دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، الفلسطينيين إلى "الوحدة" في مواجهة إسرائيل، وذلك في ختام لقائه رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية، وعدد من قيادات الحركة في إسطنبول.
وقالت الرئاسة التركية في بيان، إن اللقاء الذي تم في قصر دولمة بهتشة الرئاسي بإسطنبول، بحث "الهجمات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، وفي مقدمتها غزة".
وأكد أردوغان خلال اللقاء، أن "تركيا ستواصل مساعيها الدبلوماسية للفت أنظار المجتمع الدولي إلى الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون"، لافتاً إلى أن "إسرائيل ستدفع حتماً يوماً ما ثمن الظلم الذي تمارسه على الفلسطينيين".
وشدد الرئيس التركي على "الأهمية البالغة لوحدة الصف الفلسطيني في التحرك خلال هذه المرحلة"، معتبراً أن "الرد الأقوى على إسرائيل والطريق إلى النصر يتطلبان الوحدة والنزاهة".
وقالت قناة TRT التركية، إن الجانبين بحثا الوضع في غزة، والمساعدات المقدمة للقطاع، والخطوات الواجب اتخاذها لتحقيق وقف إطلاق النار والسلام، لافتةً إلى أن تركيا "تواصل خطواتها الدبلوماسية لإنهاء الهجمات الإسرائيلية اللاإنسانية في أقرب وقت ممكن، لذلك تقوم بحركة مفاوضات مكثفة".
وحضر اللقاء "المغلق" الذي استمر أكثر من ساعتين ونصف ساعة، عدد من قيادات الحركة بينهم رئيس "حماس" في الخارج خالد مشعل، أما من الجانب التركي، فقد حضر وزير الخارجية هاكان فيدان، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن، ورئيس دائرة الاتصال في الرئاسة فخر الدين ألطون، وكبير مستشاري الرئيس لشؤون السياسة الخارجية والأمن عاكف تشاغاطاي قليج.
وأشار مكتب الرئاسة التركية، إلى أنه من غير المقرر عقد أي مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع الأول بين الجانبين منذ بدء الحرب في غزة، بحسب وكالة "فرانس برس".
وكان أردوغان أكد، الجمعة، هذه الزيارة وهي الأولى التي يلتقي فيها هنية وجهاً لوجه منذ يوليو 2023، من دون أن يكشف الهدف منها، لكنه أضاف للصحافيين: "دعونا نحتفظ بجدول الأعمال لنا وللسيد هنية"، في حين أوضحت "حماس" في بيان، أن الحرب في قطاع غزة ستكون على جدول أعمال المحادثات.
وكان قد التقى هنية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الذي اجتمع معه مطولاً، الأربعاء الماضي، في العاصمة القطرية الدوحة، حيث بحث الجانبان قضية المساعدات الإنسانية، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، إضافة إلى ملف المحتجزين الإسرائيليين.
وتأتي زيارة هنية هذه في وقت قالت قطر التي تقوم بدور محوري في المفاوضات بين إسرائيل و"حماس"، إنها تريد "تقييم" دورها، بينما تراوح المفاوضات التي تهدف إلى التوصل إلى هدنة وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، مكانها.
"حزب سياسي"
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال زيارته للدوحة، إن ممثلي الحركة "كرروا له أنهم يقبلون بإنشاء دولة فلسطينية ضمن حدود 1967"، وبالتالي، ضمنياً وجود دولة إسرائيل "والتخلي عن الكفاح المسلح بعد إنشاء الدولة الفلسطينية".
وأوضح فيدان أن "(حماس) لن تحتاج بعد ذلك إلى وجود جناح مسلح، وستستمر في الوجود كحزب سياسي"، معرباً عن سعادته بتلقي مثل هذه الرسالة.
وكشف الوزير التركي، أن "بعض الجهات الفاعلة في الغرب تنظر بإيجابية إلى الجهود المكثفة الرامية لإحلال السلام الدائم على أساس حل الدولتين لكن لديها قلق بشأن (حماس)".
وأعرب عن أسفه حيال "تأثر بعض الفاعلين الدوليين من الدعاية الإسرائيلية التي تحاول وصف (حماس) بأنها منظمة إرهابية مثل (داعش) وليست حركة مقاومة وطنية"، مضيفاً أنه "تبادل وجهات النظر مع قادة (حماس) بشأن كيفية التعبير بوضوح عن وجهات نظرهم وتطلعاتهم، خاصة فيما يتعلق بحل الدولتين".