حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، مجدداً من خطط إسرائيل لشن عملية عسكرية برية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وقال إن هذا يهدد حياة أكثر من 1.5 مليون نازح لجأوا إلى المنطقة.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك عقده الرئيس المصري مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، الذي يزور مصر حالياً.
وشدد السيسي على "حتمية الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة وإنهاء إسرائيل لأعمالها العدائية"، وقال إن ما تمارسه تجاه المدنيين في غزة "يمثل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
وفيما يتعلق بقرار بعض الدول تعليق تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، قال الرئيس المصري إن هذا "يتنافى مع كافة القيم الإنسانية، ولا يمكن أن تعاقب وكالة أممية بأكملها بسبب اتهامات لبعض الموظفين بها".
كما حذر السيسي من التصعيد في الضفة الغربية، وقال إن "ما يحدث بغزة تقابله في الضفة سياسة معرقلة لحياة الفلسطينيين من خلال إطلاق العنان لعنف المستوطنين والأنشطة الاستيطانية".
وقال إن معاناة الشعب الفلسطيني على مدار العقود الماضية لن تتوقف سوى بالاعتراف بدولة فلسطين ومنحها عضوية الأمم المتحدة الكاملة، مؤكداً على أن التسويف في حل القضية الفلسطينية يعرض المنطقة والعالم بأسره "لمخاطر عدم الاستقرار".
وعلقت دول، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا، تمويلها للوكالة الأممية إثر مزاعم إسرائيلية بمشاركة عدد من موظفي الأونروا في الهجوم الذي شنته "حماس" وفصائل فلسطينية على بلدات وتجمعات إسرائيلية في محيط قطاع غزة في أكتوبر الماضي.
"كارثة إنسانية كبيرة"
من ناحيته، شدد رئيس الوزراء الهولندي على أن الهجوم الإسرائيلي البري في مدينة رفح سينتج عنه كارثة إنسانية كبيرة.
كما أدان مارك روته عدم الوصول إلى حل سياسي حتى الآن في غزة، لافتاً إلى أنه تحدث مع نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول تأخر خطوة وقف إطلاق النار.
وطالب رئيس الوزراء الهولندي أيضاً بضرورة إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، مشدداً على أهمية السماح لإدخال 500 شاحنة أو أكثر من ذلك إلى قطاع غزة.
وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست"، أفادت في وقت سابق الأربعاء، بأن نتنياهو أبلغ روته، خلال اجتماع، أن دخول الجيش الإسرائيلي إلى مدينة رفح الفلسطينية "ضروري لتحقيق أهداف الحرب".
وأضافت الصحيفة أن نتنياهو أكد لرئيس الوزراء الهولندي أن الاعتراف بدولة فلسطينية تعلن من جانب واحد ستعتبره "حماس" بمثابة إنجاز لها.
وأردفت الصحيفة أن نتنياهو أكد عزم بلاده على الاستغناء عن دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في قطاع غزة بدون الإضرار بعمليات الإغاثة على حد قوله.