لازاريني: نعمل على تطوير خطة عمل تتضمن جدولاً زمنياً وميزانية

لجنة تحقيق دولية: إجراءات حياد الأونروا "قوية".. وإسرائيل لم تقدم أدلة أساسية

نيويورك-حسين إبراهيم

خلصت مراجعة بشأن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اطلعت عليها "الشرق"، أنه على الرغم من زعم إسرائيل "مشاركة عدد كبير" من موظفي الوكالة في هجوم 7 أكتوبر، إلّا أنها "لم تقدم أدلة أساسية" على ذلك،

وأفاد تقرير مجموعة المراجعة المستقلة للأونروا، بأن الوكالة وضعت عدداً كبيراً من الآليات والإجراءات لضمان التزامها بالمبادئ الإنسانية، بالتركيز على مبدأ الحياد. وقال إنها تتبع نهجاً للحياد أكثر تطوراً من أي جهة أخرى مشابهة أممية أو غير حكومية.

وأشار التقرير إلى أن الأونروا وضعت إطار عمل للحياد عام 2017، وقال إنها منذ ذلك الوقت وضعت وحدثّت عدداً كبيراً من السياسات والآليات والتدبير لضمان الامتثال لمبدأ الحياد، والاستجابة العاجلة والملائمة للادعاءات أو مؤشرات الانتهاكات، وتحديد وتطبيق عقوبات تأديبية على الموظفين الذين يثبت انتهاكهم لمبادئ الحياد.

وعلى الرغم من ذلك الإطار القوي، استمر ظهور قضايا تتعلق بالحياد، منها حالات عبر فيها موظفون علناً عن آراء سياسية، ووجود كتب مدرسية للدول المضيفة بها محتوى يثير القلق يُستخدم في بعض مدارس الأونروا، واتحادات عمال مُسيسة.

الأونروا.. شريان حياة

وقال التقرير: "في ظل غياب حل سياسي بين إسرائيل والفلسطينيين، تبقى الأونروا محورية في تقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة والخدمات الاجتماعية الأساسية وخاصة في الصحة والتعليم للاجئين الفلسطينيين في غزة والأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية".

وأضاف أن الأونروا لا يمكن استبدالها أو الاستغناء عنها للتنمية البشرية والاقتصادية للفلسطينيين، وأن الكثيرين يرونها شريان حياة إنسانياً.

وتتقاسم الأونروا قوائم الموظفين (الأسماء، المعلومات الشخصية والوظائف) سنوياً مع الدول المضيفة (لبنان والأردن وفلسطين وسوريا) ومع إسرائيل، فيما يتعلق بالقدس الشرقية وغزة والضفة الغربية. وبناءً على طلبها، تتلقى الولايات المتحدة أيضاً جميع القوائم، وفق ما ذكرت المراجعة.

وتقع على عاتق هذه الدول مسؤولية تنبيه الأونروا بأي معلومات قد تعتبر أن أحد الموظفين لا يستحق الحصانة الدبلوماسية. ولم تقم الحكومة الإسرائيلية بإبلاغ الأونروا بأي مخاوف تتعلق بأي من موظفي الأونروا منذ عام 2011، وفق المراجعة التي اطلعت عليها "الشرق".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش- بالتشاور مع المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني- قد أعلن عن المراجعة المستقلة في 5 فبراير 2024، بقيادة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا التي عملت في إطار هذه المراجعة مع ثلاث منظمات بحثية هي معهد راؤول والنبرج في السويد، ومعهد ميشيلسن في النرويج، والمعهد الدنماركي لحقوق الإنسان.

وجرت المراجعة الخارجية المستقلة بالتوازي مع تحقيق يقوم به حالياً مكتب الأمم المتحدة لخدمات الرقابة الداخلية حول ادعاءات تورط 12 موظفاً لدى الأونروا في هجمات أكتوبر. 

