"تحذيرات أميركية" من إطلاق روسيا سلاحها النووي في الفضاء هذا العام

وكالة الفضاء الروسية تطلق صاروخاً يحمل أقمار صناعية إلى الفضاء. 1 يوليو 2021 - AFP
وكالة الفضاء الروسية تطلق صاروخاً يحمل أقمار صناعية إلى الفضاء. 1 يوليو 2021 - AFP
دبي-الشرق

أفادت "بلومبرغ"، نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن الولايات المتحدة أبلغت حلفاءها أن روسيا تخطط لنشر سلاح نووي أو رأساً حربياً وهمياً في الفضاء، في وقت مبكر من هذا العام، وذلك فيما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده تعارض نشر الأسلحة النووية في الفضاء.

وقالت المصادر إن روسيا تعمل على تطوير قدرات فضائية لضرب الأقمار الصناعية باستخدام سلاح نووي. ومن شأن وضع رأس حربي نووي في المدار أن ينتهك معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967، والتي وقعت عليها روسيا.

وذكرت مصادر "بلومبرغ"، أن التقدير الحالي يشير إلى أن روسيا لا تخطط لتفجير أي سلاح في المدار حالياً، ومع ذلك، هناك خطر لوقوع حادث. 

ويمكن أن يؤثر أي انفجار نووي بشكل محتمل على حوالي ثلث الأقمار الصناعية، ويخلق فوضى في أنظمة الاتصالات على الأرض، بحسب المصادر.

وتعتمد حدة أي انفجار على حجم الرأس الحربي، ولا يعني بالضرورة تدمير الأقمار الصناعية، ولكن قد يتسبب في اضطرابات تتطلب تصحيح الأخطاء، وفق ما أفاد مصدر مطلع على الأسلحة الفضائية لـ"بلومبرغ".

وكان رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب الأميركي مايك تيرنر قد حذّر، الأسبوع الماضي، من تهديد أمني خطير من روسيا، ولكن من دون تحديده. 

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن لاحقاً، إن الكرملين يعمل على تطوير سلاح فضائي مضاد للأقمار الصناعية، مشيراً إلى أنه لا يشكل تهديداً مباشراً للبشر.

ونفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاتهامات الأميركية، الثلاثاء، وقال خلال لقاء مع وزير الدفاع سيرجي شويجو: "كنا دائماً ولازلنا ضد نشر الأسلحة النووية في الفضاء"، مضيفاً: "نحن نفعل في الفضاء فقط ما تفعله الدول الأخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة".

وحتى أبريل الماضي، كان هناك ما يقرب من 7800 قمر صناعي يعمل في مدار الأرض، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي.

خطة الردع الأميركية "لم تكتمل"

ونقلت مجلة "بوليتيكو" عن مصادر مطلعة قولها إن أحد الأسباب التي جعلت المسؤولين الأميركيين لا ينشرون على نطاق واسع معلومات استخباراتية، حول جهود روسيا لتطوير سلاح فضائي جديد، هي أن الإدارة كانت تحاول بدء محادثات، لإقناع روسيا بالتراجع عن ذلك البرنامج.

وقال مسؤول أميركي وشخص وصفته المجلة بالمطلع، إن كبار مسؤولي الاستخبارات والإدارة في الولايات المتحدة كانوا يتواصلون مع نظرائهم في روسيا، إلى جانب الهند والصين كوسطاء محتملين، حول المشروع لأسابيع قبل أن يصبح علنياً.

وأشارت المعلومات الاستخباراتية الأميركية إلى أن موسكو ربما تُخطط لبدء اختبارات لسلاح فضائي مضاد للأقمار الاصطناعية بقدرات نووية. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن كانت قلقة من أنه إذا أصبح البرنامج معروفاً على نطاق أوسع في الكونجرس أو علناً على مستوى الجمهور، فقد يُحبط ذلك الجهود الوليدة لجعل روسيا تُجهض تلك الاختبارات.

وأضافا أن إدارة بايدن، كانت قلقة أيضاً من أنه إذا تم الكشف عن تفاصيل المعلومات الاستخباراتية، فقد يتوقف مصدر تلك المعلومات.

وذكرت "بوليتيكو" أن المعلومات التي كشف عنها المصدران تُقدم رداً من واشنطن على أولئك الذين يجادلون، بأنها كانت بطيئة في جعل جهود موسكو معروفة بشكل أوسع، والآن، يشعر المسؤولون الأميركيون بقلق متزايد من أن تَمضي روسيا قدماً في اختبار سلاحها النووي المضاد للأقمار الاصطناعية في الفضاء.

