انسحب الجيش الإسرائيلي، فجر الاثنين، من مجمع الشفاء الطبي، غرب مدينة غزة، بعد أن خلف دماراً هائلاً وعشرات الجثث بداخله وفي محيطه.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الاثنين، أن القوات الإسرائيلية "استكملت العملية" في مجمع الشفاء، مؤكداً مغادرة منطقة المستشفى، وذلك بعد عملية استمرت نحو أسبوعين.
وأفادت وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس"، في وقت مبكر الاثنين، بأن "الاحتلال انسحب من مجمع الشفاء الطبي بعدما أحرق مبانيه"، مشيرة إلى "انتشال عشرات جثث الشهداء، بعضها متحللة، من داخل المجمع ومحيطه"، وذكرت أن "بعض الجثث مهشمة نتيجة دهسها بالدبابات والجرافات العسكرية".
وأضافت أن "حجم الدمار في داخل المجمع والمباني المحيطة به كبير جداً"، فيما أفاد الدفاع المدني في القطاع بالعثور على نحو 300 جثمان.
وذكر الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لـ"الشرق" أن الجيش الإسرائيلي أعدم مواطنين داخل مجمع الشفاء الطبي، لافتاً إلى العثور على جثث أشخاص أيديهم مكبلة.
وأظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي جثثاً متحللة ومتفحمة متناثرة في ساحة مجمع الشفاء، فضلاً عن دمار هائل وركام مباني.
وقال شهود عيان لـ"الشرق" إن الدبابات والآليات الإسرائيلية انسحبت من داخل مجمع الشفاء الطبي وحي الرمال، فجر الاثنين، باتجاه تل الهوى جنوب غرب المدينة، وأشاروا إلى أن عملية الانسحاب تمت بعد إطلاق عشرات القذائف وشن غارات جوية كغطاء لتراجع الدبابات.
ويأتي انسحاب القوات الإسرائيلية بعد نحو أسبوعين على اقتحامها مستشفى الشفاء وحي الرمال غرب مدينة غزة، في 18 مارس الماضي، في حين زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، أن الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من 200 "مسلح" في مستشفى الشفاء في غزة، وأن مئات آخرين استسلموا.
وادعى الجيش الإسرائيلي أن قواته التي تنفذ عمليات في مجمع الشفاء قتلت "مسلحين كانوا يتحصنون في المنطقة"، وأنها "عثرت على أسلحة"، وأن طائراته "قصفت أبنية تستخدم لإطلاق صواريخ مضادة للدبابات، ويعمل منها قناصون" في حي الرمال بالقرب من مجمع الشفاء.
وتنفي "حماس" أن يكون لها وجود عسكري في المستشفى، وقال متحدثون باسمها إن القتلى مدنيون.
وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت، الأحد، أن المستشفى لا يزال يضم 107 مرضى و50 عاملاً في المجال الصحي.
وذكر المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس بأن 21 مريضاً توفوا في مجمع الشفاء منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في 18 مارس السابق، مضيفاً أن المستشفى لا تتوافر فيه سوى زجاجة مياه واحدة لكل 15 شخصاً.
وهذه المرة هي الثانية ينفّذ فيها الجيش عملية في مستشفى الشفاء منذ اندلاع الحرب في غزة.
