قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، الأحد، إن الولايات المتحدة لا تؤيد العملية العسكرية التي تعتزم إسرائيل القيام بها في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، في ظل الظروف الراهنة، مشيراً إلى تحقيق "تقدم حقيقي" في مفاوضات الأسرى خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وأضاف المسؤول لوكالة "رويترز"، أن اتصال الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "استمر نحو 45 دقيقة"، مشيراً إلى أن "الإسرائيليين أوضحوا أنهم يعتبرون سلامة المدنيين شرطاً مسبقاً واضحاً للعمليات في رفح".
وأوضح أن التوصل إلى إطار اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين "تم إلى حد بعيد"، لكنه استدرك "لا تزال هناك فجوات بحاجة إلى سدها".
وذكر أن الاتصال بين بايدن ونتنياهو "ركز بالأساس على تأمين إطلاق سراح المحتجزين"، قائلاً إن تعليق الرئيس الأميركي عن تصرفات إسرائيل في قطاع غزة بأنها "مبالغ فيها" لم ترد على وجه التحديد خلال المكالمة.
عملية رفح
وجاء الاتصال بعد أيام من تصريح بايدن للصحافيين بأن الرد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة "مبالغ فيه"، ما يعكس القلق والإحباط المتزايدين إزاء ارتفاع عدد الضحايا من المدنيين في القطاع الفلسطيني.
ولفت المسؤول الأميركي الكبير إلى أن الولايات المتحدة على اتصال منتظم مع المصريين بشأن رفح، وذكر أن هناك "تقدماً حقيقياً" حصل خلال الأسابيع القليلة الماضية بشأن إطار اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين.
وحضّ بايدن نتنياهو خلال الاتصال على عدم شن عملية عسكرية برية في رفح بجنوب قطاع غزة "من دون خطة ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ" لحماية المدنيين، في حين تحذر دول عدة من "كارثة إنسانية" إذا ما شُن الهجوم على المدينة المكتظة.
ورفح الواقعة على الحدود مع مصر هي الملاذ الأخير للفلسطينيين الفارين من القصف الإسرائيلي المستمر في أماكن أخرى من قطاع غزة خلال حرب إسرائيل المستمرة منذ 4 أشهر ضد "حماس".
وتعهد نتنياهو بتوفير "ممر آمن" للمدنيين قبل شن عملية عسكرية في رفح، وسط تحذيرات دولية من "كارثة إنسانية" في حال شن هجوم على المدينة التي أصبحت الملاذ الأخير لأكثر من مليون نازح جراء الحرب.
لكن مصدر قيادي في حركة "حماس"حذر إسرائيل من أن أي عملية عسكرية ستؤدي إلى "نسف مفاوضات" تبادل المحتجزين الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين، بحسب ما نقلته وكالة "فرانس برس".
اجتماع القاهرة
وكانت مصر دعت رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" ديفيد برنياع، ورئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" رونين بار، لزيارة القاهرة، لبحث تبادل الأسرى مع حركة "حماس"، بحسب مصادر مطلعة لـ"الشرق" التي قالت إن الوفد الإسرائيلي سيبحث ما طرحته "حماس"، على أن تكون المباحثات بحضور مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA وليام بيرنز.
وأشارت إلى أن المباحثات ستشمل عدد الأسرى الإسرائيليين الذين ستطلق الفصائل الفلسطينية سراحهم، مقابل السجناء الفلسطينيين ذوي الأحكام العالية.
لكن مسؤولاً إسرائيلياً كبيراً كشف، السبت، أن تل أبيب "تعمل خلف الكواليس بشكل مكثف لإحداث تغيير" في موقف "حماس" بشأن مطالبها في اتفاق تبادل الأسرى، بما يسمح بتوجه وفد إسرائيلي، الثلاثاء المقبل، إلى القاهرة للقاء الوسطاء، وفق ما ذكرت "القناة 13" الإسرائيلية.
ورفضت إسرائيل معظم مطالب "حماس" في ردها على المقترح الأخير بشأن تبادل الأسرى، فيما أبدى مسؤولون أميركيون قدراً من التفاؤل، وقالوا إنه على الرغم من استمرار وجود خلافات كبيرة بين الطرفين، فإن استجابة "حماس" تتيح فرصة لإجراء مفاوضات بشأن اتفاق جديد، بحسب موقع "أكسيوس" الأميركي.
وأعلنت "حماس" موقفها التفاوضي في ورقة مفصلة سلمتها للوسيطين القطري والمصري، ووصلت نسخة منها إلى الجانب الإسرائيلي، يقوم جوهرها على خطة لوقف إطلاق النار، من شأنها تهدئة القصف الذي يتعرض له قطاع غزة منذ 4 أشهر ونصف، وتتضمن الإفراج عن جميع المحتجزين وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة والتوصل لاتفاق لإنهاء الحرب.
وبحسب مسودة رد "حماس"، التي اطلعت عليها "الشرق"، تقترح الحركة الفلسطينية، اتفاقاً على 3 مراحل، مدة كل مرحلة 45 يوماً، وتهدف المرحلة الأولى إلى الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين من النساء والأطفال (دون سن 19 عاماً من غير المجندين)، والمسنين والمرضى، مقابل عدد محدد من السجناء الفلسطينيين، إضافة إلى تكثيف المساعدات الإنسانية، وإعادة تمركز القوات خارج المناطق المأهولة.