وفد تل أبيب إلى الدوحة.. و"حماس": 3 مراحل من وقف إطلاق النار كل منها "42 يوماً"

مفاوضات غزة.. مصادر لـ"الشرق": إصرار إسرائيلي على عدم وقف الحرب

رجل فلسطيني وابنه يجلسون بجوار متعلقاتهم أمام حطام المنازل التي دمرتها الغارات الإسرائيلية على خان يونس جنوبي قطاع غزة. 14 مارس 2024 - AFP
رجل فلسطيني وابنه يجلسون بجوار متعلقاتهم أمام حطام المنازل التي دمرتها الغارات الإسرائيلية على خان يونس جنوبي قطاع غزة. 14 مارس 2024 - AFP
رام الله -محمد دراغمة

قالت مصادر فلسطينية مطلعة على مفاوضات غزة، الجمعة، إن الجانب الإسرائيلي يبدي مرونة بشأن عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع، لكنه "ما زال يرفض وقف الحرب كلياً"، وحسبما أكدت مصادر في حركة "حماس" لـ"الشرق"، فإن "الورقة الجديدة" التي قدمتها الحركة للوسطاء في المفاوضات، تتضمن تقديم الحركة تسهيلات في ملف الأسرى مقابل وقف الحرب، بينما اعتبر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن مطالب حماس "لا تزال غير واقعية".

وأشار مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الجمعة، إلى أن وفد التفاوض سيغادر إلى الدوحة، بعد أن تناقش الحكومة موقف "تل أبيب". 

وقالت المصادر الفلسطينية، إن الحركة وافقت على إطلاق سراح جميع المدنيين الإسرائيليين المحتجزين لديها، ومعهم جميع المجندات، في المرحلة الأولى، مقابل إطلاق حوالي ألف من الأسرى بينهم 150 من المحكومين بالسجن مدى الحياة "وفق مبدأ الأقدمية".

ويبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين المحكومين بالسجن مدى الحياة حوالي 600 أسير، بينما أشارت مصادر "حماس" في تصريحاتها لـ"الشرق"، إلى أن الحركة تتطلع إلى إطلاق سراح جميع الأسرى المحكومين بالسجن فترات مرتفعة "في المرحلة الثانية" من التبادل التي تشمل الضباط والجنود الإسرائيليين المحتجزين لديها.

ونصت الورقة التي سلمتها "حماس" إلى الوسطاء، على أن يتم تبادل الأسرى على ثلاث مراحل، تتضمن كل واحدة منها وقفاً لإطلاق النار "لمدة 42 يوماً"، على أن يجري الإعلان عن الوقف التام للحرب مع بدء المرحلة الثانية من تبادل الأسرى التي تشمل جميع الجنود والضباط الإسرائيليين المحتجزين وعددهم حوالي 60.

وشدد التصور الذي قدمته "حماس" في المفاوضات، على عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة "دون المرور عبر الحواجز العسكرية التي طالبت الحركة بإزالتها في الطرق المؤدية من الجنوب إلى الشمال"، لكن الحركة أبدت مرونة في "قيام طائرات استطلاع إسرائيلية بتصوير العائدين لضمان عدم عودة مسلحين من الحركة إلى الشمال".

وبشأن إعادة إعمار القطاع، فقد نصت المرحلة الثالثة من الاتفاق، حسبما ورد في "ورقة حماس"، على الانسحاب الإسرائيلي التام من قطاع غزة، والشروع في إعادة الاعمار.

"صيغ مختلفة" لوقف الحرب

كانت المفاوضات توقفت عشية حلول شهر رمضان، بعد رفض إسرائيل لأربعة من مطالب حركة "حماس"، وهي "الوقف التام للحرب، وانسحاب القوات الاسرائيلية من قلب قطاع غزة إلى الحدود، وعودة جميع النازحين إلى الشمال، ورفع المساعدات الإنسانية إلى 500 شاحنة يومياً".

 وذكرت المصادر أن "حماس" منفتحة على مناقشة "صيغ مختلفة لوقف الحرب"، لكنها "مصممة على تحقيق ذلك باعتباره الهدف المركزي للحركة".

 ومن المتوقع أن ترفض إسرائيل أي تعهد بوقف الحرب. وتقول المصادر إن "الأمر منوط بالوسطاء لتقديم صيغ مقبولة تؤدي في النهاية إلى وقف الحرب".

وعرضت حركة "حماس"، في وقت سابق، على الوسطاء، تصوراً لوقف إطلاق النار في غزة يتضمن مرحلة أولى تشمل "الإفراج عن النساء والأطفال وكبار السن والمرضى من الإسرائيليين، مقابل الإفراج عن عدد يتراوح بين 700 إلى ألف أسير فلسطيني، منهم 10 من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية"، حسبما أكدت مصادر مطلعة لـ"الشرق".

تطورات إيجابية

وقالت المصادر لـ"الشرق"، إن رد الحركة يقضي بالاتفاق على وقف إطلاق النار، وتبادل المحتجزين من الجانبين" بما يشمل "إطلاق سراح نحو 50 أسيراً فلسطينياً من ذوي المحكوميات (الأحكام) العالية (لا مانع أن تحددهم إسرائيل وفق المعايير والفئات المنصوص عليها بالاتفاق المقترح)".

وقال مصدر دبلوماسي أميركي، الجمعة، لشبكة CNN، إن جهود الوساطة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة "تأخذ منحى إيجابياً".

ونسبت الشبكة إلى المصدر قوله: "جهود الوساطة المتعلقة بوقف إطلاق النار في غزة تتحرك في اتجاه إيجابي، لكنها لم تصل إلى مبتغاها بعد".

وأعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي ترعى بلاده جهود الوساطة في المفاوضات، عن أمله في الوصول إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار في غزة "خلال أيام قليلة". 

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائه مع ممثلي عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، أنه ما زال بانتظار "رد حقيقي" من "حماس"، لافتاً إلى ما وصفه بـ"تغيير إيجابي"، يتمثل في الضغط الذي تمارسه قطر على الحركة الفلسطينية.

تصنيفات

قصص قد تهمك