نائبة الرئيس الأميركي تحث إسرائيل على زيادة تدفق المساعدات إلى غزة

هاريس تناقش مع جانتس الوضع في رفح والحاجة لخطة إنسانية قابلة للتنفيذ

عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني جانتس يصل إلى مبنى الكابيتول لعقد اجتماع مع زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل. 4 مارس 2024 - AFP
عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني جانتس يصل إلى مبنى الكابيتول لعقد اجتماع مع زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل. 4 مارس 2024 - AFP
القدس/ دبي-رويترزالشرق

قال البيت الأبيض، إن كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن، حثت إسرائيل على اتخاذ إجراءات إضافية لزيادة تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، ودعت إلى خطة إنسانية "ذات مصداقية" قبل أي عملية عسكرية في رفح، وذلك خلال اجتماع مع عضو حكومة الحرب الإسرائيلية بيني جانتس، الاثنين.

وأضاف البيت الأبيض، في بيان: "هاريس وجانتس ناقشا الوضع في رفح والحاجة إلى خطة إنسانية ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ قبل التفكير في أي عملية عسكرية كبيرة هناك نظراً للمخاطر التي يتعرض لها المدنيون".

وأوضح البيان: "حثّت (نائبة الرئيس الأميركي)، إسرائيل على اتخاذ إجراءات إضافية بالتعاون مع الولايات المتحدة والشركاء  الدوليين لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة وضمان توزيعها بشكل آمن على المحتاجين".

ووصل جانتس، في وقت سابق الاثنين، الولايات المتحدة، للاجتماع مع مسؤولين أميركيين ومناقشة "وقف إطلاق النار" في غزة، و"الحاجة إلى المزيد من المساعدات الإنسانية" للقطاع، وسط تصاعد الخلافات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحلفاءه.

وانضم جانتس الذي يتزعم حزباً وسطياً إلى حكومة الطوارئ التي شكلها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو العام الماضي. 

ورغم القلق الدولي بشأن ارتفاع عدد الضحايا في غزة، فمن غير المرجح أن ينحرف جانتس الذي يتخذ موقفاً متشدداً بشأن أهداف الحرب الإسرائيلية مثل نتنياهو، عن مسار الحكومة المتمثل في مواصلة الحرب حتى القضاء على حركة "حماس"، وإعادة أكثر من 130 محتجزاً.

وقال صحافيون لم يُكشف عن أسمائهم لوسائل إعلام إسرائيلية "لا يوجد سوى رئيس وزراء واحد"، وذكرت وسائل الإعلام أن نتنياهو منع سفير إسرائيل في الولايات المتحدة من تأييد الزيارة.

وتظهر استطلاعات الرأي أن حزب الوحدة الوطنية بزعامة جانتس، هو المرشح الأوفر حظاً لاحتلال الصدارة في أي انتخابات ستجرى. وبحسب استطلاع رأي أجرته القناة 13، الاثنين، يرى أغلبية الناخبين أن دافع نتنياهو الرئيسي لمواصلة الحرب، هو بقاؤه السياسي.

"صدامات" مع اليمين المتشدد

واصطدم جانتس، وهو معارض قوي لمساعي نتنياهو لإصلاح السلطة القضائية التي هددت بتمزيق إسرائيل العام الماضي، بشكل متكرر مع الشركاء من اليمين المتشدد، بما في ذلك وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وفي بعض الأحيان مع رئيس الوزراء نفسه.

وإلى جانب وزير الدفاع يوآف جالانت، العضو الرئيسي الآخر في حكومة الحرب، وجادي أيزينكوت، وهو جنرال سابق آخر من تيار الوسط، يدافع جانتس عن المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية ضد هجمات حلفاء نتنياهو.

ويقول المنتقدون إن مثل هذه الهجمات هي وسيلة لصرف الانتقادات عن رئيس الوزراء نفسه.

وبينما يصر جانتس مثل أي زعيم آخر في إسرائيل على أن الحرب لا يمكن أن تنتهي إلا بعد تدمير "حماس"، إلا أنه أكثر انفتاحاً على الحوار مع الفلسطينيين من نتنياهو وحلفائه من حركة الاستيطان مثل سموتريش أو وزير الأمن الداخلي إيتمار بن جفير.

وقال "يجب أن نحصل على الأمن والاستقرار، وبمجرد تحقيق ذلك، يمكننا مناقشة المستقبل مرة أخرى".

ومع تزايد الضغوط الأميركية والدولية من أجل إحياء الجهود الرامية للتوصل إلى حل الدولتين، فإن استعداد جانتس للتفكير في نهاية سياسية للصراع قد يجعله شريكاً أسهل في التعامل معه من نتنياهو، الذي طالما تفاخر بمقاومته لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وقال جانتس، إنه أخبر ذات مرة محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية البالغ من العمر 87 عاماً، إن "كل واحد منهم بلا شك يحلم باختفاء الآخر"، وأكمل: "لكننا نحن الاثنين موجودون هنا.. وهذا لن يتغير". 

لقاءات مع مسؤولي إدارة بايدن

ومن المرتقب أن يلتقي جانتس أيضاً مسؤولين بارزين آخرين في إدارة بايدن، من بينهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومنسق شؤون الشرق الأوسط لدى مجلس الأمن القومي بريت ماكجوريك، ومستشار الأمن القومي لدى البيت الأبيض جيك سوليفان.

ودعت نائبة الرئيس كامالا هاريس للتوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار في غزة، ضمن اتفاق تهدئة بين إسرائيل و"حماس" يتم بموجبه وقف الأعمال القتالية لمدة ستة أسابيع على الأقل، إلى جانب إطلاق سراح بعض المحتجزين الإسرائيليين لدى الحركة ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وقالت هاريس في ولاية ألاباما، الأحد: "نظراً لحجم المعاناة الهائل في غزة، يجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار لمدة الأسابيع الستة المقبلة على الأقل، وهو مطروح حالياً على الطاولة"، وأضافت "سيؤدي هذا إلى إخراج الرهائن وإدخال قدر كبير من المساعدات".

وتابعت هاريس: "سيسمح لنا هذا ببناء شيء أكثر استدامة لضمان أمن إسرائيل واحترام حق الشعب الفلسطيني في الكرامة والحرية وتقرير المصير".

وبينما رسمت هاريس صورة قاتمة لأوضاع الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والذين يموتون في غزة، شددت نائبة الرئيس على أن الحكومة الإسرائيلية "يجب أن تفعل المزيد لزيادة تدفق المساعدات بشكل كبير".

ومن المتوقع أن يجري جانتس زيارة إلى لندن مباشرة بعد مغادرة الولايات المتحدة، حيث سيلتقي مع مسؤولين بريطانيين.

تصنيفات

قصص قد تهمك