قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة ستواصل العمل من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف فوري ومستدام لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 6 أسابيع، بينما ذكرت قطر، والتي تشارك في المفاوضات كوسيط بين إسرائيل وحركة "حماس"، أن الطرفين "ليسا قريبين" من التوصل إلى اتفاق.
وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، الوضع الإنساني في قطاع غزة بـ"المفجع"، مؤكداً أن واشنطن "تقدم مساعدات إضافية إلى غزة وتواصل العمل دون توقف للتوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار لمدة 6 أسابيع كجزء من صفقة تبادل" للأسرى والمحتجزين.
وأضاف بلينكن، في بيان يهنئ خلاله المسلمين بشهر رمضان، أن الولايات المتحدة "ستواصل أيضاً السعي إلى تحقيق حل الدولتين لضمان تقاسم الفلسطينيين والإسرائيليين لمعايير متساوية من الحرية والكرامة والأمن والازدهار.. وأن السلام ممكن وضروري وعاجل".
وشنت حركة "حماس" هجوماً مباغتاً على جنوب إسرائيل، أودى بحياة أكثر من 1100 شخص في 7 أكتوبر الماضي، فيما ردت تل أبيب بهجوم جوي وبحري واجتياح بري قتلت فيه أكثر من 30 ألف فلسطيني، حتى الثلاثاء. وتقول الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 576 ألف شخص في غزة، أي ربع سكان القطاع، على شفا المجاعة بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع.
"لا اتفاق قريب"
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، خلال مؤتمر صحافي في الدوحة: "لسنا قريبين من التوصل إلى اتفاق، وهذا يعني أننا لا نرى الجانبين يتفقان على لغة يمكن أن تحلّ الخلاف الحالي بشأن تنفيذ اتفاق".
وأكد الأنصاري: "مستمرّون في العمل على المفاوضات للتوصل إلى اتفاق على أمل أن يكون خلال شهر رمضان". لكنه أوضح أنه لا يستطيع "تقديم أي جدول زمني" للتوصل إلى اتفاق، مشيراً إلى أن "الوضع معقد للغاية على الأرض".
ورفض المتحدث باسم الخارجية القطرية فكرة أن تكون قطر قد مارست ضغوطاً على "حماس" في مساعيها للتوصل إلى هدنة، قائلاً: "كوسيط يتبادل وجهات النظر بين الجانبين، لا أظنّ أنه من المفيد استخدام مثل هذه المصطلحات حول (ممارسة) الضغط أو استخدام النفوذ".
وأضاف أن الدوحة "تستخدم كل ما لديها من قدرات لدفع الجانبين نحو التوصل إلى اتفاق"، مشيراً إلى أنها تعمل من أجل وقف دائم لإطلاق النار في غزة وليس هدنة قصيرة.
وبعد أسابيع من المفاوضات بين طرفَي النزاع بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة حول هدنة وتبادل الأسرى، بدأ شهر رمضان، الاثنين على وقع استمرار القصف المدفعي والغارات الجوية وسط أزمة إنسانية تتفاقم في القطاع المحاصر.
مشاورات فلسطينية.. وتعنت إسرائيلي
بدوره، قال قياديّ في "حماس"، لوكالة أنباء العالم العربي AWP، الثلاثاء، إن الفصائل الفلسطينية ما زالت تُجري مشاورات واتصالات من أجل التوصل إلى اتفاق يلبي ما وصفها بتطلعات الشعب الفلسطيني، لكنه اتّهم الجانب الإسرائيلي بالتعنت أمام مطالب الفصائل.
وقال وليد الكيلاني، المسؤول الإعلامي للحركة، إن مطالب "حماس"، "هي مطالب إنسانيّة بحتة، مثل عودة النازحين والإيواء وإدخال مساعدات بشكل كافٍ وعودة النازحين إلى الشمال، بينما المطالب الإسرائيلية لا إنسانية وانتقامية".
واعتبر الكيلاني أن الجانب الإسرائيلي يريد كسب الوقت عبر "هدنة مؤقّتة ليأخذ استراحة المحارب، وبعد ذلك يستأنف القتال، وهو يريد من كل عمليات التفاوض هذه فقط ملف الأسرى، بينما الملفات الأخرى لا يريدها".
في المقابل، ذكر أنّه "لا اتفاق دون التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل بقطاع غزة، وكذلك الانسحاب من كل مناطق قطاع غزة، وإدخال المساعدات والمؤن والإيواء إلى محافظتي الشمال ومدينة غزة، ورابعاً التفاوض الحقيقي على الأسرى دون أي عقبات، بالإضافة إلى عودة النازحين"، في إشارة إلى شروط الحركة في الورقة التي سلمتها للوسطاء بالقاهرة.