قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إن تصريحات نظيره الأميركي جو بايدن "وقحة" بعدما وصفه بـ"المجنون"، ولكنه كرر التأكيد على أنه يفضله رئيساً للولايات المتحدة على الرئيس السابق دونالد ترمب.
ووصف بايدن نظيره الروسي بأنه "مجنون"، خلال حفل لجمع التبرعات، الأربعاء، في كاليفورنيا، محذراً من وجود خطر دائم يتمثل في نشوب صراع نووي.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، إن "استخدام رئيس الولايات المتحدة لمثل هذه اللغة عن رئيس دولة أخرى من غير المرجح أن يسيء إلى رئيسنا، الرئيس بوتين... لكنه يحط من قدر أولئك الذين يستخدمون مثل هذه المفردات".
وأضاف بيسكوف، أن التعليقات "ربما كانت نوعاً من المحاولة للظهور كراعي بقر في هوليوود. لكن بصراحة لا أعتقد أن ذلك ممكناً". وتابع: "هل استخدم السيد بوتين كلمة فظة واحدة لمخاطبتكم؟ لم يحدث هذا قط. لذلك، أعتقد أن مثل هذه المفردات تحط من قدر أميركا نفسها".
بوتين يحلق على "قاذفة نووية"
وجاءت تصريحات بوتين، بعد تحليقه على متن قاذفة استراتيجية محدّثة من طراز Tu-160M والتي تعود للحرب الباردة، وقادرة على حمل أسلحة نووية، الخميس، في خطوة من المرجح أن يعتبرها الغرب تذكيراً بقدرات موسكو النووية.
وقال بوتين للصحافيين بعد الرحلة: "هذه ليست النقطة المهمة، النقطة هي أننا نحصل على معدات جديدة وممتازة، إنها حقاً من جيل جديد، وكما قلت لقائد المركبة وقيادة وزارة الدفاع، يمكننا قبولها في القوات المسلحة"، بحسب ما نقلته وكالة "سبوتينك" الروسية.
وقام بوتين، الذي تشير التوقعات إلى فوزه بولاية رئاسية أخرى مدتها 6 سنوات الشهر المقبل، بالرحلة في ظل وجود خلاف بين روسيا والغرب على قضايا مثل الحرب في أوكرانيا، ووفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني في السجن.
وذكر بعض الدبلوماسيين الروس والأميركيين أنهم لا يتذكرون وقتاً كانت فيه العلاقات بين أكبر قوتين نوويتين في العالم أسوأ من ذلك، حتى خلال أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.
وبث التلفزيون الروسي الرسمي إقلاع القاذفة العملاقة، التي تفوق سرعة الصوت، من مدرج تابع لمصنع ينتجها في كازان، ووصف المراسل بافيل زاروبين ذلك بأنه "حدث فريد من نوعه".
ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله، إن "مسار رحلة القاذفة سر عسكري".
للتحليق لـ12 ألف كيلومتر
وتُعد القاذفة العملاقة ذات الجناحين المتأرجحين، التي أطلق عليها حلف شمال الأطلسي "الناتو" اسم "بلاك جاكس" (BlackJack)، نسخة محدثة بشكل كبير من قاذفة القنابل التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، وكان الاتحاد السوفيتي يعتزم استخدامها في حال اندلاع حرب نووية مع الغرب لنقل الأسلحة النووية لمسافات طويلة.
والقاذفة Tu-160M، التي تضم طاقماً مكوناً من 4 أفراد، قادرة على حمل 12 صاروخ كروز أو 12 صاروخاً نووياً قصير المدى، ويمكنها التحليق لمسافة 12 ألف كيلومتر بدون توقف أو إعادة التزود بالوقود.
وحلق بوتين (71 عاماً) على متن طراز قديم من القاذفة في عام 2005 خلال تدريب.
وبموجب العقد الموقع في عام 2018، من المقرر تسليم 10 قاذفات نووية محدثة من طراز Tu-160M إلى القوات الجوية الروسية من الآن وحتى عام 2027، مقابل 15 مليار روبل (163 مليون دولار) لكل منها.
ولفت الموقع 1945 المتخصص في الشؤون العسكرية، إلى أن قاذفة القنابل الاستراتيجية Tu-160 تم تطويرها في الأساس رداً على اقتناء القوات الجوية الأميركية قاذفة القنابلة B-1 Lancer، وهي قاذفة قنابل بالمعنى الكلاسيكي، أي أنها تطير نحو الأهداف المراد تدميرها لإسقاط القنابل فوقها.
وأعلن الكرملين في وقت سابق، أن الجيش الروسي سيتسلم ما يصل إلى 50 طائرة، إضافة إلى أسطول يضم نحو 30 قاذفة قنابل استراتيجية.
وأشار موقع 1945 إلى أن النسخة المحدثة من القاذفات المذكورة، والمعروفة باسم Tu-160M تم تجهيزها بمعدات إلكترونية لاسلكية جديدة، ومحركات من طراز NK-32-02 وأنظمة أخرى.
وكانت وزارة الدفاع الروسية، أعلنت في سبتمبر الماضي، أن الطائرة الجديدة سيتم تجهيزها بصواريخ كروز من طراز Kh-BD، والتي يتجاوز مداها 6500 كيلومتر.