الاتحاد الأوروبي يتعهد بـ7.7 مليار يورو لاحتياجات العالم وغزة في 2024

نازحون فلسطينيون يفرون من مناطق قرب مستشفى الشفاء بغزة الذي تعرض للقصف. 18 مارس 2024 - AFP
نازحون فلسطينيون يفرون من مناطق قرب مستشفى الشفاء بغزة الذي تعرض للقصف. 18 مارس 2024 - AFP
بروكسل-أ ف ب

تعهد الاتحاد الأوروبي، الاثنين، بتخصيص 7.7 مليار يورو (8.39 مليار دولار) مبدئياً على المساعدات الإنسانية في عام 2024، بما يقل عن العام السابق رغم الاحتياجات المتزايدة في غزة ومناطق أخرى.

وقال رئيس المساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات بالاتحاد الأوروبي يانيز لينارسيتش، خلال افتتاح مؤتمر عن المساعدات الإنسانية في بروكسل: "أعتقد أن هذا مبلغ كبير.. لكن يمكن زيادته".

وتعهدت الدول الأعضاء والمفوضية الأوروبية بمبلغ إجمالي قدره 8.4 مليار يورو العام الماضي. ولم يذكر الاتحاد الأوروبي سبباً لتقليل المبلغ.

وذكرت الأمم المتحدة أن عدداً قياسياً يبلغ 300 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية بسبب الصراعات وتغير المناخ في الغالب. وتقدّر فجوة التمويل في جميع أنحاء العالم بنحو 50 مليار دولار.

وأوضح مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن "عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات طارئة أكبر من أي وقت مضى"، مضيفاً أن الوضع في قطاع غزة مأساوي للغاية.

وأضاف: "لم نعد في غزة على شفا مجاعة، نحن في حالة مجاعة"، موضحاً أن إسرائيل تستخدم المجاعة سلاح حرب.

ومن المتوقع أن يركز المؤتمر الذي يستمر يومين على كيفية إدخال المزيد من المساعدات إلى غزة التي تخضع لحصار تام منذ أن بدأت إسرائيل حربها في القطاع رداً على هجوم حركة "حماس" عليها في 7 أكتوبر.

كما سيناقش وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، الاثنين، مسألة إدخال المزيد من المساعدات إلى غزة سواء براً أو بحراً أو جواً.

وتنفي إسرائيل عرقلة توصيل المساعدات إلى غزة. وألقت بمسؤولية تأخير وصول المساعدات على وكالات الإغاثة، وتنفي "حماس" ذلك، وتقول إن إسرائيل تستخدم الجوع سلاحاً في هجومها العسكري.

غزة "أكبر مقبرة مفتوحة" 

وأكد بوريل أن العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة حوّلت القطاع إلى "مقبرة مفتوحة". وقال خلال اجتماع لوزراء الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "كانت غزة قبل الحرب سجناً مفتوحاً.. باتت اليوم أكبر مقبرة مفتوحة".

وأضاف: " إنها مقبرة لعشرات آلاف الأشخاص كما أنها مقبرة للكثير من أهم مبادئ القانون الإنساني".

وكرّر بوريل، الاثنين، اتهام إسرائيل باستخدام المجاعة "سلاح حرب" عبر عدم السماح لشاحنات المساعدات بدخول القطاع. وقال في مؤتمر لمنظمات إنسانية "إسرائيل تثير المجاعة".

وردّ وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس على بوريل داعياً إياه إلى "التوقف عن مهاجمة إسرائيل والاعتراف بحقنا في الدفاع عن أنفسنا في مواجهة حماس".

وكتب كاتس على منصة "إكس"، أن "إسرائيل تسمح بدخول مساعدات إنسانية كبيرة إلى غزة براً وجواً وبحراً من قبل أي شخص يرغب بالمساعدة".

وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي، حملة كثيفة من القصف والغارات المدمرة اتبعتها بهجوم بري، ما أودى بحياة 31 ألفاً و726 شخصاً غالبيتهم الكبرى من النساء والفتية والأطفال، بحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة الفلسطينية.

وعمل الاتحاد الأوروبي جاهداً على توحيد صفوف دوله حيال حرب غزة، إذ أن بعض بلدانه تدعم إسرائيل بشدّة بينما تتبع أخرى نهجاً أكثر تأييداً للفلسطينيين.

ومن المقرر أن يناقش وزراء التكتل مقترحاً تقدّمت به كل من إيرلندا وإسبانيا لتعليق اتفاقية للتعاون مع إسرائيل، لكن يستبعد أن تنال الخطوة تأييد جميع الدول الـ27.

لكن يرجّح أن يتفق التكتل على عقوبات ضد "حماس" من جهة على خلفية اتهامات العنف الجنسي التي يشتبه بأنها ارتكبت في السابع من أكتوبر، وضد مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية متهمين بمهاجمة فلسطينيين من جهة أخرى.

وفرضت بريطانيا والولايات المتحدة بالفعل عقوبات استهدفت عدداً صغيراً من المستوطنين الإسرائيليين "المتطرفين". 

"مجاعة وشيكة"

ويعاني نصف سكان غزة من جوع "كارثي"، بينما يتوقع أن تضرب المجاعة شمال القطاع "في أي وقت" بين الآن ومايو في غياب أي تدخل عاجل للحؤول دون ذلك، وفق ما جاء في تقييم أمن غذائي مدعوم من الأمم المتحدة، الاثنين.

وقالت نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، بيث بيكدول، إن "وجود 50% من كامل السكان عند مستويات كارثية، قريبة من المجاعة، هو أمر غير مسبوق".

ويعادل ذلك حوالى 1.1 مليون فلسطيني يعانون من "انعدام كارثي للأمن الغذائي" بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وفق تقرير "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي".

ويصنف نظام التصنيف الذي تعدّه الأمم المتحدة ووكالات إغاثة، مستويات المجاعة على مقياس من درجة إلى 5 وتستخدمه الأمم المتحدة أو الحكومات لتحديد إن كان يتعيّن إعلان المجاعة.

تصنيفات

قصص قد تهمك