قال العضو الديمقراطي البارز بلجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي جريجوري ميكس، الثلاثاء، إنه ليس مستعداً بعد للتوقيع على بيع العشرات من مقاتلات F-15 الأميركية، والذخائر المرتبطة بها لإسرائيل، مشدداً على ضرورة الحصول على "ضمانات" بشأن كيفية استخدامها.
وفي مقابلة مع شبكة CNN الأميركية، قال ميكس إنه سيسعى للحصول على إجابات بشأن عملية البيع المقترحة في جلسات إحاطة سرية من المقرر أن تُعقد خلال الأسبوع الجاري بواشنطن.
وأوضحت الشبكة أن ميكس يتمتع بحق النقض "فيتو" ضد أي عمليات بيع أسلحة مقترحة، باعتباره أحد المشرعين البارزين في اللجنة المعنية بالموافقة على صفقات بيع الأسلحة، ما يجعل تصريحاته "جديرة بالاهتمام".
وأفاد ميكس: "أود التأكد من أنني على دراية بأنواع الأسلحة والغرض من استخدامها"، فيما لم يقدم إجابة مباشرة عندما سئل عما إذا كان سيدعم الجهود المبذولة لمنع عملية البيع.
وأضاف: "لا أريد أن تُستخدم أنواع الأسلحة التي تمتلكها إسرائيل لإسقاط مزيد من الضحايا، وأود التأكد من وصول المساعدات الإنسانية"، لافتاً إلى أنه "لا يريد أن يموت الناس جوعاً"، كما "يرغب في أن تطلق (حماس) سراح المحتجزين"، و"يود التوصل إلى حل قائم على وجود دولتين".
الصفقة الأكبر
ومنذ هجوم 7 أكتوبر الماضي، نفذت الولايات المتحدة أكثر من 100 عملية بيع معدات عسكرية لإسرائيل، وتقل قيمة معظم هذه المبيعات عن المبلغ المحدد الذي يتطلب إخطار الكونجرس، بحسب ما نقلته CNN عن مسؤول مطلع.
وتدرس إدارة الرئيس جو بايدن بيع ما يصل إلى 50 طائرة مقاتلة أميركية جديدة من طراز F-15، و30 صاروخاً "جو-جو متوسط المدى" من طراز AIM-120، وعدداً من مجموعات ذخيرة الهجوم المباشر المشترك، والتي تحول القنابل غير الموجهة إلى أخرى موجهة بدقة.
واعتبرت المصادر أن هذه الصفقة "أكبر مبيعات عسكرية أميركية لإسرائيل منذ أن هجوم الـ7 أكتوبر"، فيما قال أشخاص مطلعون، إن صفقة بيع مقاتلات F-15 بقيمة 18 مليار دولار تُعد كبيرة بما يكفي وتتطلب إخطار الكونجرس.
وأخطرت الإدارة الأميركية بشكل غير رسمي لجنتي الشؤون الخارجية والعلاقات الخارجية بمجلس النواب بصفقة البيع في أواخر يناير الماضي، بحسب CNN.
انتقادات متصاعدة
يأتي هذا وسط تصاعد الانتقادات داخل وخارج الحكومة الأميركية، والتي تُحمّل بايدن مسؤولية الحد من مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، في ظل ارتفاع عدد الضحايا في غزة.
وحتى أعضاء الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه بايدن انتقدوا إسرائيل بشدة مؤخراً بسبب عملياتها في القطاع، وجاء في رسالة وجّهها السناتور الديمقراطي كريس فان هولن شملت قائمة موقّعيها تيم كاين وديك داربن وبيرني ساندرز، أن تحذير الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة في غزة "يفيد بكل وضوح بأن حكومة بنيامين نتنياهو لا تبذل الجهود الكافية لإتاحة وصول المساعدات إلى أشخاص يتضورون جوعاً، ويتملكهم اليأس في غزة".
ودعا زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ تشاك شومر، وهو أرفع مسؤول يهودي بالحكومة الأميركية وحليف قوي تاريخياً لإسرائيل، الشهر الماضي، إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل، ما أثار غضب حكومة نتنياهو.
كما تأتي صفقة الأسلحة المرتقبة وسط خلاف بين الديمقراطيين بشأن ما إذا كان ينبغي لبايدن الاستفادة من مبيعات الأسلحة، في جهوده للضغط على نتنياهو لعدم اجتياح مدينة رفح جنوب القطاع، والتي نزح إليها أكثر من مليون مدني.
