الاتحاد الأوروبي: لا يمكن للناتو أن يكون تحالفاً عسكرياً "انتقائياً"

تصريحات ترمب بشأن الناتو تثير "عاصفة سياسية" لدى حلفاء أميركا

دبي-الشرقوكالات

أثارت تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بشأن تخليه عن الدول الأعضاء في الناتو التي لا تلتزم بالإنفاق الدفاعي، انتقادات العديد من حلفاء الولايات المتحدة، والذين تساءلوا عن "التداعيات السياسية" إذا فاز ترمب بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل.

وكشف دونالد ترمب، الأحد، عن تحذيره للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، عندما كان رئيساً، من أنه لن يحميها إذا تعرّضت لهجوم من روسيا، لأن دول الحلف لا تنفق بالقدر الكافي على الدفاع، وهي التصريحات التي وصفها البيت الأبيض بأنها مروعة.

وفي رده على تصريحاته، قال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج، في بيان: "أي إشارة إلى عدم دفاع الدول الحلفاء عن بعضها تقوّض أمننا برمته، لا سيما أمن الولايات المتحدة، وتعرّض حياة الجنود الأميركيين والأوروبيين لخطر متزايد".

وأضاف: "أي هجوم على الحلف سيقابل برد موحد وقوي".

وقال ستولتنبرج: "بغض النظر عن الفائز في الانتخابات الرئاسية، ستبقى الولايات المتحدة حليفاً قوياً وملتزماً في الناتو".

وعلق المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس، على التصريحات، بقوله: "تشجيع الأنظمة القاتلة على غزو حلفائنا المقربين في حلف الناتو أمر مروع وفاقد للصواب، ويعرض الأمن القومي الأميركي والاستقرار العالمي واقتصادنا في الداخل للخطر".

الاتحاد الأوروبي: تصريحات "متهورة"

وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الاثنين، إن حلف شمال الأطلسي لا يمكن أن يكون تحالفاً عسكرياً "انتقائياً"، يسير "وفق أهواء الرئيس الأميركي"، في تعليقه على تصريحات ترمب.

بدوره، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، في تغريدة على منصة "إكس": "التصريحات المتهورة بشأن أمن الحلف والتضامن الوارد في المادة الخامسة (من معاهدة الحلف) لا تخدم سوى مصلحة (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".

وتنص المادة الخامسة من المعاهدة على أن أي هجوم مسلح على أي دولة متحالفة مع الحلف، يعد هجوماً على جميع الدول المتحالفة، ما يستلزم رداً دفاعياً جماعياً.

وأثارت تصريحات ترمب قلقاً بالغاً في بولندا، حيث تتزايد المخاوف بشأن الحرب التي تشنها موسكو في الجارة أوكرانيا.

وكتب الرئيس البولندي أندريه دودا، المتحالف مع المعارضة اليمينية والذي يُنظر إليه باعتباره كان صديقاً لترمب خلال فترة رئاسة الأخير، على منصة "إكس"، أن التحالف البولندي الأميركي يجب أن يكون قوياً "بغض النظر عمن يتولى السلطة حالياً في بولندا أو الولايات المتحدة".

وحذّر دودا من أن "التصريحات لا تخدم أياً من مصالحنا الاقتصادية أو الأمن البولندي".

وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، الأحد: "لدينا حرب طاحنة على حدودنا"، معرباً عن قلقه البالغ مما إذا كانت الولايات المتحدة ستُظهر "تضامناً كاملاً مع دول الحلف الأخرى في تلك المواجهة التي يُتوقع أن تستمر لفترة طويلة ضد روسيا"، أم لا.

وأضاف توسك في خطاب ألقاه بمناسبة انطلاق حملة حزبه لانتخابات محلية: "يجب أن ندرك أن الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يكون عملاقاً اقتصادياً وحضارياً، وقزماً عندما يتعلّق الأمر بالدفاع، لأن العالم تغير".

وانتقد وزير الدفاع البولندي فلاديسلاف كوسينياك كاميش تصريحات ترمب. وقال على منصة "إكس": "شعار الحلف 'واحد من أجل الجميع، والجميع من أجل واحد' هو التزام ملموس. تقويض مصداقية الدول الحليفة يعني إضعاف الحلف بأكمله".

وأضاف: "أي حملة انتخابية لا يمكن أن تكون ذريعة للتلاعب بأمن الحلف".

ألمانيا: "معاً أقوى"

ولم تعلق الحكومة الألمانية رسمياً على تصريحات ترمب، لكن وزارة الخارجية أشارت إلى مبدأ التضامن في "الناتو"، ونشرت رسالة على حسابها باللغة الإنجليزية على منصة "إكس" قالت فيها: "واحد من أجل الجميع، والجميع من أجل واحد"، وأرفقته بالوسم #معا_أقوى.

وفي افتتاحية الأحد، دعت صحيفة Frankfurter Allgemeine Zeitung الألمانية، الدول الأوروبية إلى "زيادة الإنفاق على الدفاع".

وقالت الصحيفة إنه إذا فاز ترمب بالرئاسة مرة أخرى، فإن تصريحات كتلك "ستفاقم خطر توسيع بوتين دائرة حربه".

وأضافت أنه "ليس بمقدور الأوروبيين سوى أن يفعلوا شيئاً واحداً حيال ذلك، وهو الاستثمار في أمنهم العسكري بما يتماشى مع خطورة الموقف".

روسيا "بوسعها فعل ما تشاء"

وقال ترمب خلال تجمع انتخابي في ساوث كارولاينا، مساء السبت، إن رئيس "دولة كبيرة" - لم يذكر اسمها - سأله "حسناً يا سيدي، إذا لم ندفع، وتعرضنا لهجوم من روسيا، هل ستحمينا؟".

وأضاف: "قلت له: إذا لم تدفع؟ وأنت متأخر في السداد؟ قال: نعم، لنفترض أن ذلك قد حدث. قلت: لا، لن أحميك. في الواقع، سأشجعهم على فعل ما يريدون. عليك أن تدفع".

وكان ترمب يتحدث على ما يبدو عن اجتماع له مع قادة في حلف شمال الأطلسي.

وقال جيسون ميلر، كبير مستشاري ترمب، في بيان، إن ترمب سيكون قادراً على إجبار الحلفاء بفاعلية أكبر على زيادة إنفاقهم داخل الحلف مقارنة بالرئيس جو بايدن، و"عندما لا تسدد إنفاقك الدفاعي، لا يمكنك أن تفاجأ بمزيد من الحروب".

وفي عام 2014، تعهد حلفاء "الناتو" بالتحرك نحو إنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع بحلول عام 2024.

ووفق تقديرات "الناتو" في أوائل عام 2023، فإن 10 من الدول الأعضاء الـ30 في ذلك الوقت كانت "قريبة أو أعلى من" علامة 2%، فيما كانت 13 دولة تنفق 1.5% أو أقل.

ونفذ الناتو أكبر حشد عسكري له منذ الحرب الباردة على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.

تصنيفات

قصص قد تهمك