الاتحاد الأوروبي: إسرائيل لم تقدم أي دليل يدعم اتهامها للأونروا

آثار الدمار في مستودع للمساعدات الإنسانية تابع لوكالة الأونروا بعد استهدافه بغارات إسرائيلية. دير البلح، غزة. 14 مارس 2024 - AFP
آثار الدمار في مستودع للمساعدات الإنسانية تابع لوكالة الأونروا بعد استهدافه بغارات إسرائيلية. دير البلح، غزة. 14 مارس 2024 - AFP
دبي-أ ف بأ ف ب

قال كبير مسؤولي المساعدات الإنسانية بالاتحاد الأوروبي، الخميس، إنه لم يطلع على أي دليل من إسرائيل يدعم اتهاماتها لموظفي وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" التي ينبغي أن تستمر في لعب دورها "المهم" في غزة

وتواجه أونروا، التي تقدم المساعدات والخدمات للاجئين الفلسطينيين في غزة وجميع أنحاء المنطقة، أزمة منذ أن اتهمت إسرائيل بعض موظفيها بالتورط في هجوم حركة "حماس" في السابع من أكتوبر.

ودفعت هذه المزاعم الولايات المتحدة، أكبر مانح للأونروا، وبعض الدول الأخرى إلى وقف التمويل، ما يهدد مستقبل الوكالة.

وعبر المفوض العام للأونروا في وقت سابق من هذا الشهر عن تفاؤل حذر بأن بعض المانحين سيستأنفون التمويل قريباً، رغم أن مسؤولين أميركيين قالوا إن معارضة الكونجرس قد تحول قرار الولايات المتحدة بتعليق المساعدات إلى قرار دائم.

وتعد المفوضية الأوروبية إحدى الجهات المانحة الرئيسية للأونروا بعد الولايات المتحدة. وقالت في الأول من مارس إنها ستدفع 50 مليون يورو للوكالة، لكنها ستعلق 32 مليون يورو حتى انتهاء التحقيق في الاتهامات الإسرائيلية.

وأوضح يانيز لينارتشيتش، المفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات، إنه لم يتلق أي أدلة، وحسب علمه، لم يتلق أي شخص آخر في المفوضية أو أي جهة مانحة أخرى لأونروا، دليلاً من إسرائيل.

وقال للصحافيين: "حتى لو ثبتت صحة هذه الادعاءات، فهذا لا يعني أن أونروا هي الجاني".

وأضاف أنه في هذه الحالة، فإن المساءلة الفردية ستأخذ مجراها بدلاً من هذا النهج من الأحكام التعسفية، وسيُطلب من الوكالة "التي لا يمكن استبدالها" التطهير والمضي قدماً.

وقال لينارتشيتش: "استجابت أونروا بصورة مناسبة وفورية وفعالة. واتخذت عدة إجراءات. هناك تحقيق. وهناك مراجعة. ونحن راضون حتى الآن عن كل هذا"، وتابع: "لدى أونروا بالطبع دور حاسم لتلعبه لأنها تمتلك بنية تحتية ومستودعات وملاجئ وقدرات لوجستية لا مثيل لها".

"تفاؤل حذر"

والسبت الماضي، أعرب المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني عن "تفاؤل حذر" باستئناف الدعم المالي الدولي للوكالة.

وفي مقابلة مع قناة "آر تي إس" السويسرية، قال لازاريني إنه "متفائل بحذر" بشأن قرار "عدد من المانحين" استئناف تمويل الوكالة "خلال الأسابيع القليلة المقبلة"، خصوصاً "بعد نشر تقرير كاترين كولونا"، وأضاف: "أعتقد أيضاً أن عدداً من دول الخليج ستزيد بالفعل مساهماتها في الوكالة".

يأتي ذلك فيما أعلنت كندا والسويد، الجمعة والسبت الماضيين، استئناف تمويل الأونروا.

من جهتها، أعلنت إسبانيا مساعدة إضافية بقيمة 20 مليون يورو للوكالة التابعة للأمم المتحدة، بعد مساعدة إضافية أولية بقيمة 3.5 ملايين يورو كشفت عنها الأسبوع الماضي.

وفي الأول من مارس، قرر الاتحاد الأوروبي تقديم مساعدة للأونروا بقيمة 50 مليون يورو.

في ظل الوضع الذي تمر به الوكالة الأممية، قال لازاريني: "علي اليوم أن أتعامل مع وضع وجودي لوكالتنا في منطقة تمر بأزمة مزلزلة سيكون لها بالتأكيد تأثير لعقود مقبلة". وحذّر من أن "الوكالة مهددة بالموت، ومهددة بالتفكيك".

وأعرب فيليب لازاريني عن اعتقاده بأنه بدون الأونروا، سيحرم الشباب الفلسطيني من بيئة تعليمية مستقرة، الأمر الذي "سيزرع ببساطة بذور مزيد من الكراهية في المستقبل".

كما نبّه إلى أنه في حال اجتاحت إسرائيل مدينة رفح حيث يحتشد نحو 1.5 مليون فلسطيني وفقاً للأمم المتحدة، "فهناك احتمال أن يحاول الناس الفرار باتجاه مصر" وأن غزة "لن تعود أرضاً للفلسطينيين".

استهداف مركز مساعدات

وأعلنت الوكالة مصرع أحد موظفيها على الأقل في قصف إسرائيلي استهدف مركزاً لتوزيع المساعدات في مدينة رفح بجنوب غزة، وسط جهود حثيثة لإيصال الأغذية إلى القطاع المحاصر

إلى ذلك، شدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، على أن حماية المدنيين والمساعدات الإنسانية يجب أن تكون "أولوية" بالنسبة إلى إسرائيل في الحرب التي تخوضها منذ أكثر من 5 أشهر ضد حركة "حماس".

وقالت الأونروا في بيان: "قُتل موظف واحد على الأقل من موظفي الأونروا وأصيب 22 آخرون عندما قصفت القوات الإسرائيلية مركزاً لتوزيع المواد الغذائية في الجزء الشرقي من مدينة رفح جنوب قطاع غزة".

وأكدت وزارة الصحة في غزة سقوط 3 آخرين بينهم موظف في الأونروا يدعى حسني يوسف موسى أبو جزر، إضافة الى أبو حسنة الذي عرّفته على أنه مدير شرطة المركز.

وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني "إن هجوم اليوم على أحد مراكز التوزيع القليلة المتبقية التابعة للأونروا في قطاع غزة يأتي في الوقت الذي تنفد فيه الإمدادات الغذائية، وينتشر الجوع على نطاق واسع، وفي بعض المناطق، يتحول الأمر إلى مجاعة".

وأضاف: "منذ بدء هذه الحرب، أصبحت الهجمات على مرافق الأمم المتحدة وقوافلها وموظفيها أمراً شائعاً في تجاهل صارخ للقانون الإنساني الدولي. إنني أدعو مرة أخرى إلى إجراء تحقيق مستقل في هذه الانتهاكات وإلى الحاجة إلى المساءلة".

وأكد ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن "الجيش الإسرائيلي تلقى إحداثيات المستودع".

تصنيفات

قصص قد تهمك