رسائل "حزب الله" و"الحوثيين" لإسرائيل إذا وافقت حماس على هدنة في غزة

دخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية على قرية المنصوري بجنوب لبنان. 27 فبراير 2024 - AFP
دخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية على قرية المنصوري بجنوب لبنان. 27 فبراير 2024 - AFP
بيروت/لندن/عدن-رويترز

قال مصدران مقربان من "حزب الله" اللبناني، لوكالة "رويترز"، الثلاثاء، إن "الجماعة" ستوقف إطلاق النار على إسرائيل، إذا وافقت حركة "حماس" على اقتراح لهدنة مع تل أبيب في غزة، وما لم تواصل القوات الإسرائيلية قصف لبنان، فيما ذكرت جماعة "الحوثي" في اليمن أنها "لن تعيد النظر في هجمات البحر الأحمر إلا بعد أن تنهي تل أبيب عدوانها" على القطاع.

وأضاف أحد المصدرين المقربين من "حزب الله"، أنه "في اللحظة التي تعلن فيها (حماس) موافقتها وإعلان الهدنة، فإن (حزب الله) سيلتزم وسيوقف عملياته في الجنوب فوراً كما حدث في المرة السابقة"، لكن المصدرين قالا إنه "إذا واصلت إسرائيل قصف لبنان فإن الجماعة لن تتردد في مواصلة القتال".

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة لا تريد أن ترى مزيداً من التوتر بين إسرائيل و"حزب الله"، موضحةً أن إسرائيل أكدت لواشنطن أنها تريد حلاً دبلوماسياً للقضية.

وأدت هدنة مؤقتة بين "حماس" وإسرائيل لمدة أسبوع في أواخر نوفمبر الماضي، إلى السماح بتبادل إطلاق سراح رهائن وسجناء وتوقف الاشتباكات عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

وتدرس "حماس" حالياً اقتراحاً جديداً وافقت عليه إسرائيل خلال محادثات مع وسطاء في باريس الأسبوع الماضي، من أجل التوصل إلى اتفاق يقضي بتعليق القتال لمدة 40 يوماً، وهو ما سيكون أول وقف ممتد للحرب المستمرة منذ 5 أشهر.

ويتبادل "حزب الله" إطلاق النار بشكل شبه يومي مع إسرائيل عبر الحدود الجنوبية للبنان منذ الثامن من أكتوبر الماضي، أي غداة الهجوم الذي شنته "حماس" على جنوب إسرائيل.

وأدت الغارات الجوية والصاروخية الإسرائيلية على لبنان إلى سقوط نحو 200 من مقاتلي "حزب الله" وقرابة 50 مدنياً، فيما تسببت الهجمات على إسرائيل انطلاقاً من لبنان في سقوط 12 جندياً إسرائيلياً و6 من المدنيين.

"لا محادثات قبل وقف النار"

ونزح عشرات الآلاف على جانبي الحدود، في حين يسعى مبعوثون أجانب إلى التوصل إلى حل دبلوماسي يضع نهاية للقتال، مما يعكس القلق إزاء استمرار التصعيد.

وقدمت فرنسا هذا الشهر اقتراحاً مكتوباً إلى بيروت يهدف إلى إنهاء الأعمال القتالية. وتضمن الاقتراح مفاوضات لتسوية خلاف حدودي بين لبنان وإسرائيل وتراجع قوات وحدة النخبة التابعة لـ"حزب الله" إلى مسافة تبعد 10 كيلومترات عن الحدود.

ويصر "حزب الله"، الذي يتمتع بنفوذ كبير في لبنان، على أنه لن يناقش أي ترتيبات في جنوب لبنان لحين الاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار في غزة. وقال المصدران لـ"رويترز" إن هذا الموقف لم يتغير.

وذكر المصدر الأول أن "حزب الله" سبق أن قال إنه "لن يتسنى إجراء محادثات مع الجماعة إلّا بعد وقف إطلاق النار في غزة، وهو متمسك بهذا الموقف"

وبينما اقتصرت غالبية الأعمال القتالية على المنطقة الحدودية، قصفت طائرات حربية إسرائيلية، الاثنين، وادي البقاع في شرق لبنان في أكثر هجماتها عمقاً داخل لبنان منذ اندلاع الصراع الحالي.

وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، الأحد، إلى أن إسرائيل تخطط لتصعيد هجماتها على "حزب الله" في حالة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. 

وشدد على أن الهدف من ذلك هو ضمان انسحاب "حزب الله" من المنطقة الحدودية سواء من خلال اتفاق دبلوماسي أو بالقوة.

الحوثيون: سنقيم الوضع

من جانبها، ذكرت جماعة "الحوثي"، أنها لن تعيد النظر في هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، إلا بعد أن تنهي إسرائيل "عدوانها" في قطاع غزة.

ورداً على سؤال عما إذا كانوا سيوقفون الهجمات، إذا تسنى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، قال المتحدث باسم "الحوثيين" محمد عبد السلام لـ"رويترز"، إن الوضع سيعاد تقييمه إذا انتهى حصار غزة وسُمح بدخول مساعدات إنسانية.

وأشار عبد السلام إلى أنه "لا توقف لأي عمليات مساندة للشعب الفلسطيني، إلّا بعد إيقاف العدوان على غزه وفك الحصار"، مضيفاً: "إذا توقفت إسرائيل فعلاً وأزالت الحصار ودخلت المساعدات فلكل حادث حديث".

وتهاجم الجماعة اليمنية السفن في البحر الأحمر، مما دفع القوات الأميركية والبريطانية بالرد بضربات على منشآت الحوثيين، لكنها لم تفلح حتى الآن في وقف هجمات الجماعة المتحالفة مع إيران.

كما أطلقت جماعات عراقية مدعومة من إيران النار على القوات الأميركية في قواعد في العراق وسوريا والأردن. 

وأدى هجوم بطائرة مسيرة في أواخر الشهر الماضي في شمال شرق الأردن إلى سقوط 3 جنود أميركيين، مما دفع الولايات المتحدة للرد بتوجيه ضربات جوية.

تصنيفات

قصص قد تهمك