قال مسؤولان إسرائيليان لموقع "أكسيوس" الأميركي، إن إسرائيل أبلغت مصر بأنها مستعدة لمنح مفاوضات الأسرى "فرصة واحدة وأخيرة" للتوصل إلى اتفاق مع "حماس"، ولكن إذا لم يتم إحراز تقدم قريباً فسوف تمضي قدماً في اجتياح بري لرفح.
وأفاد أحد المسؤولين للموقع: "أبلغت إسرائيل مصر بأنها جادة في الاستعدادات لشن العملية في رفح وأنها لن تسمح لحماس بالتباطؤ".
وأضاف المسؤول أن الرسالة الإسرائيلية كانت أن "هناك موعداً نهائياً واضحاً لاجتياح رفح"، وأن إسرائيل لن توافق على "جولة أخرى من محادثات عديمة الجدوى بغرض الاحتيال".
وفد مصري في تل أبيب
وذكر مسؤولون إسرائيليون أن وفداً من مسؤولي الاستخبارات المصرية زار إسرائيل، الجمعة، وأجرى محادثات مع ممثلين عن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، والجيش الإسرائيلي، وجهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد)، بشأن صفقة الرهائن وعملية رفح.
وجاءت زيارة الوفد المصري بعد تقارير إعلامية إسرائيلية عن زيارة إلى القاهرة قام بها، الخميس، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) رونين بار.
وخلال المحادثات في القاهرة، طرح المصريون أفكاراً جديدة بشأن كيفية التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل و"حماس"، بحسب مسؤولين إسرائيليين، وتقارير صحافية مصرية.
وأشار الموقع الأميركي إلى أن المصريين يساورهم "قلق متزايد" بشأن عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ويبذلون مساعي في اللحظة الأخيرة من أجل التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن من شأنه أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة، واجتياح رفح.
وأعرب مسؤولون مصريون عن مخاوفهم من أن تؤدي العملية الإسرائيلية في المدينة إلى دخول عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى أراضيهم، يحتمل أن ينطوي على "اختراق للحدود"، من شأنه أن يهدد أمن مصر.
وقالت إسرائيل منذ أسابيع إنها ستشن عملية عسكرية في رفح، حيث يتواجد أكثر من 1.5 مليون فلسطيني نازح وسط الأزمة الإنسانية المستمرة في غزة.
"حماس" ترغب في التوصل لاتفاق
على الجانب الآخر، قال رئيس وفد حركة "حماس" لمفاوضات وقف الحرب وتبادل الأسرى خليل الحية، إن الحركة مستعدة للموافقة على هدنة لمدة 5 سنوات أو أكثر مع إسرائيل وأن تتحوّل إلى حزب سياسي، إذا أقيمت دولة فلسطينية.
وفي حديثه إلى وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية في إسطنبول، قال الحية إن القوات الإسرائيلية "لم تدمر أكثر من 20٪ من قدرات حماس، لا البشرية ولا الميدانية"، وتابع: "إذا لم يتمكنوا من القضاء على حماس فما الحل؟ الحل هو الذهاب إلى توافق".
وخلال الأيام الأخيرة، قررت حكومة الحرب الإسرائيلية تغيير موقفها، فيما يتعلق بعدد الرهائن الذين تطالب إسرائيل حركة "حماس" بإطلاق سراحهم في إطار الصفقة.
وكان الاقتراح المطروح على الطاولة يتضمن إطلاق سراح 40 رهينة من النساء وكبار السن والمرضى مقابل وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع، والإفراج عن نحو 900 أسير فلسطيني.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي سمح لفريق المفاوضات الإسرائيلي للمرة الأولى هذا الأسبوع بمناقشة إطلاق سراح أقل من 40 رهينة.
وقال مسؤول إسرائيلي إن "هذا جزء مما ستركز عليه المفاوضات الآن. عدد أيام وقف إطلاق النار سيكون مرتبطاً بعدد الرهائن الذين سيطلق سراحهم. إذا كانت حماس تريد اتفاقاً إنسانياً فإن إسرائيل لن تكون العقبة".
وأضاف المسؤول الإسرائيلي، إن "إسرائيل مستعدة للتحلي بالمرونة بشأن معايير اتفاق الرهائن، وأعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر للمضي قدماً".
"اقتراح مصري"
على نحو مماثل، قال مسؤول مطلع تحدث شريطة عدم نشر اسمه لوكالة "رويترز"، إن إسرائيل ليس لديها أي مقترحات جديدة تقدمه، لكنها مستعدة لبحث "هدنة محدودة"، يتم بموجبها إطلاق سراح 33 بدلاً من 40 رهينة، كان النقاش يدور حولهم من قبل.
وأوضح المسؤول أن "ما يحدث هو محاولة من مصر لاستئناف المحادثات باقتراح مصري يتضمن إطلاق سراح 33 رهينة من النساء وكبار السن والمرضى".
ووفقاً لتقارير وسائل إعلام إسرائيلية، يعتقد مسؤولو الاستخبارات الإسرائيليون، أن هناك 33 رهينة من النساء وكبار السن والمرضى، ما زالوا على قيد الحياة في غزة من إجمالي 133 رهينة، لا تزال "حماس" وفصائل فلسطينية مسلحة أخرى تحتجزها.
وصرح المسؤول بأنه لم يُتخذ قرار بشأن مدة أي هدنة، لكن إذا تم الاتفاق على مثل هذا التبادل سيكون وقف القتال "بالتأكيد أقل من ستة أسابيع".
واستطرد قائلاً: "المصريون يتولون زمام المبادرة حقاً في هذا الشأن. مصر تريد أن ترى تقدماً لأسباب من ضمنها قلقها بشأن عملية رفح المحتملة".