محدّث
سياسة

وزير الخارجية الأميركي يبحث مع السيسي جهود تسهيل دخول المساعدات إلى القطاع

بلينكن يتوقف في مصر قبل زيارة قطر بحثاً عن حلول لـ"هدنة متعثرة" بغزة

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يستقبل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في قصر الاتحادية بالقاهرة. 30 يناير 2023 - twitter.com/SecBlinken
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يستقبل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في قصر الاتحادية بالقاهرة. 30 يناير 2023 - twitter.com/SecBlinken
دبي/ القاهرة -وكالاتالشرق

يواصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، جولته في الشرق الأوسط، سعياً للتوصل إلى هدنة في غزة، حيث تقترب حرب إسرائيل على القطاع من دخول شهرها الخامس.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في بيان، إن وزير خارجية الأميركي أكد استمرار الولايات المتحدة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بما يدعم جهود الحفاظ على الاستقرار والسلام والتنمية في المنطقة.

وأضاف المتحدث في بيان، أن اللقاء ركز على تطورات الجهود المكثفة، الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى، وإنفاذ المساعدات الإغاثية اللازمة لإنهاء المعاناة الإنسانية بالقطاع.

وأوضح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وفق المتحدث، "ما تقوم به مصر من جهود هائلة في قيادة عملية تقديم وتنسيق وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بالتنسيق مع المؤسسات الأممية والإغاثية ذات الصلة"، مؤكداً "أهمية الدور المحوري الذي تقوم به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على هذا الصعيد". 

وتابع البيان: "من جانبه أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، حرص بلاده على استمرار التنسيق والجهود المشتركة مع مصر، للتوصل إلى تهدئة وحماية المنطقة من اتساع نطاق الصراع، مشيداً بالجهد المصري المقدر الداعم للأمن والاستقرار في المنطقة".

وبعدما بدأ، الاثنين، من السعودية، جولته الخامسة بالمنطقة منذ اندلاع الحرب، التقى بلينكن، صباح الثلاثاء، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، قبل التوجه مساءً إلى قطر، الدولتين اللتين تقومان مع واشنطن بجهود وساطة من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى، على أن يتوجه بعد ذلك إلى إسرائيل والضفة الغربية المحتلة.

ومن المقرر أن يناقش بلينكن خلال جولته الجديدة في المنطقة مقترح هدنة أُعدّ خلال اجتماع في أواخر يناير بباريس، بين رئيس الاستخبارات الأميركية المركزية ويليام بيرنز، ومسؤولين مصريين وإسرائيليين وقطريين، ولم توافق عليه بعد لا إسرائيل، ولا حركة "حماس".

وأفاد مصدر في الحركة بأن الاقتراح يشمل ثلاث مراحل، وينصّ في المرحلة الأولى على هدنة تمتدّ إلى 6 أسابيع تطلق خلالها إسرائيل سراح ما بين 200 إلى 300 أسير فلسطيني، في مقابل الإفراج عن 35 إلى 40 رهينة محتجزين في غزة، على أن يتسنّى دخول ما بين 200 إلى 300 شاحنة مساعدات يومياً إلى غزة.

إلّا أن حركة "حماس" أعلنت أنها لم تتخذ أي قرار بشأن المقترح، وهي تطالب بوقف إطلاق نار، وليس هدنة جديدة، وتشدّد إسرائيل في المقابل على أنها لن توقف نهائياً حربها على غزة إلا بعد "القضاء" على حركة حماس وتحرير كلّ الرهائن، وتلقّي ضمانات بشأن الأمن في أراضيها.

وسيشدد بلينكن في إسرائيل على ضرورة "الاستجابة بشكل عاجل إلى الاحتياجات الإنسانية" في القطاع  المحاصر الذي يواجه أزمة إنسانية كبرى. 

ولي العهد السعودي يلتقي بلينكن

والتقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في العاصمة السعودية الرياض، التي وصلها الاثنين، في مستهل جولة شرق أوسطية تهدف إلى إرساء هدنة للحرب في غزة.

وقال بلينكن على منصة (إكس)، إنه ناقش مع الأمير محمد بن سلمان "جهود زيادة المساعدات الإنسانية العاجلة إلى غزة، وضمان نفاذها إلى القطاع".

 وشدد على أن واشنطن "ستواصل الانخراط في الجهود الدبلوماسية في الإقليم، لمنع توسع النزاع في المنطقة".

إسرائيل تواصل قصف غزة

وبموازاة المساعي الدبلوماسية والمحادثات، يتواصل القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة في قطاع غزة، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة، سقوط 99 ضحية بين مساء الاثنين وصباح الثلاثاء، مشيرة إلى وقوع ضربات جوية وقصف مدفعي في منطقتي رفح وخان يونس في جنوب القطاع، وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه يخوض "معارك عن قرب" في خان يونس، كبرى مدن جنوب قطاع غزة.

وأكدت مصادر في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس" أن المعارك تتركز في مناطق البطن السمين وحي الأمل وقيزان النجار بخان يونس، مشيرة إلى معارك عنيفة في المناطق الغربية بمدينة غزة في شمال القطاع.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، الثلاثاء، إن الجيش الإسرائيلي أجلى حوالى ثمانية آلاف نازح من مستشفى الأمل ومقرّ الجمعية في خان يونس، وبقي في المستشفى الذي تطوقه القوات الإسرائيلية "40 نازحاً من كبار السن، إضافة إلى حوالى 80 مريضاً وجريحاً، و100 من الطواقم الإدارية والطبية، وحياتهم مهددة بخطر الموت في ظل استمرار الحصار".

وتقول إسرائيل إنّ عناصر "حماس"، أعدّوا في خان يونس لهجوم السابع من أكتوبر غير المسبوق على أراضيها، وبأنّ كبار مسؤولي الحركة يختبئون في المدينة.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، مساء الاثنين، إنّ رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، في قطاع غزة يحيى السنوار المتحدّر من خان يونس "أصبح الآن إرهابياً فارّاً" و"ينتقل من مخبأ إلى آخر" وهو "غير قادر على التواصل" مع أوساطه.

واستهدفت الضربات الإسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية رفح في أقصى جنوب القطاع على الحدود مع مصر، حيث يتكدس أكثر من 1.3 ملايين نازح وسط ظروف إنسانية ومعيشية يائسة، بحسب الأمم المتحدة.

وتقدّم الجيش الإسرائيلي نهاية الأسبوع الماضي جنوباً باتّجاه المدينة الحدودية، محذّراً من أنّ قواته البرية قد تدخل رفح في إطار العملية الرامية "للقضاء على حماس".

ويزداد الوضع الإنساني شدة في منطقة رفح حيث بات يتكدس نصف سكان القطاع، فيما ينضم إليهم آلاف النازحين الجدد يومياً.

وأعلنت الأمم المتحدة أن الوافدين الجدد إلى رفح لا يحصلون إلا على من لتر ونصف إلى لترين من الماء يومياً لكل شخص للشرب والطهي وللنظافة الشخصية، محذرة من أن حالات الإسهال المزمن لدى الأطفال تزداد بشكل سريع.

وما يزيد الوضع مأساوية تعليق أكثر من عشر دول على رأسها الولايات المتحدة تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إثر اتهامات إسرائيلية بضلوع 12 من موظفيها في هجوم السابع من أكتوبر.

تصنيفات

قصص قد تهمك