غضب شعبي بعد اعتزام الرئيس تغيير الدستور

الفلبين.. متظاهرون يطالبون بمنع ماركوس الابن من إرساء ديكتاتورية جديدة

مظاهرة في ذكرى الثورة التي أطاحت بالرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس، في مانيلا عاصمة الفلبين. 25 فبراير 2024 - Reuters
مظاهرة في ذكرى الثورة التي أطاحت بالرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس، في مانيلا عاصمة الفلبين. 25 فبراير 2024 - Reuters
مانيلا-أ ف ب

نظم مئات المتظاهرين الفلبينيين مسيرة في شوارع مانيلا، الأحد، في ذكرى الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس فرديناند ماركوس، وتعهدوا منع ابنه من إرساء ديكتاتورية جديدة.

فاز ماركوس الابن بالرئاسة بأغلبية ساحقة عام 2022، بعد حوالى 4 عقود من انتفاضة "سلطة الشعب"، التي أنهت حكم والده الراحل الذي استمر 20 عاماً، ودفعت بالعائلة الى المنفى في الولايات المتحدة.

فيما لا يزال ماركوس الابن يحظى بشعبية، فان حملته لتغيير دستور عام 1987 أثبتت أنها مثيرة للانقسام.

ويحذر معارضو هذه الخطوة من أن هذه الجهود قد تؤدي إلى إلغاء القيود المفروضة على فترات الولاية، إذ يُسمح للرؤساء حالياً بولاية واحدة فقط مدتها 6 سنوات.

وقالت الخبيرة الاقتصادية روزاريو جوزمان (58 عاماً) لوكالة "فرانس برس"، إن "موضوع هذا الاحتجاج هو رفض خطوات ماركوس لتغيير الدستور وهي خطوة للبقاء في السلطة... وهو ما حدث قبل 38 عاماً"، مشيرة إلى أنها شاركت أيضاً في انتفاضة 1986.

وعلى لافتة عُرضت خلف نعش أسود رمزي حمل شعار "الحرية والديمقراطية"، كُتب "لا لتغيير الدستور".

وأكد ماركوس مراراً أنه يسعى في المقام الأول إلى تعديل الأحكام الاقتصادية للدستور، للسماح بمزيد من الاستثمارات الأجنبية، وخلق المزيد من فرص العمل.

وقال إن الجوانب السياسية بما يشمل حدود الولاية، يجب معالجتها لاحقاً.

وبحسب شرطة مانيلا، فان مئات الاشخاص انضموا إلى تظاهرة الأحد، وهو عدد ضئيل جداً مقارنة بالحشد الذي شل الجادة الرئيسية في العاصمة على مدى 4 أيام في فبراير 1986، إلى حين سحب الجيش دعمه لماركوس الأب.

وتقول جماعات مدافعة عن حقوق الانسان إن نظام ماركوس الأب قام بسجن وتعذيب أو قتل عشرات الآلاف من المعارضين، بينهم زعماء دينيون وصحافيون وناشطون طلابيون، فيما أدى الفساد إلى إفقار البلاد.

"التاريخ يعيد نفسه"

في مسيرة الذكرى الثامنة والثلاثين، قال المتظاهر جيو دي ساجون البالغ من العمر 21 عاماً إنه شعر وكأنه "يشاهد التاريخ يعيد نفسه".

وارتدى بعض المتظاهرين قبعات وقمصاناً كتب عليها "لن يحدث مرة أخرى".

وفي احتفال رسمي صغير بمناسبة الذكرى السنوية في مانيلا، رفعت مجموعة من موظفي الحكومة أعلام الفلبين بعد وضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري لسلطة الشعب. لم يحضر أي من كبار المسؤولين الحكوميين.

وعاد ماركوس الابن وعائلته الى الفلبين بعد وفاة والده في عام 1989، وبدأ مسيرة العودة السياسية.

وكان فوزه بالرئاسة مدفوعاً بحملة تضليل إعلامي ضخمة عبر الإنترنت، صورت الفترة التي قضاها والده في منصبه على أنها عصر ذهبي وفقاً لوكالة "فرانس برس".

ونال منذ ذلك الحين الثناء على ابتعاده عن حرب المخدرات الوحشية التي شنها سلفه رودريجو دوتيرتي، والتي خلفت آلاف القتلى.

في ظل حكومة ماركوس الابن، تم إطلاق سراح الناشطة الحقوقية والمعارضة الصريحة لدوتيرتي، ليلى دي ليما بعد حوالى 7 سنوات في السجن.

وقالت للصحافيين الأسبوع الماضي، "في عهد (ماركوس الابن)، حصلنا على الفرصة للاستفادة من المساحة الديمقراطية في المرحلة الانتقالية من النظام الاستبدادي المتمثل بحكم دوتيرتي".

وأضافت: "هذا متنفسنا من 7 سنوات من الكابوس الذي اعتقدنا أنه انتهى عام 1986".

تصنيفات

قصص قد تهمك