مشاهد من أول أيام رمضان في فلسطين.. بطون خاوية وقصف لا يهدأ

فلسطينيون يؤدون صلاة التراويح بمدينة رفح وسط آثار دمار الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة. 10 مارس 2024 - AFP
فلسطينيون يؤدون صلاة التراويح بمدينة رفح وسط آثار دمار الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة. 10 مارس 2024 - AFP
دبي -الشرق

استقبلت الأراضي الفلسطينية أول أيام رمضان، على وقع أصوات الانفجارات وسقوط ضحايا في غزة، جراء الهجمات العسكرية الإسرائيلية، بعدما فشلت جهود الوساطة في فرض هدنة مع بداية الشهر، لترتفع حصيلة الضحايا في القطاع منذ 7 أكتوبر إلى 31 ألفاً و112 فلسطينياً، علاوة على 72 ألفاً و760 مصاباً، فيما اختفت مظاهر الاحتفال بالضفة الغربية.

فلسطيني سعى للجوء داخل حظيرة في مخيم المواسي المؤقت للنازحين غرب خان يونس جنوب قطاع غزة يُظهر الوسائد الملطخة بالدماء التي استخدمها أفراد العائلة بعد ضربة إسرائيلية. 11 مارس 2024
فلسطيني سعى للجوء داخل حظيرة في مخيم المواسي المؤقت للنازحين غرب خان يونس جنوب قطاع غزة يُظهر الوسائد الملطخة بالدماء التي استخدمها أفراد العائلة بعد ضربة إسرائيلية

ونازع دوي القصف الإسرائيلي صوت أذان الفجر الذي ترقبه من تبقى من سكان غزة، لبدء الصوم في شهر اعتادوا أن يرتادوا فيه مساجد لم يُبق القصف منها اليوم سوى الركام.

ومع بدء ساعات الصيام، في صباح الاثنين، أفاد تلفزيون فلسطين بسقوط ضحايا ومصابين في غارة نفذتها طائرات حربية إسرائيلية على منزل شرقي رفح جنوب القطاع.

فلسطينيون يبحثون عن ممتلكاتهم في أول أيام رمضان وسط أنقاض منازل دمرها القصف الإسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة. 11 مارس 2024
فلسطينيون يبحثون عن ممتلكاتهم في أول أيام رمضان وسط أنقاض منازل دمرها القصف الإسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة

واستقبل أهالي قطاع غزة، أولى ساعات شهر رمضان، وسط أوضاع إنسانية قاسية، وتحذيرات أممية من شبح مجاعة، وسقوط ضحايا جراء سوء التغذية والجفاف، ومخاوف من أزمة أكبر حال اجتاجت إسرائيل مدينة رفح الجنوبية حيث يتكدّس 1.5 مليون من النازحين في ظروف كارثية.

رجل يلعب بشرارة نارية مصنوعة يدوياً أثناء تجهيز الفلسطينيين النازحين خيامهم لشهر رمضان وسط الهجمات الإسرائيلية على رفح. 9 مارس 2024
فلسطيني يلعب بشرارة نارية مصنوعة يدوياً أثناء تجهيز الفلسطينيين النازحين خيامهم لشهر رمضان وسط الهجمات الإسرائيلية على رفح. 9 مارس 2024 - رويترز
أطفال فلسطينيون يحملون فوانيس للاحتفال بقدوم شهر رمضان في رفح جنوب قطاع غزة. 10 مارس 2024
أطفال فلسطينيون يحملون فوانيس للاحتفال بقدوم شهر رمضان في رفح جنوبي قطاع غزة

وتمسكت مجموعة من سكان غزة، بالأمل، وأخذوا على عاتقهم، مهمة تزيين خيام النزوح بزينة رمضان المميزة، أملاً في إدخال بعض البهجة على ساكنيها من الأطفال، كما تمسك مصلون، بأداء صلاة التراويح في الساحات المفتوحة وبين أنقاض المنازل والمساجد.

