الأمم المتحدة تطالب بتحقيقات "مستقلة" بشأن سقوط 196 موظف إغاثة في غزة

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش خلال مؤتمر صحافي في نيويورك. 5 أبريل 2024 - AFP
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش خلال مؤتمر صحافي في نيويورك. 5 أبريل 2024 - AFP
نيويورك-رويترز

طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الجمعة، بإجراء تحقيقات مستقلة بشأن جميع موظفي الإغاثة الذين لقوا حتفهم في قطاع غزة وعددهم 196، كما عبّر عن أمله في أن تزيد إسرائيل بسرعة وبشكل فعال إدخال المساعدات إلى القطاع.

وذكر جوتيريش أن "الحكومة الإسرائيلية أقرت بارتكاب أخطاء، ولكن المشكلة الرئيسية لا تكمن في من ارتكب الأخطاء، وإنما في الاستراتيجية والإجراءات العسكرية المطبقة، والتي تسمح بتكرار هذه الأخطاء مرة تلو الأخرى".

وأضاف: "إصلاح هذه الأخطاء يتطلب تحقيقات مستقلة وتغييرات ملموسة ومحسوبة على الأرض"، دون أن يوضح الجهة التي يمكن أن تجري هذه التحقيقات.

وتابع قائلاً: "سقط 196 موظف إغاثة، ونريد أن نعلم سبب قتل كل واحد منهم".

وتصاعد الغضب الدولي إزاء الأزمة الإنسانية في القطاع الفلسطيني الذي يسكنه 2.3 مليون نسمة، بعدما تسببت 3 غارات جوية إسرائيلية، الاثنين، في قتل 7 من موظفي مؤسسة "وورلد سنترال كيتشن" الخيرية ومقرها الولايات المتحدة.

وطالبت "وورلد سنترال كيتشن"، الجمعة، بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في الهجوم على قافلتها بقطاع غزة، معتبرة أن الجيش الإسرائيلي لا يمكنه إجراء تحقيق موثوق في "إخفاقاته" بالقطاع.

وتشن إسرائيل حرباً على قطاع غزة رداً على هجوم حركة "حماس" على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي. وتقول إسرائيل إن هجوم "حماس" أسفر عن سقوط 1200، واقتياد أكثر من 250 محتجزاً إلى غزة، فيما تشير بيانات سلطات الصحة في غزة إلى قتل تل أبيب ما يزيد على 33 ألفاً داخل القطاع.

"الأطفال يموتون في غزة"

وذكر جوتيريش أمام الصحافيين: "عندما تُغلق البوابات أمام المساعدات، تُفتح أبواب المجاعة. أكثر من نصف السكان، أي أكثر من مليون شخص، يواجهون جوعاً كارثياً. يموت الأطفال في غزة اليوم بسبب نقص الطعام والماء". وأضاف: "هذا يمكن تفاديه بالكامل".

وقال جوتيريش أيضاً إنه يشعر بـ"قلق بالغ" بسبب التقارير الواردة عن استخدام الجيش الإسرائيلي الذكاء الاصطناعي للمساعدة على تحديد الأهداف التي سُتقصف في غزة. وينفي الجيش الإسرائيلي استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد الأهداف، ومن يُشتبه في أنهم مسلحون.

وذكر جوتيريش: "يجب ألا يُسند أي جزء من قرارات الحياة والموت التي تؤثر في أسر بأكملها إلى حسابات اللوغاريتمات".

وتابع: "على مدى الأشهر الستة الماضية، تسببت حملة الجيش الإسرائيلي في موت ودمار من دون هوادة للفلسطينيين في غزة... احترام القانون الإنساني الدولي أصبح في حالة يرثى لها".

 "أخطاء جسيمة"

وقال الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق الجمعة، إن تحقيقاً أجراه في القصف الذي استهدف قافلة المساعدات خلّص إلى وجود أخطاء جسيمة وخرق للإجراءات.

وذكر أن رئيس الأركان هرتسي هاليفي قرر اتخاذ إجراءات عزل ضابطين كبيرين من منصبيهما بسبب الحادث، أحدها برتبة ميجر وصفه بأنه "قائد الإسناد اللوائي"، والآخر ضابط احتياط برتبة كولونيل قال إنه يشغل منصب "رئيس أركان اللواء"، ووجه توبيخاً رسمياً لضباط كبار من بينهم قائد القيادة الجنوبية.

من جهة أخرى، عقد مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة عضواً، اجتماعاً، الجمعة، لبحث المجاعة الوشيكة في غزة والهجمات على موظفي الإغاثة.

وقال سفير سلوفينيا لدى الأمم المتحدة، صامويل زبوجار: "لو كان اجتماعنا في شمال غزة، كانت بعض الوجبات ستفوتنا جميعاً، نحن الدول الخمسة عشرة الأعضاء.. سيمضي 10 منا أياماً وليالي كاملة دون تناول الطعام.. وسيكون نصفنا في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية".

ودعا راميش راجا سينجهام، مسؤول الإغاثة البارز بالأمم المتحدة، في كلمته أمام المجلس جميع الدول إلى المساعدة على وقف انتهاكات القانون الإنساني "من خلال الضغط الدبلوماسي والاقتصادي وربط صادرات الأسلحة بالامتثال لقواعد الحرب والتعاون في مكافحة الإفلات من العقاب".

وقالت السفيرة البريطانية بالأمم المتحدة، باربرا وودوارد، إنه لا ينبغي أبداً استهداف موظفي الإغاثة، وأضافت: "يجب على إسرائيل أن تبذل مزيداً من الجهد لحمايتهم وضمان سلامتهم، حتى يتمكنوا من تقديم المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة التي تشتد الحاجة إليها".

ووافقت إسرائيل على إعادة فتح معبر "إيريز" المؤدي إلى شمال غزة وعلى الاستخدام المؤقت لميناء أسدود في جنوب إسرائيل، بعد أن طالب الرئيس الأميركي جو بايدن باتخاذ خطوات لتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة، قائلاً إن الدعم الأميركي لإسرائيل قد يكون مشروطاً، إذا لم تتخذ إسرائيل إجراء.

تصنيفات

قصص قد تهمك