أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج محادثات مباشرة، الثلاثاء، هي الأولى منذ لقائهما المباشر بكاليفورنيا في نوفمبر الماضي، بينما يتطلع البلدان لتجنّب التصعيد في علاقاتهما، قبيل تنصيب رئيس تايوان الجديد لاي تشينج تي في مايو المقبل.
وذكر البيت الأبيض أن بايدن وشي أجريا "مناقشة صريحة وبنّاءة بشأن مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية"، بما في ذلك "مجالات التعاون والاختلاف"، والدعم الصيني لروسيا.
واستعرض الجانبان القضايا الرئيسية التي ناقشها البلدان نوفمبر الماضي، بما في ذلك "التعاون في مجال مكافحة المخدرات، والاتصالات العسكرية الجارية، والمحادثات بشأن المخاطر المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، ومواصلة الجهود بشأن تغيّر المناخ والتبادلات الشعبية"، وفق بيان للبيت الأبيض.
القاعدة الصناعية الدفاعية الروسية
وعبّر بايدن عن مخاوفه بشأن دعم الصين لـ"القاعدة الصناعية الدفاعية الروسية، وتأثيرها على الأمن الأوروبي وعبر الأطلسي"، مشدداً على "التزام الولايات المتحدة الدائم بنزع السلاح النووي الكامل من شبه الجزيرة الكورية".
وأثار الرئيس الأميركي "المخاوف المستمرة" بشأن ما وصفها بـ"السياسات التجارية غير العادلة للصين، والممارسات الاقتصادية غير السوقية"، والتي اعتبر أنها "تضر بالعمال والأسر الأميركية".
"تايوان خط أحمر"
وأفاد البيت الأبيض، بأن بايدن أكد "أهمية الحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان"، فيما قال الرئيس الصيني إن "قضية تايوان هي الخط الأحمر الأول الذي لا يمكن تجاوزه في العلاقات الصينية الأميركية"، وفق وكالة "شينخوا" الصينية.
وشدد شي خلال الاتصال، على أنه يأمل أن يترجم الجانب الأميركي البيان الإيجابي الذي أدلى به بايدن بعدم دعم "استقلال تايوان" إلى أفعال، مضيفاً أن العلاقات الأميركية الصينية تُظهر إشارات على "الاستقرار"، ولكنه لفت إلى تزايد العوامل السلبية في هذه العلاقات.
وأكد شي ضرورة أن "يحترم الجانبان بعضهما البعض، والتعايش السلمي، وتحقيق تعاون مربح للجانبين، من خلال مواصلة المضي قُدماً على مسار مستقر وصحي ومستدام، بدلاً من العودة إلى الخلف".
إدارة الخلافات بـ"طريقة حكيمة"
وأشار شي إلى أنه يتعيّن على بكين وواشنطن "تعزيز الحوار بطريقة الاحترام المتبادل، وإدارة الخلافات بطريقة حكيمة".
ولفت في حديثه إلى الضغوط الأميركية على الصين بشأن التجارة والاقتصاد والتكنولوجيا، وقائمة العقوبات ضد الشركات الصينية، والتي "تتوسع" كل يوم.
وأكد الرئيس الصيني أن بلاده "لن تقف مكتوفة الأيدي إذا أصرت الولايات المتحدة على قمع تطوير التكنولوجيا المتطورة في الصين، وحرمانها من الحقوق التنموية المشروعة".
بدوره، قال بايدن إن "الولايات المتحدة ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع استخدام التقنيات الأميركية المتقدمة لتقويض أمنها القومي"، ولكن "من دون تقييد التجارة والاستثمار بشكل غير مبرر".
ورحّب الرئيسان بـ"الجهود الجارية للحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة وإدارة العلاقة بمسؤولية من خلال الدبلوماسية رفيعة المستوى، والمشاورات المرتقبة في الأسابيع والأشهر المقبلة"، بما في ذلك الزيارات المقررة لوزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت مسؤولة رفيعة في البيت الأبيض أن يلين ستزور الصين "في الأيام المقبلة"، فيما يتوجه إليها بلينكن "في الأسابيع المقبلة".
"دبلوماسية مكثفة"
وفي السياق ذاته، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، إن "المنافسة الشديدة تتطلب دبلوماسية مكثفة لإدارة التوترات ومعالجة المفاهيم الخاطئة ومنع الصراع".
وتوقّع المسؤول الأميركي "اتصالات عسكرية على المستوى الوزاري وبين القادة في الأشهر المقبلة".
وأكد المسؤول الأميركي: "نعمل من أجل حوار أميركي صيني عن الذكاء الاصطناعي في الأسابيع المقبلة، بهدف إدارة تحديات المخاطر والسلامة التي تفرضها الأشكال المتقدمة من الذكاء الاصطناعي".
وأردف: "نواصل المناقشات عبر القنوات الرئيسية بشأن القضايا المناخية والاقتصادية، وننظر في تعزيز العلاقات بين شعبي البلدين، من خلال إرسال التبادلات التعليمية وغيرها".
وقال المسؤول الأميركي: "لا نتوقع نتائج جديدة من هذه المكالمة، وهي تندرج في إطار سلوك الإدارة المسؤولة للعلاقة بين البلدين".
واختتم تصريحاته: "لقد كنا واضحين جداً في هذه اللقاءات رفيعة المستوى بشأن الدور الذي يجب أن تلعبه الصين واستخدام نفوذها مع إيران، لا سيما لوضع حد لهجمات الحوثيين (في اليمن) ضد السفن المدنية في البحر الأحمر".