قالت القيادة المركزية الأميركية الوسطى "سنتكوم"، الأحد، إن الولايات المتحدة نفذت، السبت، 5 ضربات بما وصفته "دفاعاً عن النفس" في مناطق باليمن يسيطر عليها الحوثيون، مشيرةً إلى أنها دمرت منصات إطلاق 3 صواريخ من طراز "كروز" متنقلة مضادة للسفن، بالإضافة زورق مسيّر، ومركبة مسيّرة تحت الماء.
وأوضحت "سنتكوم" في منشور عبر منصة "إكس" أن "هذا أول استخدام حوثي ملحوظ لمركبة مسيرة غير مأهولة تحت الماء منذ بدء الهجمات في 23 أكتوبر"، فيما أكدت أن "الصواريخ والسفن (التابعة للحوثيين) تمثل تهديداً وشيكاً لسفن البحرية الأميركية والسفن التجارية في المنطقة".
ويبرر الحوثيون، هجماتهم، في إطار التضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة ضد الحرب الإسرائيلية التي تشن على القطاع منذ أكثر من أربعة أشهر، وراح ضحيتها أكثر من 28 ألفاً، لكن الولايات المتحدة وحلفائها يصفونها بأنها "عشوائية"، وتشكل تهديداً للتجارة العالمية.
وفي مواجهة العنف المتصاعد في البحر الأحمر، تخلت شركات الشحن البحري الرئيسية بشكل كبير عن الطريق التجاري الحيوي، واتجهت إلى طرق أطول حول إفريقيا، وأدى ذلك إلى زيادة التكاليف، مما زاد المخاوف بشأن التضخم العالمي.
استهداف ناقلة نفط
وكانت جماعة "الحوثي" في اليمن أعلنت، السبت، مسؤوليتها عن هجوم استهدف ناقلة نفط بريطانية في البحر الأحمر، فيما قالت القوات الأميركية إن السفينة تابعة للدنمارك.
وقال المتحدث العسكري باسم "الحوثيين" يحيى سريع، إن قوات جماعته استهدفت ناقلة نفط بريطانية تحمل اسم Pollux في البحر الأحمر، بعدد كبير من الصواريخِ البحرية.
وأكدت القيادة المركزية الأميركية الوسطى، أنه تم إطلاق أربعة صواريخ بالستية مضادة للسفن من مناطق في اليمن يسيطر عليها الحوثيون، بعد ظهر الجمعة والساعة الواحدة فجر السبت بتوقيت صنعاء (10 مساءً السبت بتوقيت جرينتش).
وأضافت "سنتكوم" عبر منصة "إكس"، أن ثلاثة من هذه الصواريخ على الأقل "أطلقت باتجاه السفينة التجارية إم تي بولوكس، وهي سفينة ترفع علم بنما، مملوكة للدنمارك ومسجلة في بنما".
بدورها، أشارت الخارجية الأميركية إلى أنّ صاروخاً أطلق من اليمن "ضرب الجانب الأيسر من إم تي بولوكس التي ترفع علم بنما، وكانت متّجهة إلى الهند، وتحمل النفط الخام".
وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية في بريطانيا (UKMTO) وشركة "أمبري" الأمنية المتخصصة في النقل البحري أعلنتا، الجمعة، وقوع ضربة صاروخية قبالة سواحل مدينة المخا اليمنية، فيما أشارت الهيئة إلى أن "السفينة وطاقمها بخير".
مهمة أوروبية
ويعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الاثنين المقبل، اجتماعاً في بروكسل لإطلاق قوّة بحرية تساعد على حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين، وفق ما أعلن مسؤولون.
وأفاد مسؤول في الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة الماضي، بأن التكتل يهدف إلى إطلاق المهمة الذي أطلقت عليها تسمية "أسبيديس" (درع باليونانية) في غضون "أسابيع"، وستشمل 4 سفن على الأقل.
وأعلنت كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا، اعتزامها المساهمة بسفن في إطار المهمة.
وذكر المسؤول، أن القائد العام للمهمة سيكون يونانياً، بينما سيكون كبير الضباط المسؤولين عن الضبط العملياتي في البحر إيطالياً.
ويؤكد الاتحاد الأوروبي، أن تفويض القوة الذي تم تحديده مبدئياً لعام واحد، يقتصر على حماية الملاحة المدنية في البحر الأحمر، بحيث لا تُنفذ أي هجمات على "التراب اليمني".
وأفاد مسؤول في الاتحاد الأوروبي، أن "اتصالاتاً عسكرية متواصلة" ستبقى قائمة لتنسيق التحرّك مع الولايات المتحدة وقوات أخرى في المنطقة.
واتفقت بلدان الاتحاد الأوروبي الـ27 على مهمة البحر الأحمر، بعد مشاورات استمرت أسابيع في ظل تصاعد المخاوف من إمكان تسبب هجمات الحوثيين بالإضرار باقتصاداتها ورفع معدلات التضخم.
