الجيش الصيني يحقق بقضية فساد جديدة.. والمتهم مسؤول رفيع

دبي-الشرق

فتحت سلطات مكافحة الفساد الصينية تحقيقاً مع مسؤول تنفيذي رفيع في شركة "مجموعة تكنولوجيا الإلكترونيات الصينية" (CETC)، وهي واحدة من أكبر شركات توريد المعدات العسكرية الكبرى في البلاد، في تطور اعتبرته صحيفة "فايننشيال تايمز" إشارة جديدة على الاضطرابات التي تجتاح المؤسسة العسكرية بالبلاد.

ويأتي التحقيق مع هي وينز هونج، نائب المدير العام لشركة "مجموعة تكنولوجيا الإلكترونيات الصينية"، وهي شركة خاضعة للعقوبات الأميركية، في أعقاب تغييرات أجريت في الجيش الصيني، العام الماضي، عندما تم استبدال الجنرالين اللذين كانا يقودان وحدة الصواريخ، التي تقول الصحيفة إنها تسيطر على الصواريخ النووية الأرضية في الصين. 

وفي الوقت نفسه تقريباً، اختفى أيضاً وزير الدفاع الصيني لي شانج فو عن المشهد العام، حيث تم استبداله في وقت لاحق. ولم تقدم السلطات الصينية أي تفاصيل عن قضية هي، أو ما إذا كانت مرتبطة بتحقيق وحدة الصواريخ أو إقالة لي.

وتعمل "مجموعة تكنولوجيا الإلكترونيات الصينية" عن كثب مع الجيش الصيني لإنتاج مجموعة كبيرة من المعدات العسكرية عالية التقنية، بينها رادارات الإنذار المبكر.

وقالت اللجنة المركزية لمراجعة الانضباط التابعة للحزب الشيوعي ولجنة الرقابة الوطنية الحكومية، في بيان، إن "هي وينز هونج يُشتبه في ارتكابه انتهاكات خطيرة بحق الانضباط والقانون، ويخضع حالياً لمراجعة تأديبية وتحقيق رقابي".

وتضم "مجموعة تكنولوجيا الإلكترونيات الصينية"، التي تتشكل من 46 معهداً للأبحاث الإلكترونية و26 شركة مملوكة للدولة، 200 ألف موظف، ما يجعلها أكبر مجموعة دفاعية في العالم.

وتقول "مجموعة تكنولوجيا الإلكترونيات الصينية" إنها مجموعة الصناعات العسكرية المحلية الوحيدة في الصين التي "تخدم جميع فروع الجيش، بما في ذلك تلك التي تعمل في مجال الفضاء".

سلسلة إقالات

وإلى جانب الرادارات، تعمل "مجموعة تكنولوجيا الإلكترونيات الصينية" في تصميم أسراب الطائرات المسيرة وأنظمة الملاحة والحرب الإلكترونية. وتأتي مجموعة معدات المراقبة "هيكفيجين"، التي تخضع أيضاً للعقوبات الأميركية، ضمن عشرات الشركات التابعة لـ "مجموعة تكنولوجيا الإلكترونيات الصينية".

وعمل هي وينز هونج مديراً لمعهد الأبحاث الـ11 التابع للمجموعة، والذي يدرس تكنولوجيا كاشفات ليزر الحالة الصلبة والأشعة تحت الحمراء التي يمكن استخدامها في الأسلحة الموجهة بدقة.

والعام الماضي، قالت لجنة الانضباط إنه "تم العثور على بعض المشكلات، وتم تلقي بعض الأدلة بشأن قضايا تتعلق ببعض القادة" خلال عمليات تفتيش سابقة في "مجموعة تكنولوجيا الإلكترونيات الصينية"، ما أدى إلى "القيام ببعض أعمال التصحيح" خلال ذلك العام، وفقاً لما قالته الشركة.

وإلى جانب "هيكفيجين"، تمتلك "مجموعة تكنولوجيا الإلكترونيات الصينية" أيضاً أسهما في مجموعات محلية أخرى مرتبطة بالجيش، مثل Taiji Computer، وGuorui Technology، وSichuang Electronics، وPhenix Optics.

وجاء اختفاء وزير الدفاع السابق في نهاية أغسطس بعد 6 أسابيع من إعلان اللجنة العسكرية المركزية، وهي أعلى جهاز عسكري في الصين ويرأسها الرئيس شي جين بينج، إجراء تحقيق فساد في إدارة تطوير المعدات التابعة لها.

وتعتبر هذه الإدارة مسؤولة عن تطوير وحيازة أسلحة جديدة، وتولى لي قيادتها لمدة 5 سنوات، حتى تمت ترقيته إلى اللجنة العسكرية المركزية قبل عام.  

وعمل عدد من كبار الضباط الذين تم عزلهم من قيادة وحدة الصواريخ، العام الماضي، في وقت سابق مع لي في إدارة تطوير المعدات، رغم أن بعض الأشخاص المطلعين على الأوضاع قالوا للصحيفة الأميركية إن عزلهم "مرتبط بالاشتباه في ضلوعهم في تسريب أسرار".

واختفى وزير الخارجية الصيني السابق وسفير الصين لدى الولايات المتحدة، تشين جانج، في ظروف غامضة عن المشهد العام، في يونيو، وحل محله رسمياً وزير آخر بعد شهر.

وبينما يُعد اختفاء المسؤولين في الصين "أمراً شائعاً"، اعتبر محللون أن إقالة وزراء مثل لي وتشين "غير عادية إلى حد كبير" و"إشارة إلى وجود اضطرابات داخل الحكومة"، بحسب "فايننشيال تايمز".

تصنيفات

قصص قد تهمك