مسؤولون أميركيون لصحيفة إسرائيلية يحذرون من المماطلة في إبرام اتفاق بشأن غزة

خلافات "مجلس الحرب" تتسع.. وجانتس يزور واشنطن "دون موافقة نتنياهو"

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعضو مجلس الحرب بيني جانتس خلال مؤتمر صحافي بقاعدة كيريا العسكرية في تل أبيب. 28 أكتوبر 2023 - AFP
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعضو مجلس الحرب بيني جانتس خلال مؤتمر صحافي بقاعدة كيريا العسكرية في تل أبيب. 28 أكتوبر 2023 - AFP
دبي -الشرقAWP

يلتقي عضو مجلس الحرب الإسرائيلي، بيني جانتس، الأحد، مسؤولين أميركيين، في واشنطن، دون موافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مما يؤشّر على زيادة الخلافات داخل الائتلاف الحكومي، حسبما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، السبت. 

وأثارت الرحلة المقرّرة، توترات بين جانتس ونتنياهو، إذ نقلت مصادر مقربة من نتنياهو، أن رئيس الوزراء "أوضح للوزير جانتس أن دولة إسرائيل لديها رئيس وزراء واحد فقط"، وفق "تايمز أوف إسرائيل"، مضيفة أن الرحلة تتعارض مع اللوائح الحكومية التي تتطلب من كل وزير الحصول على موافقة مسبقة من رئيس الوزراء، بما في ذلك الموافقة على خطة السفر".

ومن المتوقع أن يسافر جانتس أولاً إلى واشنطن، قبل أن يتوجه إلى العاصمة البريطانية لندن. وتأتي زيارته إلى الولايات المتحدة بعد تقارير تحدثت عن أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بدأت تفقد صبرها بشأن إدارة نتنياهو للحرب على غزة، ورفض التخطيط لتشكيل حكومة ما بعد الحرب في القطاع. 

ويأتي ذلك أيضاً في الوقت الذي انقسمت فيه الحكومة الإسرائيلية ومجلس الوزراء الحربي بشأن كيفية المضي قدماً في عملية إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى "حماس"، ومفاوضات وقف إطلاق النار التي تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر.

وكان بايدن، هاجم الحكومة الإسرائيلية بشدة، الأسبوع الماضي، وذكر على وجه التحديد الوزير إيتمار بن جفير. وحذر بايدن من أنه إذا استمرت إسرائيل في مسارها الحالي مع "مثل هذه الحكومة المتطرفة فإنها قد تفقد الشرعية الدولية".

"رسالة إلى نتنياهو"

وقال مسؤولون أميركيون لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، الجمعة، أن الولايات المتحدة تواصل الضغط للتوصل إلى صفقة جديدة، محذرين من أنه "إذا تبيّن أن نتنياهو يعرقل ذلك لأسباب سياسية، فسيؤدي ذلك إلى تصادم مباشر مع البيت الأبيض".

وتابع المسؤولون: "يجب على نتنياهو أن يفعل كل ما يلزم للتوصل إلى صفقة. إذا توصلنا إلى نتيجة مفادها أنه لا يتصرف بشكل منطقي ويعرقل الصفقة، فسيكون الأمر صعباً للغاية بالنسبة لنا، ولن يكون هناك مفر من الوصول إلى نقطة من التصادم".

كما أشار المسؤولون، إلى تصريحات بايدن التي هاجم فيها حكومة نتنياهو، مضيفين أن "ما سمعناه من الرئيس بايدن ما هو إلا البداية. إذا توصلنا إلى استنتاج مفاده أن نتنياهو يماطل لأسباب سياسية، فسنسمع أشياءً أكثر صرامة من بايدن". وقد يكون الهدف من زيارة جانتس إلى واشنطن أيضاً هو نقل رسالة إلى نتنياهو.

وفي وقت سابق نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة"، أن نتنياهو يهدف إلى طرد شركائه الأكثر اعتدالًا في حكومة الحرب، إذ أصبح رئيس الوزراء أكثر ميلاً إلى إنهاء الشراكة الحكومية الطارئة مع حزب "الوحدة الوطنية" بقيادة جانتس، بسبب الخلافات بشأن كيفية التعامل مع قضية تبادل الأسرى.

وكان استطلاع سياسي حديث أجرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أظهر أن حزب جانتس سيحصل على 41 مقعداً إذا أجريت الانتخابات، فيما يحصل حزب الليكود بقيادة نتنياهو على 18 مقعداً.

صراع سياسي من أجل البقاء

وبالإضافة إلى الانتقادات الدولية التي يواجهها بسبب عدد الضحايا المدنيين الكبير الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي في غزة، يواجه نتنياهو أيضاً ضغوطاً داخلية متزايدة، بسبب الهفوات الأمنية والاستخباراتية في 7 أكتوبر، والفشل في تأمين إطلاق سراح المحتجزين لدى "حماس". ويبدو أنه منخرط الآن في معركة أخرى، وهي "الصراع من أجل البقاء سياسياً"، وفق "جيروزاليم بوست".

وفي كل أسبوع، يشارك آلاف الإسرائيليين في مظاهرات في تل أبيب ومناطق أخرى، يطالبون الحكومة ببذل المزيد من الجهود لضمان إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين بشكل آمن.

وتضمنت هذه الاحتجاجات في الآونة الأخيرة، دعوات لإجراء انتخابات، كما دعا العديد من رؤساء الوزراء السابقين إلى تنحي نتنياهو من السلطة.

وباعتباره أطول رئيس وزراء إسرائيلي في السلطة، نجا نتنياهو من العديد من العواصف السياسية، إلا أن شعبيته شهدت انخفاضاً، ويكشف استطلاع رأي أُجري مؤخراً عن اتجاه واضح لتراجع الدعم لنتنياهو، إذ يريد 70% من الإسرائيليين استقالته. ومع ذلك، لا يزال التأييد للحرب مرتفعاً، ويعوّل نتنياهو على هذه النقطة للبقاء في السلطة.

تصنيفات

قصص قد تهمك