 

إدارة الأونروا

وجاء في بعض التوصيات، التي وجهها التقرير للمنظمة، أنه "غالباً ما يظل موظفو الأونروا المحليّون يعملون في الأونروا طوال حياتهم المهنية، وهو ما يُعزى، على الأقل في غزة، إلى القيود المفروضة على التنقل ومحدودية توافر خيارات عمل أخرى".

وذكرت المراجعة أنه غالباً ما يظل موظفو الأونروا المحليون يعملون في المنظمة طوال حياتهم المهنية، وهو ما يعزى، على الأقل في غزة، إلى القيود المفروضة على التنقل ومحدودية توافر خيارات عمل أخرى.

كما قدم التقرير خطوات "حاسمة" لمعالجة تحديات الحياد، وكذلك بعض المجالات التي تحتاج إلى تحسين.

خطوات لمعالجة تحديات "الحياد" في الأونروا:

1. التعامل مع الجهات المانحة

2. الحوكمة

3. هياكل الإدارة والرقابة الداخلية

4. حياد الموظفين وسلوكهم

5. حياد المنشآت

6. حياد التعليم

7. حياد نقابات الموظفين

8. تعزيز الشراكة مع وكالات الأمم المتحدة

مجالات تحتاج إلى تحسين في الأونروا:

  1. إجراء اتصالات أكثر منهجية، وفي الوقت المناسب مع الجهات المانحة
  2. مسؤولية إدارية أقوى
  3. رعاية صحية نفسية أفضل للموظفين، وخاصة أولئك الذين يعانون من الصدمات
  4. تعزيز فحص وتدريب الموظفين
  5. زيادة التفتيش المتكرر على المرافق (المدارس والمراكز الصحية)
  6.  المزيد من المراجعة الدؤوبة للكتب الدراسية

وتزعم إسرائيل، أن الأمم المتحدة تجاهلت المعلومات المقدمة إليها، وفي الوقت نفسه، تتهم المنظمة الأممية، تل أبيب بأنها لم تقدم ما يكفي من المواد التي تثبت الادعاءات حول هذا الموضوع.

وكانت إسرائيل اتهمت عدداً من موظفي "الأونروا" بالمشاركة في هجمات السابع من أكتوبر، وأوقفت دول عدّة من بينها الولايات المتحدة دعمها للوكالة الأممية على إثر تلك الاتهامات.

ترحيب أممي

من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قبوله للتوصيات الواردة في التقرير، واتفق مع المفوض العام للأونروا على أن الأونروا- وبدعم من الأمين العام- ستضع خطة عمل لتنفيذ التوصيات الواردة في التقرير النهائي الذي صدر تحت عنوان "مراجعة مستقلة للآليات والإجراءات لضمان التزام الأونروا بمبدأ الحياد الإنساني".

ورحب المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني بنتائج وتوصيات تقرير مجموعة المراجعة المستقلة بشأن التزام الوكالة بالمبدأ الإنساني المتمثل في الحياد.

وأكد التزام الوكالة الراسخ بتطبيق قيم الأمم المتحدة والمبادئ الإنسانية. وأوضح أن التوصيات الواردة في هذا التقرير ستزيد من تعزيز "جهودنا واستجابتنا خلال إحدى أصعب اللحظات في تاريخ الشعب الفلسطيني". 

وأضاف قائلاً: "صون حياد الوكالة أمر أساسي لقدرتنا على مواصلة إنقاذ الأرواح والمساهمة في التنمية البشرية للاجئي فلسطين في قطاع غزة في الوقت الذي يواجه فيه أزمة إنسانية غير مسبوقة، وفي الضفة الغربية - بما فيها القدس الشرقية - وسوريا، لبنان والأردن".

وقال لازاريني، إن الأونروا تعمل على تطوير خطة عمل تتضمن جدولاً زمنياً وميزانية للمضي قدماً بتوصيات التقرير.

تصنيفات

قصص قد تهمك