أثارت وكالة "مهر" الإيرانية شبه الرسمية الخميس، لغطاً بعد أن نشرت خبراً يفيد بأن وزير الدفاع محمد رضا أشتياني أعلن وقف كافة الرحلات الجوية في سماء طهران اعتباراً من منتصف ليل الخميس، بسبب تدريبات عسكرية، قبل أن تحذف الوكالة الخبر، وتنفي نشره من الأساس، فيما علقت شركة لوفتهانزا رحلاتها من وإلى طهران، فيما حضت روسيا مواطنيها إلى عدم السفر إلى إسرائيل ولبنان والأراضي الفلسطينية.
وجاء نشر الخبر وحذفه، وسط حالة تأهب في المنطقة تحسباً لضربة إيرانية كبيرة، قالت مصادر أميركية مطلعة إنها "وشيكة" ضد إسرائيل، رداً على استهداف قنصلية طهران في دمشق مطلع أبريل.
وأوردت وسائل إعلام أجنبية بينها "رويترز" وعدة وكالات الخبر الذي نشرته "مهر"، قبل أن تقول الوكالة على منصة (إكس)، إن "وسائل إعلام أجنبية نشرت أن وكالة مهر للأنباء نقلت عن وزير الدفاع قوله إن كل الحركة الجوية فوق طهران ستتوقف اعتباراً من منتصف الليل بالتوقيت المحلي بسبب (المناورات العسكرية)؛ هذا الخبر كاذب بالأساس، ولا يوجد مثل هذا الخبر في وكالة مهر للأنباء".
وفي السياق، حضت وزارة الخارجية الروسية الخميس، مواطنيها بشدة على الامتناع عن السفر إلى مناطق في الشرق الأوسط خاصة إسرائيل ولبنان والأراضي الفلسطينية.
وأتت الحادثة والتحذيرات الروسية، وسط توقعات أميركية بأن إيران أو أذرعها على وشك شن "هجمات كبيرة" بصواريخ أو بطائرات مسيرة ضد أهداف عسكرية وحكومية في إسرائيل، رداً على استهداف قنصلية طهران في دمشق، بحسب ما ذكرته مصادر مطلعة على معلومات استخباراتية الأربعاء، لـ"بلومبرغ".
ورجحت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن يتم الهجوم المحتمل، الذي قد تستخدم فيه صواريخ عالية الدقة، خلال "الأيام المقبلة".
وذكر مصدر أن "ثمة اعتقاد، بناءً على تقييمات الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية، أن الأمر هو مسألة وقت، وليس مجرد احتمالية".
وهددت إيران خلال الأيام الأخيرة، بضرب إسرائيل رداً على هجوم استهدف قنصليتها بالعاصمة السورية دمشق، في الأول من أبريل الجاري، ما أسفر عن سقوط مسؤولين عسكريين إيرانيين رفيعي المستوى.
ولم تعترف تل أبيب صراحة بأنها وراء هذا الهجوم، على الرغم من أنها تتبع تقليدياً سياسة الغموض، بشأن العمليات في سوريا ولبنان وأماكن أخرى.
وقالت مصادر لـ"بلومبرغ"، إنه تم إبلاغ حلفاء إسرائيل الغربيين بأن المنشآت الحكومية والعسكرية الإسرائيلية قد تكون مستهدفة، ولكن لا يُتوقع استهداف منشآت مدنية، مشيرةً إلى أن المسؤولين الأميركيين يساعدون إسرائيل في التخطيط وتبادل تقييمات الاستخبارات.
"إسرائيل ستعاقب"
والأربعاء، قال مرشد إيران الأعلى علي خامنئي، إن إسرائيل "ستُعاقب" بعد الضربة التي دمّرت مبنى قنصلية طهران في دمشق، معتبراً أن الأخيرة "ارتكبت خطأً" بهجومها على القنصلية، بينما هدد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بالرد في الأراضي الإيرانية، إذا شنت طهران هجوماً على إسرائيل.
وقال خامنئي خلال خطبة صلاة عيد الفطر في طهران، إن "الكيان الخبيث أخطأ في الهجوم على قنصليتنا، وعليه أن يعاقب وسينال العقاب على ذلك"، حسبما نقلت عنه وكالة "تسنيم" الإيرانية شبه الرسمية.
وبعد دقائق على نشر نص كلمة خامنئي، كتب وزير الخارجية الإسرائيلي على منصة "إكس" باللغتين الفارسية والعبرية، "إذا شنت إيران هجوماً من أراضيها سترد إسرائيل في داخل إيران".
لوفتهانزا تعلق رحلاتها لطهران
وقالت شركة لوفتهانزا الألمانية الأربعاء، إنها علقت رحلاتها من وإلى طهران؛ بسبب الوضع في منطقة الشرق الأوسط.
وذكر متحدث باسم الشركة لرويترز "نراقب الوضع في الشرق الأوسط باستمرار، وعلى اتصال وثيق مع السلطات. سلامة الركاب وأفراد الطاقم هي الأولوية القصوى للوفتهانزا".
ولوفتهانزا والخطوط الجوية النمساوية التابعة لها هما الشركتان الغربيتان الوحيدتان اللتان تسيران رحلات دولية إلى طهران، والتي تقدم خدماتها في الغالب شركات طيران تركية وشرق أوسطية.
ولا يزال من المقرر أن تسير الخطوط الجوية النمساوية، التي تدير خدمة مباشرة بين فيينا وطهران 6 مرات في الأسبوع، رحلة إلى طهران الخميس، وفق ما يشير إليه موقعها على الإنترنت وموقع فلايت رادار 24.
ولم تصدر بعد تصريحات من شركات الطيران الدولية الأخرى التي تسير رحلات إلى طهران.
قائد القيادة المركزية الأميركية يزور إسرائيل
وقال مسؤولان إسرائيليان لموقع "أكسيوس" الإخباري، الأربعاء، إنه من المتوقع أن يزور قائد القيادة المركزية الأميركية "سينتكوم" CENTCOM، الجنرال إريك كوريلا إسرائيل، الخميس، لتنسيق الجهود بشأن تهديدات هجوم إيران ووكلائها المحتمل على إسرائيل.
وتوقع "أكسيوس" أن يجتمع كوريلا مع كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي، ووزير الدفاع يوآف جالانت، فيما قال مسؤول دفاعي أميركي، إن "سياسة وزارة الدفاع هي عدم مناقشة سفر الضباط الكبار من أجل أمن العمليات".
ونقل الموقع عن مصادر قولها، إن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين من مختلف الوكالات تحدثوا خلال الأيام القليلة الماضية من أجل التحضير للرد الإيراني المحتمل.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير، إن "إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة ما إذا كان بإمكانها المساعدة في الحد من الرد الإيراني، من خلال إبراز قوتها في المنطقة، وإرسال رسائل تحذيرية خاصة وعامة إلى الإيرانيين".