أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الثلاثاء، أن الاتحاد الأوروبي فعَّل آلية الحماية المدنية لتعزيز دعمه لقطاع غزة.
ودعت فون دير لاين، في بيان رسمي، جميع الدول الأعضاء إلى المساهمة بأصولها من مظلات ومن حاويات تتيح إيصال إمدادات ومساعدات إلى قطاع غزة بصورة مستمرة.
وأضافت: "لقد أصبح الوضع على الأرض أكثر مأساوية من أي وقت مضى، وقد وصل إلى مرحلة بالغة الحساسية. اطّلعنا جميعاً على التقارير التي تتحدث عن أطفال يموتون جوعاً. هذا أمر غير مقبول وعلينا أن نفعل كل ما في وسعنا لوقفه. يعلم الجميع مدى صعوبة نقل المساعدات إلى غزة وداخلها، ويجب استخدام جميع الطرق للوصول إلى المحتاجين.. وهنا يأتي دور الممر البحري".
وتابعت: "نحن، في الاتحاد الأوروبي، سوف نكثف دعمنا اللوجستي على الأرض. ويوجد فريق تنسيق تابع للاتحاد الأوروبي في قبرص. وسنقوم بتمويل وتنسيق تدفق البضائع الأوروبية عبر هذا الممر".
وشددت على وجوب ضمان سلامة توزيع المساعدات داخل غزة، وقالت: "هذا يزيد من أهمية العمل مع تلك الوكالات التي لا يزال لها وجود على الأرض".
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو ربع سكان قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة، وأن المساعدات تغطي قدراً ضئيلاً من الاحتياجات اليومية. وسبق أن اتهمت الأمم المتحدة إسرائيل بمنع وصول المساعدات إلى غزة.
انطلاق أول سفينة مساعدات من قبرص
وكانت منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الإغاثية، ومقرها الولايات المتحدة، أعلنت الثلاثاء، انطلاق سفينة على متنها 200 طن من المساعدات الغذائية من قبرص إلى غزة.
وأوضحت في بيان عبر منصة "إكس": "نعمل مع دولة الإمارات وقبرص والمجتمع الدولي على فتح ممر المساعدات البحري هذا بحيث يصل أكبر عدد ممكن من الوجبات إلى الفلسطينيين المحتاجين".
وأردفت بقولها إن المواد الغذائية التي أرسلتها تتضمن الأرز والطحين والبقوليات والخضروات المعلبة والبروتينات، وأن فريق الإغاثة لدى المنظمة يعمل على إرسال أكبر عدد ممكن من قوارب المساعدات.
وأفاد بيان المنظمة: "نعكف بالتعاون مع شركائنا في غزة على بناء رصيف بحري سنستخدمه لتفريغ المساعدات قبل تحميلها على الشاحنات التي ستقوم بتوصيل الغذاء. فريقنا لديه 500 طن أخرى من المساعدات في قبرص جاهزة للتحميل على القوارب".
وفي ظل شح المساعدات التي تصل عن طريق البر إلى القطاع المدمر بعد أكثر من 5 أشهر على حرب إسرائيل على غزة، يجري إسقاط طرود المساعدات جواً، وسيتم تسليمها عن طريق البحر بفضل فتح هذا الممر الإنساني البحري.
لكن الأمم المتحدة تؤكد أن إرسال المساعدات عن طريق البحر وعمليات الإنزال الجوي التي تشارك فيها عدة دول وتنفذ يومياً منذ أسابيع، لا يمكن أن تحل محل الطريق البري.
وفي ظل عدم وجود بنية تحتية لميناء، قالت "وورلد سنترال كيتشن"، إنها ستقوم بإنشاء رصيف تتوقف عليه السفينة في غزة بمواد من المباني المدمرة والأنقاض.
وهذه المبادرة منفصلة عن مبادرة أعلنتها الولايات المتحدة الأسبوع الماضي وتخطط بموجبها لبناء رصيف مؤقت في القطاع لتسهيل توصيل المساعدات عن طريق البحر.
مسودة رسالة أوروبية لإسرائيل
وأظهرت مسودة لنتائج القمة التي سيعقدها قادة الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل، أنهم سيطالبون بـ"هدنة فورية لأسباب إنسانية تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار" في غزة، كما سيحثون إسرائيل على الإحجام عن شن عملية برية في مدينة رفح.
وجاء في المسودة التي اطلعت عليها وكالة "رويترز"، أن "المجلس الأوروبي يحث الحكومة الإسرائيلية على الإحجام عن القيام بعملية برية في رفح التي لجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني بحثاً عن الأمان ومن أجل الحصول على المساعدات الإنسانية".
ويتطلب النص موافقة جميع القادة السبعة والعشرين ليتم اعتماده في القمة المقررة يومي 21 و22 مارس.
ميناء مساعدات
وأعلن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات وقبرص، في بيان مشترك، الجمعة، تدشين ممر بحري من قبرص لإيصال المساعدات إلى غزة.
وأضاف البيان: "بوسع هذا الممر البحري، أن يكون، ويتعين أن يكون، جزءاً من جهد متواصل لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية والسلع التجارية إلى غزة عبر جميع الطرق الممكنة. وسنواصل العمل مع إسرائيل لتوسيع عمليات التسليم عن طريق البر، مع التأكيد على أنها تيسر عبور الطرق وتفتح معابر إضافية لتوصيل مساعدات أكبر لعدد أكبر من الناس".
كما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في خطاب "حالة الاتحاد"، الخميس، أنه أصدر تعليماته للجيش بإنشاء ميناء مؤقت على ساحل غزة يمكنه استقبال شحنات من الغذاء والماء والدواء التي يحتاجها القطاع المحاصر بشدة.
