قال مسؤولان إسرائيلي وأميركي، الثلاثاء، إن وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش منع دخول شحنة طحين ممولة من الولايات المتحدة إلى قطاع غزة بحجة أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) هي من ستتسلم الشحنة، بحسب ما نقله موقع "أكسيوس" الأميركي.
وذكر مسؤولون أميركيون لـ"أكسيوس" أن هذه الخطوة، "انتهاك للالتزام الذي قطعه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للرئيس الأميركي جو بايدن قبل عدة أسابيع"، قائلين إن هذا هو سبب آخر لإحباط بايدن من نتنياهو.
وظهرت في الآونة الأخيرة خلافات بين واشنطن وتل أبيب بشأن ملفات عدة منها مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، واستمرار الهجوم على قطاع غزة الذي يعاني من أزمة إنسانية حادة، والاتفاق المحتمل مع "حماس" لتبادل الأسرى.
وكان بايدن قد قال الاثنين، إن الولايات المتحدة تعمل مع حلفائها في المنطقة على التوصل لاتفاق على هدنة تسمح بالإفراج عن المحتجزين في غزة، وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وتتهم إسرائيل 12 من موظفي وكالة "الأونروا" البالغ عددهم 13 ألفاً في قطاع غزة، بالمشاركة في الهجوم الذي قادته حركة "حماس" داخل بلدات إسرائيلية العام الماضي، وزعمت أن ما يصل إلى 10% من موظفي الوكالة هم من أنصار "حماس"، وأبدت رغبتها في حلَ الوكالة.
وذكر "أكسيوس" أن مسألة إمكانية تقديم شحنة الطحين إلى غزة طرحها أكبر المسؤولين في إدارة بايدن منذ أكثر من شهر، لافتاً إلى أن حكومة الحرب الإسرائيلية وافقت على دخول الطحين عبر ميناء أسدود في جنوب إسرائيل باتجاه معبر كرم أبو سالم وصولاً إلى غزة، بحسب ما ذكره مسؤولون إسرائيليون.
وكان بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن قد شكرا علناً في وقت سابق الحكومة الإسرائيلية على السماح بدخول شحنة الطحين إلى غزة، لكن "أكسيوس" أشار إلى أن الشحنة عالقة منذ أسابيع في ميناء أسدود، في حين اتهم مسؤولون إسرائيليون وأميركيون سموتريتش وهو المسؤول عن دائرة الجمارك الإسرائيلية بمنع دخولها.
وقال المسؤولون إن سموتريتش منع نقل شحنة الطحين بعد أن علم بأنها متجهة إلى منظمة الإغاثة التابعة للأمم المتحدة ووكالة "الأونروا"، مشيرين إلى أنه أمر دائرة الجمارك الإسرائيلية بعدم الإفراج عن الشحنة طالما أن "الأونروا" هي المستلمة لها.
وأكد المسؤولون الإسرائيليون أنهم يحاولون حالياً إعادة توجيه الشحنة لكي تدخل غزة عبر برنامج الأغذية العالمي، موضحين أن الهدف من هذه الخطوة هو أن يسمح سموتريتش بالإفراج عنها.
عقبات إدارية
وكان المفوض العام لوكالة "الأونروا" فيليب لازاريني قال الجمعة الماضية، إن الوكالة تواجه عقبات إدارية متزايدة من إسرائيل بينها حجز شحنة مساعدات تعادل إمدادات شهر بأكمله من المواد الغذائية في ميناء أسدود.
وأبلغ أحد المتعاقدين الذين يقومون بخدمات إدارية في ميناء أسدود "الأونروا" بأنه لم يعد بإمكانه مواصلة العمل مع الوكالة بموجب أوامر من السلطات الإسرائيلية، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز" التي قالت إن سموتريتش سبق أن أعلن الأسبوع الماضي، عبر منصة "إكس" أن إسرائيل ستلغي الإعفاءات الضريبية التي قدمتها لـ"الأونروا" فيما مضى.
وعلّقت دول عدة، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا واليابان، تمويلها لوكالة "الأونروا" رداً على ادعاءات إسرائيلية بأن بعض موظفيها شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر الماضي.
وطردت الأمم المتحدة 12 موظفاً في "الأونروا" على خلفية الادعاء الإسرائيلي، وأكدت أنه يجب التحقيق في مزاعم الأنفاق بمجرد انتهاء الحرب.
وفي وقت سابق الثلاثاء، اعتبر المفوض العام لأونروا أن حل المنظمة سيكون "كارثياً"، قائلاً: "عقب الكارثة التي ضربت منطقة غزة، ربما حان الوقت لإيجاد حل سياسي حقيقي. التخلص قبل ذلك من الوكالة، سيكون كارثياً".
وأوضح لازاريني أنه "منذ بداية الحرب، تم استهداف أكثر من 150 من منشآتنا. ونحن نعلم أن بعضها قد تم تدميره بالكامل. وقد سقط مئات الأشخاص، وأصيب الآلاف، وكل ذلك يجب أن يخضع لتحقيق مستقل. وكذلك الادعاءات بوجود أنفاق".