كازينوهات لاس فيجاس.. كيف أصبحت سلاح بايدن ضد ترمب؟

الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث إلى صحافيين خلال زيارة إلى لاس فيجاس بولاية نيفادا الأميركية. 5 فبراير 2024 - AFP
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث إلى صحافيين خلال زيارة إلى لاس فيجاس بولاية نيفادا الأميركية. 5 فبراير 2024 - AFP
لاس فيجاس -أ ف ب

يملك الديمقراطيون سلاحاً فعّالا في ولاية نيفادا، حيث يستعد جيش من عاملات التنظيف والطبّاخين والنُدل لدعم الرئيس جو بايدن مرة جديدة ضد سلفه الجمهوري دونالد ترمب في هذه الولاية المتأرجحة التي قد تساهم في حسم نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وتمثل نقابة عمال الكازينوهات والفنادق "كوليناري يونيون" (Culinary Union)، التي تضم 60 ألف عضو، مؤسسة حقيقية في لاس فيجاس وباقي هذه المنطقة من الغرب الأميركي.

وسمح وزنها الانتخابي لهيلاري كلينتون في 2016 ثم جو بايدن في 2020 بالفوز بالولاية بفارق ضئيل على ترمب.

وقال سكرتير الهيئة وأمين صندوقها تيد باباجورج: "بحلول موعد الانتخابات، سيكون لدينا 500 عضو في النقابة يعملون على مدار الساعة للدق على الأبواب وتسجيل الناس للإدلاء بأصواتهم ونقلهم إلى مراكز الاقتراع"، مضيفاً: "يجب التصويت، إنها الوسيلة الوحيدة للفوز".

ونيفادا من الولايات القليلة التي يمكن أن ترجح كفة الانتخابات في نوفمبر. ويعيش 75% من سكان هذه المنطقة الصحراوية في لاس فيجاس، المحطة المحورية في الحملة الانتخابية.

وفي 2016، قامت كلينتون بعدة زيارات إلى المدينة حيث التقت عمال الفنادق وأعضاء النقابة، وكانت نيفادا من الولايات الأساسية النادرة التي فازت فيها، ولو أنها في نهاية المطاف خسرت سباق انتخابات الرئاسة الذي فاز به دونالد ترمب.

وبعد أربع سنوات، هزم بايدن ترمب في نيفادا بفارق ضئيل لم يتجاوز 33 ألف صوت.

"وزن ثقيل"

وقصد الرئيس الديمقراطي ونائبته كامالا هاريس مراراً هذه الولاية في الأشهر الماضية، وانضم بايدن إلى مضربين، في بادرة لافتة مبدياً دعمه  لنقابة عمال الكازينوهات والفنادق، التي حصلت مؤخراً على زيادات كبيرة في الأجور لأعضائها.

وتتمتّع النقابة بثقل سياسي كبير في نيفادا، فهي تملك قاعدة من المنتسبين شديدة التنوع؛ إذ إن 60% من أعضائها متحدرون من أميركا اللاتينية و55% منهم نساء. كما تملك ماكينة سياسية هائلة لتعبئة الناخبين قادرة على نشر متطوعين للدق على أبواب آلاف الناخبين في الولاية البالغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة.

وقال باباجورج: "إننا نلعب دوراً مهماً جدا". وتقوم المنظمة هذه السنة بجمع أموال لدفع أجور مئات العمال، حتى يتمكنوا من أخذ عطلة ليجوبوا الشوارع مجدداً.

وأضاف: "يتطوعون لثلاثة إلى ستة أشهر خلال السنة الانتخابية، يجولون على الأحياء كل يوم لعشر ساعات في اليوم وسط درجة حرارة تصل إلى 40 درجة"، مضيفاً: "إنهم عمال يتكلمون إلى عمال، هكذا نحرّك أصوات الطبقة العمالية في نيفادا".

وأصبح حجم النقابة أكبر بثلاث مرات منذ أواخر الثمانينات. ونجحت في انتزاع زيادات بالأجور سمحت لموظفي الفنادق والمطاعم في نيفادا بالارتقاء إلى الطبقة الوسطى والوصول إلى أسلوب حياة غير متاح لنظرائهم في باقي الولايات المتحدة.

وعند كل استحقاق انتخابي، تؤيد المنظمة مرشحاً يدعم النقابات. وفي هذا السياق، ساندت في بعض الأحيان مرشحين جمهوريين.

بايدن "أفضل رئيس"

وتقف النقابة بحزم في هذه الانتخابات إلى جانب بايدن، الذي يقول باباجورج إنه "أفضل رئيس رأيته في حياتي للعمال والعائلات والنقابات".

وفيما تبقى المناطق الريفية من نيفادا محافظة تاريخياً، تعتزم النقابة أن تنشط في لاس فيجاس ورينو، وهما مدينتان تجتذبان ناخبين أكثر شباباً وتنوعاً إثنياً، غالباً ما يميلون إلى مقاطعة العمليات الانتخابية.

وقال باباجورج إن "نسبة المشاركة أساسية في نيفادا، وهنا يأتي دور الاتحاد". غير أن المعركة صعبة هذه السنة في نيفادا حيث تخطى عدد الناخبين المسجلين كمستقلين عدد الديمقراطيين.

وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم طفيف لترمب في الولاية، فيما يبدو الناخبون من أصول لاتينية وإفريقية أقل رفضاً للملياردير الجمهوري بعدما أيدوا بايدن بنسب عالية في 2020، لكن باباجورج قال: "ما زال الوقت مبكراً، لسنا قلقين للغاية".

وتعتزم النقابة التركيز على الدفاع عن حق الإجهاض الذي تدعمه إدارة بايدن، وتعاملها المتوازن مع مسألة الهجرة، بعيداً عن خطاب ترمب الناري بهذا الصدد.

غير أن الاقتصاد يبقى عقبة أمام الرئيس، إذ تشهد نيفادا نسبة بطالة هي من الأعلى في الولايات المتحدة، وزيادة هائلة في كلفة المعيشة وأسعار العقارات.

وإن كان بايدن نجح في النهوض بالاقتصاد الأميركي بعد أزمة وباء فيروس كورونا، إلا أنه يصطدم بتضخم لا يزال مرتفعاً.

وأقر بابا جورج بأن المعركة "ستكون أكثر شدة" منها في الانتخابات السابقة، مضيفاً: "ثمة أمور كثيرة على المحك، نيفادا لها وزنها".

تصنيفات

قصص قد تهمك