"قلق أميركي متزايد"

بحسب المجلة، إذا نجحت روسيا في إطلاق هذا السلاح، فستثبت أنها قد تكون لديها القدرة على تفجير سلاح نووي في الفضاء، وإلحاق الضرر بالأقمار الاصطناعية التي تعتمد عليها الولايات المتحدة ودول أخرى في الاتصالات، والإنترنت، والعمليات العسكرية.

وقدّر المسؤولون الأميركيون أن المعلومات المتعلقة بالفضاء حساسة للغاية، وأن العمل من خلال القنوات الدبلوماسية سيكون أكثر فعالية، كما أبدوا قلقهم من أنه إذا أصبحت المعلومات علنية فمن المرجح أن تُغضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأشار التقرير إلى أن كبار مسؤولي الاستخبارات والإدارة الأميركية يتتبعون منذ أكثر من عام التقدم الذي أحرزته روسيا في إنتاج سلاحها النووي الفضائي المضاد للأقمار الاصطناعية، وكانوا يجمعون معلومات عن تصميماته وتركيبه واختباراته.

لكن في الأسابيع الماضية، أصبحت الإدارة قلقة بشكل متزايد من أن موسكو ستتخذ خطوة تجربة هذا السلاح، وشاركت هذه المخاوف والمعلومات الاستخباراتية ذات الصلة مع مجموعة مختارة من المشرعين في الكابيتول هيل.

وقال الشخص المطلع على الأمر لـ"بوليتيكو"، إن مسؤولين كبار في الإدارة أبلغوا المشرعين أن الإدارة ترغب في الاحتفاظ بالمعلومات الاستخبارية في نطاق محدود، لمراقبة تقدم روسيا واختباراتها المحتملة.

وخطط مسؤولون كبار في أجهزة الاستخبارات، والبيت الأبيض، ووزارة الخارجية في يناير الماضي، لمحاولة حمل روسيا على التراجع من خلال ممارسة ضغوط دبلوماسية عبر وسطاء.

وتواصل المسؤولون الأميركيون مع نظرائهم في الصين والهند، وأثاروا قضية قدرات روسيا المتقدمة والفضاء، وأكدوا على مدى خطورة ذلك وإمكانية تضرر أقمارهم الاصطناعية أيضاً، كما وضعوا خططاً لمزيد من التواصل مع ممثلين من تلك الدول في "مؤتمر ميونيخ للأمن" في 17 فبراير الحالي.

ولدى كل من الهند والصين شركات للأقمار الاصطناعية الخاصة الكبرى ولديهما قدرات إطلاق فضائية مستقلة.

"تهديد غير مُلح"

وفق "بوليتيكو"، كان من المقرر أن يقدم مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، عرضاً لأعضاء الكونجرس حول تلك الخطط، قبل أن يُصدر رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب مايك تيرنر (جمهوري من ولاية أوهايو)، بياناً غامضاً الأسبوع الماضي، ما أثار موجة من القصص حول المعلومات الاستخبارية وسلاح روسيا المضاد للأقمار الاصطناعية.

وتحدث وزير الخارجية أنتوني بلينكن، مع نظرائه في كل من الصين والهند في الأيام الأخيرة، بما في ذلك خلال مؤتمر ميونيخ للأمن.

وفي وقت سابق الأحد، قال تيرنر لشبكة "إن بي سي نيوز"، إنه يعتقد أن تهديد السلاح النووي الروسي المضاد للأقمار الاصطناعية "خطير للغاية"، وأضاف: "أنا سعيد جداً لأن الإدارة بدأت في اتخاذ إجراء".

وذكرت الإدارة الأميركية علناً أن التهديد الذي يشكله سلاح موسكو النووي، المضاد للأقمار الاصطناعية ليس ملحاً.

وفي حين استثمرت روسيا المزيد من الأموال في برامجها الفضائية في السنوات الأخيرة، لا تزال الولايات المتحدة تتفوق بكثير على موسكو في قدراتها، وحتى لو حاولت موسكو إطلاق سلاحها، فليس من الواضح أنها ستنجح، كما ذكرت المجلة.

وقال جون كيربي منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي في 14 فبراير: "لدى مجتمع الاستخبارات مخاوف جدية بشأن رفع السرية عن نطاق واسع من هذه المعلومات الاستخباراتية، كما أنه يُقيّم أن البدء باستخدام وسائل التواصل السرية، بدلاً من نشر المعلومات الاستخباراتية على الفور، ويمكن أن يكون نهجاً أكثر فعالية".

تصنيفات

قصص قد تهمك