانت مصر قد حذرت إسرائيل، من أي عمليات عسكرية على الشريط الحدود الرابط بين غزة ومصر، والمعروف باسم محور فيلادلفيا.
قلق أوروبي من اجتياح رفح
وأعرب الاتحاد الأوروبي، السبت، عن قلقه العميق إزاء التقارير التي تفيد بأن الجيش الإسرائيلي يعتزم شن هجوم بري على مدينة رفح.
وقال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في تصريحات أوردتها وكالة "أسوشيتد برس"، إن حوالي مليون فلسطيني "نزحوا نحو الحدود المصرية"، مضيفاً أن الإسرائيليين "زعموا أنها مناطق آمنة، ولكن في الواقع ما نراه هو أن القصف المستمر يؤثر على السكان المدنيين، ويخلق وضعاً سيئاً للغاية".
وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن هذا الهجوم، وفي حال حدوثه، يمكن أن يدفع اللاجئين إلى الأراضي المصرية، مما يقوض اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر، وهو أمر يثير غضب الولايات المتحدة. وقد يؤدي ذلك أيضاً إلى نسف محادثات السلام البطيئة لتبادل المحتجزين، ووقف إطلاق النار.
وأثار احتمال نشوب حرب برية في رفح مخاوف بشأن المكان الذي سيذهب إليه السكان بحثاً عن الأمان. وقالت الأمم المتحدة إن المدينة أصبحت "طنجرة ضغط".