تصنف تشاد، الدولة الشاسعة الفقيرة في منطقة الساحل التي توفي رئيسها إدريس ديبي إيتنو الحاكم منذ 30 عاماً الثلاثاء متأثراً بجروح أصيب بها على خط الجبهة في معارك ضد المتمردين في شمال البلاد، على أنها "حليفة استراتيجية" للغربيين في مكافحة الجماعات المسلحة.
تاريخ مضطرب
شهدت البلاد حالة كبيرة من عدم الاستقرار بعد الاستقلال عام 1960، مع تمرد في الشمال اعتباراً من العام 1965، فيما اندلعت في العام 1980 حرب أهلية بين أنصار غوكوني وداي رئيس حكومة الاتحاد الوطني الانتقالي (بدعم من ليبيا) ووزير دفاعه حسين حبري الذي تولى السلطة عام 1982.
أما في العام 1990، فأطاح إدريس ديبي بحسين حبري. وبحسب لجنة تحقيق تشادية، فإن القمع خلّف 40 ألف قتيل، في ظل نظام حبري الذي حكم عليه بالسجن المؤبد لارتكابه جرائم ضد الإنسانية من قبل محكمة إفريقية خاصة عام 2017.
ولكن البلاد لم تشهد استقراراً، ففي فبراير 2008، تم بفضل الدعم الفرنسي، صد هجوم للجماعات المسلحة، وصل إلى أبواب القصر الرئاسي.
أما في مطلع 2019، فساعدت فرنسا الرئيس ديبي عبر قصف رتل من المتمردين التشاديين الذين دخلوا من ليبيا إلى شمال شرقي البلاد.
مكافحة المسلحين
وتواجه تشاد تحديات عسكرية على كل حدودها. ففي منطقة بحيرة تشاد (غرب)، يحارب الجيش منذ العام 2015 ضد فصيل من "بوكو حرام" بايع تنظيم "داعش".
وتضم العاصمة إنجامينا مقر العملية الفرنسية لمكافحة المسلحين "برخان" التي أطلقت في 2014، في ظل تواجد فرنسي بشكل شبه دائم في مستعمرتها السابقة منذ الاستقلال.
وتشاد هي أيضاً ضمن قوة الدول الخمس لمنطقة الساحل مع مالي وبوركينا فاسو والنيجر وموريتانيا، وقوة متعددة الجنسيات مشتركة مدعومة من الغربيين تضم نيجيريا والنيجر والكاميرون.
وتشهد البلاد أيضاً نزاعاً بين مختلف المجموعات من المزارعين ومربي المواشي في أقاليم وداي وسيلا في الشرق. بينما يواجه الجيش التشادي في جبل تيبستي في الشمال وعلى الحدود مع ليبيا، متمردين ومنقبين عن الذهب.