بايدن: سأهزم ترمب مجدداً في الانتخابات وسيحتج ولن يعترف بالنتائج

الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي كلمة في ولاية تكساس. 29 فبراير 2024 - Bloomberg
الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي كلمة في ولاية تكساس. 29 فبراير 2024 - Bloomberg
دبي -الشرق

توقع الرئيس الأميركي جو بايدن ألا يعترف سلفه ومنافسه المحتمل في الانتخابات الرئاسية، دونالد ترمب، بهزيمته في الانتخابات إذا انتهت لصالح بايدن.

ونقلت مجلة "ذا نيويوركر" عن بايدن قوله في سيرة مطوّلة أعدتها عنه، ونشرت، الاثنين، إن "المهزومين الذين يخسرون دوماً ليسوا لبقين".

وأضاف الرئيس الديمقراطي أثناء الحوار الذي أجري في يناير: "أعتقد أنه سيقدم على أي شي ليحاول الفوز. إذا فزت، وعندما أفوز، أعتقد أنه سيحتج".

ويحظى الرئيس الجمهوري السابق ترمب البالغ من العمر 77 عاماً، بفرصة كبيرة لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر 2024.

ويسعى ترمب للعودة إلى البيت الأبيض الذي غادره بعد خسارته في انتخابات 2020 أمام بايدن، واحتج في حينه على النتيجة، معتبراً أن بايدن لم يحقق الفوز، ولا يزال يعتبر أن الانتخابات مزورة.

ويواجه الرئيس السابق، تهماً جنائية فيدرالية بالتآمر لقلب نتيجة الانتخابات، ودوره في هجوم أنصاره على مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، أثناء انعقاد جلسة التصديق على فوز بايدن.

ودافع بايدن البالغ من العمر 81 عاماً في الحوار مع "ذا نيويوركر"، عن قراره بالترشح لولاية رئاسية ثانية، على الرغم من المخاوف بشأن سنّه وقدراته الذهنية.

وقال بايدن: "إذا اعتقدت بأنك في الموقع الأفضل لإلحاق الهزيمة بشخص سيغيّر طبيعة الولايات المتحدة في حال فوزه، ماذا كنت لتفعل؟".

ويركز بايدن في الآونة الأخيرة، على مهاجمة ترمب والتحذير من خطره على الديمقراطية الأميركية، في وقت تظهر استطلاعات الرأي تقدّم الرئيس السابق، وعدم قدرة بايدن على استثمار النتائج الاقتصادية الإيجابية التي تحققت خلال ولايته، في استقطاب مزيد من التأييد.

وعلى الرغم من ذلك، أعرب بايدن عن ثقته في أدائه الانتخابي، معتبراً أن وسائل الإعلام منحت ترمب أفضلية في الانتخابات الرئاسية 2020، والانتخابات النصفية 2022، لكن النتائج صبّت في صالح الديمقراطيين.

وأضاف بثقة: "أنا الوحيد الذي ألحق به الهزيمة. وسألحق به الهزيمة مجدداً".

مؤشرات سيئة لبايدن

وتراجع بايدن في مواجهة ترمب في استطلاع جديد للرأي نشر، السبت، وأظهر أن 48% منهم سيختارون ترمب، مقابل 43% فقط لبايدن، في حال أُجريت الانتخابات اليوم.

وتوصّل الاستطلاع الذي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" وجامعة "سيينا" وشمل 980 ناخباً مسجلاً، إلى أنّ بايدن، على الرغم من العديد من المؤشرات الاقتصادية الإيجابية، يعاني في إقناع الأميركيين بأنّ سياساته تعود عليهم بالفائدة.

وقال واحد من كلّ 4 ناخبين إنّ البلاد تمضي في الاتجاه الصحيح، بينما رأى أكثر من ضعف هذه النسبة أنّ سياسات بايدن أضرّت بهم بدلاً من مساعدتهم.

وأظهر الاستطلاع تراجع تأييد بايدن لدى فئات من الناخبين عادة ما كانت أصواتها شبه مضمونة للديمقراطيين، مثل العمّال والناخبين من ذوي الأصول الإفريقية.

وبينما تمكّن ترمب من توحيد قاعدته بشكل ملحوظ، إذ قال 97% ممن صوتوا له عام 2020 إنهم سيكررون ذلك هذه السنة، تعهّد 83% فقط ممن صوّتوا لبايدن في 2020، بالتصويت له مجدداً، وأعرب 10% من المقترعين له حينها، عن تأييدهم لترمب حالياً.

