مسؤولون يكشفون أسباب تراجع إسرائيل عن هجوم واسع ضد إيران

دبي-الشرق

قال 3 مسؤولين إسرائيليين، الاثنين، إن إسرائيل تخلت عن خطط لتوجيه ضربة عسكرية مكثفة لإيران بعد ضغوط دبلوماسية من الولايات المتحدة وعدد من حلفاء تل أبيب، و"إحباط" الهجوم الإيراني  على إسرائيل، الجمعة.

وأضاف المسؤولون أن الهجوم كان يهدف لإظهار تعقيد القدرات الإسرائيلية وقدرة تل أبيب على تجاوز الدفاعات الجوية الإيرانية بتوجيه ضربة لوسط إيران حيث توجد منشآت نووية، عبر مقاتلات على بعد مئات الأميال من المجال الجوي الإيراني.

وأشار المسؤولون، في تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إلى أن القادة الإسرائيليين ناقشوا، الأسبوع الماضي، خططاً لضرب عدة أهداف عسكرية إيرانية، بما في ذلك أهداف قرب العاصمة طهران، رداً على هجوم 13 أبريل، الذي استخدمت فيه إيران نحو 300 مسيرة وصاروخ باليستي في أول هجوم موجه من داخل أراضيها على إسرائيل، التي لم تعلن عن أي خسائر بشرية أو مادية، وقالت إنها نجحت في صد الهجوم، المعلن موعده مسبقاً، بتعاون أميركي وفرنسي وبريطاني، قبل وصول المسيرات إلى إسرائيل.

وقالت الصحيفة إن هجوماً إسرائيلياً كهذا، في حالة وقوعه، كان سيزيد من فرص هجوم إيراني مضاد بما يدفع الشرق الأوسط إلى "حافة نزاع إقليمي كبير".

وأشارت إلى أنه في نهاية المطاف، وبعد أن حض الرئيس الأميركي جو بايدن ووزيرا الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون والألمانية أنالينا بيربوك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على منع حرب أوسع، اختارت إسرائيل القيام بضربة محدودة، الجمعة، وتجنب إحداث ضرر كبير، ما قلص من إمكانية تصعيد محتمل، في الوقت الحالي على الأقل.

ووقعت انفجارات في مدينة أصفهان، صباح الجمعة، فيما وصفته مصادر بأنه هجوم إسرائيلي، لكن طهران شككت في الواقعة، وأشارت إلى أنها لا تعتزم الانتقام.

صواريخ من خارج المجال الإيراني

ولكن "نيويورك تايمز"، أشارت إلى أن الإسرائيليين يرون، مع ذلك، أن الهجوم المحدود أظهر لإيران اتساع وتعقيد الترسانة العسكرية الإسرائيلية.

وبدلاً من إرسال مقاتلات إسرائيلية إلى المجال الجوي الإيراني، أطلقت إسرائيل عدداً صغيراً من الصواريخ من مقاتلات تمركزت على بعد مئات الأميال غرباً، وفق ما ذكر المسؤولون الإسرائيليون ومسؤول غربي مطلع على تفاصيل الهجوم.

وأرسلت إسرائيل أيضاً عدداً صغيراً من المسيرات الهجومية المعروفة باسم "كواد كوبترز" لإرباك الدفاعات الجوية الإيرانية، بحسب المسؤولين الإسرائيليين.

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن المنشآت العسكرية الإيرانية تعرضت لهجمات من تلك المسيرات على مدار السنوات الماضية، وقالت إيران، في أكثر من مرة، إنها لا تعرف مصدر المسيرات، في زعم فسره خبراء على أنه "تردد إيراني" في الرد على تلك الهجمات.

منطقة استراتيجية تحوي منشآت نووية

واستهدف أحد الصواريخ الإسرائيلية بطارية صواريخ دفاع جوي في منطقة استراتيجية هامة بوسط إيران، فيما انفجر صاروخ آخر في الجو، وفق أحد المسؤولين.

وقال مسؤول إسرائيلي إن القوات الجوية الإسرائيلية دمرت الصاروخ الثاني عمداً ما أن أصبح واضحاً لدى إسرائيل أن الصاروخ الأول أصاب هدفه، لتجنب إحداث "ضرر كبير".

وقال مسؤول غربي إنه يمكن القول ببساطة إن الصاروخ الثاني قد تعرض لخلل.

وأشار المسؤولون الإسرائيليون إلى أن تل أبيب تعمدت في هجومها أن تسمح لإيران بالمضي قدماً دون رد على الرد، بينما توجه لطهران رسالة تفيد بأن إسرائيل طورت قدرات لضرب إيران دون الحاجة إلى دخول مجالها الجوي وتجاوز الدفاعات الإيرانية قبل تفعيلها.

وذكروا أن إسرائيل أملت في أن تظهر قدرتها على ضرب بطاريات صواريخ الدفاع الجوي في منطقة بوسط إيران، تضم عدة منشآت نووية كبيرة، بما ذلك موقع لتخصيب اليورانيوم في نطنز.

وكانت تحليلات عديدة ذهبت إلى أن إيران وإسرائيل لم تذهبا أبداً إلى التفكير في شن هجوم حقيقي على الآخر، وأن الهدف كان الحفاظ على ماء الوجه، فجاء الإبلاغ الإيراني المسبق عن الهجوم وموعده، بينما اكتفت إسرائيل بشن "هجوم صوري" عبر مسيرات أو صواريخ وصفها وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان بأنها "أشبه بألعاب الأطفال". 

إيران: ألعاب أطفال

ورفض وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الاعتراف بأن إسرائيل كانت وراء الهجوم على بلاده، الجمعة، ساخراً من الأسلحة التي تم استخدامها إذ وصفها بأنها أشبه بـ"ألعاب الأطفال".

وأضاف عبد اللهيان في أول مقابلة منذ الرد الإسرائيلي على الهجوم الذي شنته طهران مع شبكة NBC الأميركية: "ما حدث الليلة الماضية لم يكن ضربة، فلم تكن طائرات بدون طيار ولكنها أشبه بالألعاب التي يلعب بها أطفالنا". 

 وقال عبد اللهيان، في المقابلة التي أجريت في نيويورك على هامش جلسة لمجلس الأمن الدولي، إن إيران لا تخطط للرد إلا في حال شنت إسرائيل هجوماً كبيراً، مشيراً إلى أن الأخيرة لم تعلن مسؤوليتها عن الهجمات، وأن بلاده لا تزال تحقق في ما حدث. 

صمت أميركي

ولاذت إدارة بايدن بالصمت عقب الهجوم، وأفاد مسؤولون أميركيون بعدة وكالات حكومية، الجمعة، بأن إدارة الرئيس جو بايدن أمرتهم بعدم التحدث علناً عن الضربة "الانتقامية" الإسرائيلية.

ورأت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن هذه التصريحات تسلط الضوء على مدى حساسية الوضع، والرغبة في إدارة التهديد بالعنف المتصاعد في المنطقة.

ورفض المسؤولون في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، ووزارة الدفاع (البنتاجون)، ووزارة الخارجية، ووكالات أخرى التعليق، على الضربة.

وقال بعض المسؤولين إنهم تلقوا تعليمات بعدم التصريح في شيء يشبه "الأمر بحظر النشر"، في حين ذكرت الصحيفة أنه يبدو أن الأضرار الناجمة عن الضربة الإسرائيلية في وسط إيران كانت "محدودة"، ما يترك الباب مفتوحاً أمام إمكانية تجنب الطرفين الحرب.

تصنيفات

قصص قد تهمك