إسرائيل تصر على حرية القيام بمهام عسكرية بالقطاع خلال الهدنة المحتملة

نقاط الخلاف.. لهذه الأسباب تعثر وقف النار في غزة قبل رمضان

فلسطينيون يسيرون بين أنقاض مبانٍ دمرتها الغارات الإسرائيلية في رفح جنوب قطاع غزة. 9 مارس 2024 - AFP
فلسطينيون يسيرون بين أنقاض مبانٍ دمرتها الغارات الإسرائيلية في رفح جنوب قطاع غزة. 9 مارس 2024 - AFP
رام الله-محمد دراغمة

قالت مصادر في حركة "حماس" لـ"الشرق"، إن فرصة التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل بشأن تبادل الأسرى والمحتجزين قبل حلول شهر رمضان "شبه معدومة" بسبب حجم الهوة بين مواقف الطرفين، لكنها أكدت أن الاتصالات ما زالت مستمرة في محاولة من الوسطاء للتوصل إلى اتفاق، على الأقل، في الأسبوع الأول من رمضان.

وذكرت المصادر أن جهود الوسطاء لم تنجح في التوصل إلى اتفاق بسبب "إصرار الجانب الإسرائيلي على استخدام صيغ عامة تتيح له حرية القيام بهجمات أثناء الهدنة، وحرية التحرك العسكري وتموضع القوات، وتقييد عودة النازحين إلى الشمال، وتقييد كمية مواد الإغاثة الإنسانية".

وأشارت المصادر إلى أن الجانب الإسرائيلي أصرّ على حرية القيام بمهمات عسكرية أثناء الهدنة تحت ذريعة "المطاردة الساخنة" لمقاتلين فلسطينيين "يُشتبه" بأنهم يخططون للقيام بهجمات على الأهداف الإسرائيلية، ما يفتح الطريق أمام إسرائيل للقيام بعمليات معينة تحت ذرائع واهية.

ولفتت المصادر إلى أن الجانب الإسرائيلي رفض الانسحاب خارج التجمعات السكانية الفلسطينية بالقرب من الحدود، وأصرّ على استخدام تعبيرات منها "الانسحاب من المناطق المكتظة فقط"، ما يتيح لقواته البقاء في الضواحي وليس على الحدود أو قريباً منها كما اقترح الوسطاء.

خلاف على الحدود

وأشارت المصادر إلى أن "حماس" أصرّت على أن يتم تحديد المساحة التي سيتواجد فيها الجيش الإسرائيلي على الحدود، أو بعمق محدد منها، وإزالة كل الحواجز العسكرية التي أقامها الجيش في القطاع.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن هناك خلافاً بشأن عودة النازحين إلى الشمال، إذ أصرّت إسرائيل على منْع من هم في سن حمْل السلاح (18-50 عاماً) من العودة، الأمر الذي رفضته الحركة لأنه "ينطوي على تقسيم وتشتيت العائلات"، وكذلك الأمر، رفض الجانب الإسرائيلي إزالة الحواجز العسكرية بين الشمال والجنوب.

وأوضحت المصادر أن "الجانب الإسرائيلي استخدم صيغة عامة بشأن حجم المساعدات الإنسانية التي ستصل إلى أهالي غزة في أثناء الهدنة، رافضاً الالتزام بإدخال 500 شاحنة من المساعدات يومياً، وهو ما طالب به الجانب الفلسطيني، استناداً إلى حقيقة أن هذا العدد من الشاحنات هو ما كان يدخل إلى القطاع قبل الحرب، لتلبية احتياجات سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة".

كما أصرّ الجانب الإسرائيلي على "تسلُّم قائمة بأسماء الأحياء والأموات من المحتجزين الإسرائيليين وهو ما رفضته حركة حماس"، قائلة إنها "في حاجة إلى فترة من وقْف النار من أجل التواصل مع المجموعات التي تحتجزهم"، وفق المصادر.

وطالبت الحركة أيضاً بـ"قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين الأحياء والأموات منذ السابع من أكتوبر، ووافقت على الإعلان عن أسماء الأموات من المحتجزين الإسرائيليين الذين تعرف عنهم".

وأفادت المصادر بأن الجانبين لم يبحثا بعد عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيجري إطلاق سراحهم مقابل المحتجزين الإسرائيليين المدنيين في المرحلة الأولى من عملية التبادل، بسبب الخلافات الواسعة بشأن القضايا الأخرى المتعلقة بـ"وقف إطلاق النار، والانسحاب، والإغاثة، والعودة إلى الشمال".

ووصل مدير وكالة الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز إلى العاصمة المصرية القاهرة، الخميس، وانتقل بعدها إلى العاصمة القطرية الدوحة، في محاولة للبحث عن أرضية مشتركة للتوصل إلى اتفاق قبيل حلول شهر رمضان، "لكن لا إشارات على وجود فرصة لمثل هذا الاتفاق في هذا الوقت الضيق".

وتحدَّثت المصادر عن أن "حماس" ما زالت على اتصال مع الوسطاء الباحثين عن فرصة للاتفاق، وأن وفدها سيعود إلى القاهرة مجدداً في محاولة للتوصل إلى اتفاق خلال الأيام الأولى من رمضان.

إسرائيل تستعد لتوسيع عملياتها

ومن جهة أخرى، ذكرت القناة 13 الإسرائيلية، السبت، أن إسرائيل تستعد لتوسيع العمليات العسكرية في غزة على ضوء عدم التوصل إلى اتفاق.

وأضافت القناة الإسرائيلية أنه "لا زال لحماس قوات عسكرية لم تتضرر، كتيبتان وسط قطاع غزة، و4 كتائب في رفح".

وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتبر "الأحد يوم الامتحان الرئيسي كونه اليوم السابق لبدء رمضان، ففي حال عدم تحقيق تقدُّم في المفاوضات، إسرائيل تستعد لتوسعة العملية العسكرية".

وأوضحت أن "البداية ستكون توسيع العمليات العسكرية في مخيمات بمنطقة الوسط، ومن ثم منطقة رفح"، لكنها أفادت بأن هذه الخطط لم تحصل بعد على الموافقة.

تصنيفات

قصص قد تهمك