فلسطينيون يؤدون صلاة التراويح بمدينة رفح وسط آثار دمار الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة. 10 مارس 2024
فلسطينيون يؤدون صلاة التراويح بمدينة رفح وسط آثار دمار الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة
طفل يحمل فانوساً ابتهاجاً بقدوم شهر رمضان في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. 9 مارس 2024
طفل فلسطيني يحمل فانوساً ابتهاجاً بقدوم شهر رمضان في مدينة رفح جنوب قطاع غزة
فلسطيني يعلق فانوساً خلال تجهيز النازحين خيامهم لشهر رمضان في رفح جنوب قطاع غزة. 9 مارس 2024
فلسطيني يعلق فانوساً خلال تجهيز النازحين خيامهم لشهر رمضان في رفح جنوب قطاع غزة

ويخشى سكان غزة، المزيد من الجوع خلال شهر رمضان، في ظل شح الطعام والمياه، مع استمرار الحرب الإسرائيلية التي دخلت شهرها السادس.

فلسطينيون ينعون أحد أفراد العائلة بساحة مستشفى الشهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة بعدما قتلته ضربات إسرائيلية على مخيم المواسي المؤقت للنازحين غرب خان يونس. 10 مارس 2024
فلسطينيون ينعون أحد أفراد العائلة بساحة مستشفى الشهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة بعدما قتلته ضربات إسرائيلية على مخيم المواسي المؤقت للنازحين غرب خان يونس

وتعد أحد أبرز وجوه المعاناة، أزمة المياه، حيث يعتمد سكان غزة على المياه الجوفية التي تتم تنقيتها في محطات المياه ومحطات تحلية المياه وخط أنابيب من إسرائيل إلى جانب المياه المعبأة، لكن القصف المستمر يحول دون إمداد القطاع المنكوب باحتياجاته.

فلسطينيون في مخيم المواسي المؤقت للنازحين غرب خان يونس في جنوب قطاع غزة وسط أضرار الهجمات الإسرائيلية. 10 مارس 2024
فلسطينيون في مخيم المواسي المؤقت للنازحين غرب خان يونس في جنوب قطاع غزة وسط أضرار الهجمات الإسرائيلية. 11 مارس 2024

وتقول الأمم المتحدة، إن 80% من الأسر في غزة، لا تتوفر لديها مياه نظيفة، وإن نحو 340 شخصاً يضطرون إلى استخدام مرحاض واحد، مقابل دش استحمام واحد لكل 1300 شخص. 

وكشفت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أن إمدادات المياه في غزة لم تعد تتجاوز 7%، من مستوياتها قبل الحرب، بعد تدمير أكثر من ربع آبار المياه في القطاع.

فلسطينيون يجتمعون في مخيم للنازحين بدير البلح بوسط قطاع غزة عشية شهر رمضان. 10 مارس 2024
فلسطينيون يجتمعون في مخيم للنازحين بدير البلح بوسط قطاع غزة عشية شهر رمضان. 10 مارس 2024

وبالتزامن، اتهمت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الجيش الإسرائيلي بارتكاب "7 مجازر"، ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 67 فلسطينياً، بينما أصيب 106 أشخاص خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، معلنة بقاء حصيلة ضحايا سوء التغذية والجفاف عند 25 ضحية، وهو نفس الرقم الذي تم إعلانه، الأحد. 

الدخان يتصاعد من مخيم يأوي فلسطينيين نازحين خلال عملية برية إسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة. 11 مارس 2024
الدخان يتصاعد من مخيم يأوي فلسطينيين نازحين خلال عملية برية إسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة. 11 مارس 2024

وفي القدس، نُشرت الشرطة الإسرائيلية، الآلاف من عناصرها في الشوارع الضيقة بالبلدة القديمة، حيث من المتوقع أن يصل عشرات الآلاف كل يوم لأداء الصلاة بالمسجد الأقصى.

مسلمون يشاركون في صلاة التراويح أول أيام شهر رمضان المبارك بمحيط المسجد الأقصى. 10 مارس 2024
مصلون بمحيط المسجد الأقصى في أول أيام شهر رمضان. 10 مارس 2024

وعلى النقيض من السنوات السابقة لم تشهد البلدة القديمة الزخارف المعتادة، وسادت أجواء كئيبة مماثلة في البلدات بأنحاء الضفة الغربية المحتلة، حيث لقي نحو 400 فلسطيني مصرعهم في اشتباكات مع قوات الأمن أو المستوطنين منذ بداية الحرب على غزة.

وقال عمار سدر، أحد شيوخ البلدة القديمة لـ"رويترز": "العام هذا قررنا بقرار رسمي أن البلدة القديمة لن تُزين، كرامة لدماء أطفالنا ودماء شيوخنا وكبارنا الشهداء".

تصنيفات

قصص قد تهمك