ولم يتضح بعد عدد ناخبي بايدن المترددين الذين ربما يجدون أنفسهم مرغمين على الاقتراع لصالحه، بهدف عدم رؤية ترمب يعود إلى البيت الأبيض.

انتصار قضائي لترمب

ألغت المحكمة الأميركية العليا بالإجماع، حكم محكمة كولورادو القاضي بعدم أهلية ترمب للترشح في الانتخابات الجمهورية التمهيدية على خلفية تورطه المفترض في الهجوم على الكابيتول.

وقالت المحكمة في قرارها: "لا يمكن لحكم المحكمة العليا في كولورادو أن يبقى قائماً. يوافق جميع أعضاء المحكمة التسعة على هذه النتيجة".

ورحب ترمب بقرار المحكمة العليا واعتبره "فوزاً كبيراً" للولايات المتحدة.

من جهتها، أعربت مسؤولة الشؤون الخارجية في حكومة ولاية كولورادو، جينا جريزوولد، عن "خيبة أملها" إزاء القرار.

وقالت في منشور على منصة "إكس"، إن الولاية يجب أن تكون قادرة على منع المتمرّدين "الذين ينكثون بالقسَم".

وهذه هي القضية الانتخابية الأبرز التي تحال إلى المحكمة العليا منذ أن أوقفت الأخيرة إعادة فرز الأصوات في فلوريدا عام 2000 حين كان الجمهوري جورج دبليو بوش متقدماً بفارق ضئيل على الديمقراطي آل جور.

وبناء على القرار يمكن إدراج اسم ترمب ضمن قائمة المرشحين في الانتخابات التمهيدية بالولاية.

إضافة إلى قضية ولاية كولورادو، وافقت المحكمة العليا على سماع قضية ادعاء ترمب بأنه يتمتع بحصانة تمنع ملاحقته جنائياً بتهمة التآمر لقلب نتائج انتخابات 2020.

ويخوض ترمب الانتخابات بينما يواجه 91 تهمة جنائية، ويرى محللون أن هيمنته على انتخابات الجمهوريين تخفي معارضة شديدة لترشحه لدى الجمهوريين المعتدلين والمستقلين الذين يحتاج إلى أصواتهم لهزيمة بايدن.

"الثلاثاء الكبير"

ويصوت الناخبون الأميركيون في 15 ولاية ومنطقة واحدة، الثلاثاء، في إطار يوم "الثلاثاء الكبير" الذي يشكل محطة حاسمة في جدول الانتخابات الرئاسية الأميركية ويتوقع أن يؤكد حتمية المواجهة بين بايدن وترمب في نوفمبر.

وباستثناء الانتخابات التمهيدية التي أجريت في العاصمة واشنطن، الأحد، وفازت فيها نيكي هيلي، فاز ترمب في الانتخابات التمهيدية في كل الولايات التي اجريت فيها انتخابات حتى الآن قبل حلول موعد "الثلاثاء الكبير".

ويشكل "الثلاثاء الكبير" الفرصة الأخيرة لهيلي، المنافسة الوحيدة المتبقية لترمب.

وفي الجانب الديمقراطي، تبدو حالة الترقب شبه معدومة إذ أن بايدن سيكون على الأرجح مرشح حزبه، ولا يواجه بايدن منافساً جدياً للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي، وهي حالة الرئيس المنتهية ولايته عادة.

لكن الخارج عن المألوف هو أن ترمب بصفته رئيساً سابقاً يحاول العودة إلى البيت الأبيض، سحق المنافسة في صفوف الجمهوريين حتى الآن.

والثلاثاء أيضاً، من المنتظر اختيار 874 مندوباً من أصل 2429 يختارون مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية، خلال المؤتمر العام للحزب الذي يعقد في يوليو، ومن شأن ذلك أن يمنح رجل الأعمال السابق، تقدماً لن تتمكن منافسته الوحيدة من تعويضه.

ويتوقع فريق حملته الانتخابية أن يفوز بـ773 مندوباً خلال "الثلاثاء الكبير" ما يعني أنه سيكون "حسابياً" غير قابل للهزيمة.

تصنيفات

قصص قد تهمك