قال مسؤولون أميركيون، إن الولايات المتحدة شنت مؤخراً هجوماً إلكترونياً ضد سفينة إيرانية كانت "تجمع معلومات استخباراتية"، عن سفن الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن.
ونقلت شبكة NBC NEWS عن 3 مسؤولين أميركيين قولهم إن الهجوم الإلكتروني وقع قبل أكثر من أسبوع، وكان جزءاً من رد إدارة الرئيس جو بايدن على هجوم بطائرات مسيرة شنته جماعة مسلحة مدعومة من إيران مقرها العراق، أودى بحياة 3 جنود أميركيين وأصاب عشرات آخرين في الأردن في 28 يناير الماضي.
وذكر المسؤولون أن العملية كانت تهدف إلى عرقلة قدرة السفينة الإيرانية على مشاركة معلومات استخباراتية مع مقاتلي جماعة الحوثي اليمنية، والذين يشنون هجمات صاروخية ومسيرة على حركة الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن وفقاً للمسؤولين.
ويقول المسؤولون الأميركيون إن إيران تستخدم السفينة لـ"توفير معلومات"، تساعد الحوثيين في تحديد الأهداف لجعل هجماتهم على السفن أكثر فعالية.
وأشار أحد المسؤولين الذين لديهم معرفة بالهجوم السيبراني، إلى أن العملية استهدفت السفينة الإيرانية بهشاد MV Behshad، لكن المسؤولين الآخرين امتنعا عن الكشف عن اسم السفينة.
ورفض متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي التعليق، وأحال الأسئلة إلى وزارة الدفاع التي رفضت أيضاً التعليق، وفقاً لـNBC NEWS.
ولا يكشف المسؤولون الأميركيون عادة عن العمليات السرية، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية، ولم يكشفوا علناً عن معلومات تنطوي على تفاصيل بشأن "سفينة التجسس" الإيرانية المشتبه بها.
كان سفير إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، قد قال في مقابلة مع شبكة NBC NEWS الأسبوع الماضي، إن السفينة MV Behshad موجودة في البحر الأحمر لـ"مكافحة أنشطة القرصنة"، ولا تقدم معلومات استخباراتية للحوثيين.
ومنذ يناير، تعمل السفينة بالقرب من ميناء جيبوتي، على مقربة من قاعدة عسكرية صينية على الشاطئ، وفقاً لبيانات تتبع السفن. ويقول محللون عسكريون إنه من المحتمل أن تكون إيران قد اختارت نقل السفينة بالقرب من القاعدة الصينية لـ"ثني القوات البحرية الأميركية عن تنفيذ هجوم مادي عليها أو اعتلائها".
وتمر نسبة تقترب من 12% من حركة الشحن العالمي عبر البحر الأحمر كل يوم. وفي أعقاب هجمات الحوثيين المتكررة منذ نوفمبر، أعلنت شركات الشحن الكبرى مثل "ميرسك" عن توقف عملياتها في البحر الأحمر وخليج عدن، مما يضيف مزيداً من الوقت والمال لتسليم البضائع.
وتعهد الحوثيون، الذين تدعمهم وتسلحهم إيران، بمواصلة الهجمات حتى توقف إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة.
"رد متعدد الجبهات"
وعندما أمر الرئيس الأميركي جو بايدن بالرد على الهجوم الذي أسفر عن سقوط جنود أمريكيين في الأردن، قال مسؤولون في الإدارة إن الرد سيأتي على جبهات متعددة، وربما يستغرق عدة أسابيع. وبدأ الرد بضربات جوية في العراق وسوريا في 2 فبراير. وسبق لـ NBC NEWS أن أفادت بأن ذلك سيتضمن ضربات عسكرية وعمليات سيبرانية.
وأصدرت إيران مقطع فيديو في 4 فبراير تحذر فيه من استهداف السفينة.
ورداً على سؤال حول السفينة الأسبوع الماضي، قال المتحدث باسم البنتاجون الميجور جنرال باتريك رايدر إنه لم يكن على علم باستهداف الولايات المتحدة للسفينة، لكنه أضاف: "نحن على دراية جيدة بالسفينة".
وقال مسؤولون أميركيون إن سقوط الجنود الأميركيين الثلاثة في هجوم 28 يناير على قاعدة "البرج 22" في الأردن جاء بعد أكثر من 160 هجوماً على القوات الأميركية في المنطقة من قبل مسلحين مدعومين من إيران.
وذكرت وزارة الدفاع الأميركية الأسبوع الماضي، أن الضربات الانتقامية الأميركية قتلت وأصابت "أكثر من 40 مسلحاً مدعوماً من إيران في العراق وسوريا".
كما أعلنت الولايات المتحدة أنها قتلت قائداً في جماعة كتائب حزب الله المدعومة من إيران، التي يقول مسؤولو الإدارة الأميركية إنها كانت وراء الهجوم في الأردن.
ورغم الرد العسكري الأميركي على استهداف الجنود الأميركيين في الأردن، قال مسؤولون أمريكيون لشبكة NBC NEWS إن إيران تواصل توفير الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية لوكلائها في المنطقة.