قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الاثنين، إن مصر تتحمل "مسؤولية كبيرة" عن هجوم السابع من أكتوبر الماضي ضد إسرائيل، وأن إمدادات حركة "حماس" من الذخيرة تمر عبر الحدود المصرية "إلى حد كبير"، فيما أدانت وزارة الخارجية المصرية التصريحات، قائلة إنها "غير مسؤولة، وتحريضية".
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، عبر منصة "إكس"، أنه "من المؤسف والمشين أن يستمر وزير المالية الإسرائيلي في إطلاق تصريحات غير مسؤولة وتحريضية، ولا تكشف إلا عن نهم للقتل والتدمير، وتخريب لأية محاولة لاحتواء الأزمة في قطاع غزة".
وأضاف: "تلك التصريحات غير مقبولة جملةً وتفصيلاً، حيث تسيطر مصر بشكل كامل على أراضيها، ولا تسمح لأي طرف بأن يقحم اسم مصر في أية محاولة فاشلة لتبرير قصور أدائه".
وفي نهاية ديسمبر الماضي، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن "ثغرة" في جنوب غزة تدخل منها الأسلحة إلى غزة، وذلك في إطار حديثه عن ضرورة سيطرة تل أبيب على محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، الواقع على الحدود بين مصر وقطاع غزة، وهو ما ردت عليه القاهرة بقولها إنها "تضبط وتسيطر على حدودها بشكل كامل".
وتشترك مصر في حدود يبلغ طولها 13 كيلومتراً مع غزة، وهي الحدود الوحيدة للقطاع التي لا تسيطر عليها إسرائيل مباشرة.
معاهدة السلام
وتصاعدت حدة التوتر بين القاهرة وتل أبيب خلال الأيام الماضية في ظل تهديدات إسرائيلية رسمية بشن عملية عسكرية في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، إذ تخشى مصر من تهجير الفلسطينيين من القطاع، معتبرة ذلك بمثابة "تصفية للقضية الفلسطينية".
وفي وقت سابق الأحد، قال مسؤولان مصريان ودبلوماسي غربي، لوكالة "أسوشيتد برس"، إن مصر هددت بتعليق معاهدة السلام مع إسرائيل حال إرسال قوات إسرائيلية إلى مدينة رفح الحدودية المكتظة بالسكان، وذلك قبل أن يستبعد وزير الخارجية المصري سامح شكري، الاثنين، تلك التعليقات، قائلاً إن "مصر تحافظ على التزاماتها ما دام الأمر تبادلياً بين الطرفين".
وأضاف شكري: "لقد حافظت مصر على اتفاقية السلام مع إسرائيل على مدار الـ40 عاماً الماضية، والتي تم بموجبها إقامة العلاقات بين البلدين، فدائماً ما تحافظ مصر على التزاماتها مادام الأمر تبادلياً بين الطرفين، ولذلك سأستبعد أي تعليقات تم الإدلاء بها في هذا الشأن".
وفي 23 يناير الماضي، قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، في مصر، ضياء رشوان، إن "مصر أجرت تقوية للجدار الحدودي مع قطاع غزة، الممتد إلى 14 كيلومتراً، بآخر خرساني طوله 6 أمتار فوق الأرض ومثله تحت الأرض، وأصبح هناك 3 حواجز بين سيناء ورفح الفلسطينية، يستحيل معها أي عملية تهريب لا فوق الأرض ولا تحت الأرض".
وشنت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية مسلحة هجوماً مباغتاً على بلدات ومدن إسرائيلية ومقار عسكرية بمحاذاة قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، أسفر عن سقوط أكثر من 1200 إسرائيلي، قائلة إنه يأتي "رداً على الانتهاكات الإسرائيلية"، وتبع ذلك تنفيذ إسرائيل عملية عسكرية على القطاع مازالت مستمرة راح ضحيتها حتى اليوم أكثر من 228 ألف فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال.
