بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الثلاثاء، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، مستقبل القضية الفلسطينية باعتبارها "حجر الزاوية" في الاهتمامات الدولية والإقليمية للدوحة.
وقالت الرئاسة الفرنسية، الاثنين، إن هذه الزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها أمير لقطر منذ 15 عاماً، وزيارة الدولة الأولى للأمير تميم بن حمد منذ توليه الحكم في عام 2013، "تمثل شرفاً لفرنسا وتوضح عمق العلاقات التي توحد بلدينا".
وبدأ الشيخ تميم بن حمد زيارة دولة تستغرق يومين إلى فرنسا، تركز على إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة وإعادة إطلاق عملية تفاوض تفضي إلى قيام دولة فلسطينية، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية.
وذكر أمير قطر عبر منصة "إكس"، أنه أجرى "محادثات مثمرة مع الرئيس ماكرون في باريس لتعزيز شراكتنا الاستراتيجية وفق تعاون ثنائي شامل يرتقي بتطلعاتنا المشتركة".
وأضاف: "تشاورنا بشأن مستقبل القضية الفلسطينية باعتبارها حجر الزاوية في الاهتمامات الدولية والإقليمية لقطر، ونبذل كل جهد لوقف الحرب في غزة وإيصال المساعدات للأشقاء".
وأشار قصر الإليزيه إلى أن الأمير تميم بن حمد، الذي تلعب بلاده دوراً محورياً في المفاوضات، والرئيس إيمانويل ماكرون، أكدا خلال محادثاتهما الرغبة في التوصل "بسرعة كبيرة إلى وقف لإطلاق النار".
ويشكل إطلاق سراح الرهائن "أولوية" مطلقة بالنسبة لفرنسا، التي لا يزال ثلاثة من رعاياها في أيدي حركة حماس.
ووقع البلدان خلال الزيارة إعلان نوايا بشأن التعاون الإنساني، خاصة في غزة، بما في ذلك التزام مشترك بمبلغ 200 مليون يورو لصالح الفلسطينيين.
وأعلن الإليزيه أن 3 طائرات شحن فرنسية قطرية نقلت مساعدات إنسانية وطبية إلى العريش في مصر، بما في ذلك 75 طناً من البضائع وعشر سيارات إسعاف، وحصص غذائية، بالإضافة إلى نحو 300 خيمة عائلية.
10 مليارات يورو استثمارات
وفي إطار الزيارة، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه وقّع اتفاقاً مع أمير قطر بشأن التزامات استثمارية قطرية في الاقتصاد الفرنسي بحلول عام 2030، بقيمة 10 مليارات يورو.
والأربعاء، سيترأس رئيسا الوزراء جابرييل أتال ومحمد بن عبد الرحمن آل ثاني منتدى اقتصادياً بشأن فرص الاستثمار بين البلدين، في مجالات الذكاء الاصطناعي وإزالة الكربون وأشباه الموصلات والتكنولوجيا الحيوية والصحة.
وفرنسا المستثمر الأوروبي الأول في قطر، إذ استثمرت 9 مليارات دولار في مجالات الطاقة والطيران والبنية التحتية والسياحة. كما أنها واحدة من الدول الخمس الرئيسية المتلقية للاستثمارات من هذا البلد. وسيعيد البلدان تفعيل علاقاتهما الثقافية، من خلال الزيارة المرتقبة لوزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي إلى قطر.
مبابي ضيف شرف
وبعد المحادثات السياسية، أقيمت مأدبة عشاء رسمية وبدأ المدعوون وهم شخصيات من عالم الرياضة والاقتصاد والثقافة، في الوصول على أنغام موسيقى الفالس عزفها الحرس الجمهوري.
ودعي قائد المنتخب الفرنسي لكرة القدم ونجم باريس سان جيرمان، كيليان مبابي، وكذلك رئيس النادي الباريسي، رجل الأعمال ناصر الخليفي، ضمن ضيوف الشرف، بالإضافة إلى الشيف الشهير آلان دوكاس والرؤساء التنفيذيين لشركة LVMH والخطوط الجوية القطرية و"إيرباص".
