أدميرال أميركي يتهم الصين باتباع استراتيجية "الضفدع المغلي"

صحافيون يلتقطون صوراً لسفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تعترض سفينة تابعة لخفر السواحل الفلبيني في طريقها إلى مهمة إعادة الإمداد في Second Thomas Shoal ببحر الصين الجنوبي. 5 مارس 2024 - Reuters
صحافيون يلتقطون صوراً لسفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تعترض سفينة تابعة لخفر السواحل الفلبيني في طريقها إلى مهمة إعادة الإمداد في Second Thomas Shoal ببحر الصين الجنوبي. 5 مارس 2024 - Reuters
دبي -الشرق

اتهم قائد القيادة الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ الأدميرال جون أكويلينو، الصين باتباع استراتيجية "الضفدع المغلي"، وزيادة حدة التوتر في المنطقة بممارسة أنشطة عسكرية "متزايدة الخطورة".

وقال أكويلينو الذي يستعد لمغادرة منصبه، في مقابلة مع "فاينانشال تايمز"، إن الصين سرّعت وتيرة تطوير الجيش خلال السنوات الثلاث التي قضاها كقائد للقوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مقدراً تنامي "قدراتها العسكرية بسلوك مزعزع للاستقرار على نحو أكبر". 

وتأتي تصريحات أكويلينو قبل أسبوع من تسليمه القيادة إلى الأدميرال صامويل بابارو، الذي سيخلفه في منصبه. وقال أكويلينو: "إنها (الصين) تزداد عدوانية. لقد أصبحت أكثر جرأة، والوضع أصبح أكثر خطورة". 

وأضاف أكويلينو، أن الصين تصعّد "سلوكها العدواني"، باتباع استراتيجية "الضفدع المغلي"، إذ تعمل على تصعيد الأمور (تدريجياً)، بطريقة لا يقدر فيها الخصم الخطر الحقيقي حتى فوات الأوان". 

وتابع: "يجب أن يستمر الحديث عن السلوك الصيني السّيء المخالف للأعراف القانونية الدولية. يجب سرد هذه القصة من قبل جميع الدول في المنطقة"، مضيفاً أن الصين تتبع استراتيجية "القوة هي الحق" في جميع أنحاء المنطقة. 

"توترات واتهامات"

وقاد أكويلينو القيادة الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ خلال فترة توترت فيها العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.

وشهدت هذه الفترة زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة، نانسي بيلوسي، إلى تايوان في أغسطس 2022، والتي ردت عليها بكين بإجراء تدريبات عسكرية غير مسبوقة في المنطقة.

كما شهدت فترة قيادة أكويلينو تحليق منطاد صيني، يُشتبه في أنه كان يقوم بأعمال تجسس، فوق الولايات المتحدة العام الماضي. 

وقال أكويلينو، إن فترة زيارة بيلوسي إلى تايوان كانت "الأكثر إرهاقاً للأعصاب"، موضحاً أن ذلك يعود جزئياً إلى أن الصين أساءت تفسير الزيارة باعتبارها تغييراً تصعيدياً في السياسة الأميركية.  

وظهرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي الصينية لجيش التحرير الشعبي لإسقاط طائرة بيلوسي في ذلك الوقت، بحسب أكويلينو. وأضاف: "التفسير الخاطئ من قبل الصينيين أثار قلقي من أن يتخذوا إجراءات قد تكون لها عواقب وخيمة". 

وفي الوقت الحالي، تحلق الطائرات الصينية باستمرار فوق الخط الفاصل في مضيق تايوان، والذي كان يمثل سابقاً منطقة عازلة بين الجانبين. وقال أكويلينو: "هي حملة ضغط جارية. لقد شاهدتها وهي تتزايد في نطاقها وحجمها، ولا تتباطأ، بل تزداد عدوانية". 

وقال أكويلينو إن الصين لم تطلق أي مناطيد تجسس فوق هاواي، أو جوام، أو الولايات المتحدة منذ واقعة فبراير 2023. وعند سؤاله عما إذا كانت هناك مناطيد قد حلقت بالقرب من الولايات المتحدة، أجاب: "أود أن أقول إنه لم يحلق أي شيء فوق الولايات المتحدة".

وقال إن "أفضل مثال" على النشاط القسري للصين كان حول منطقة سكند توماس شول، وهي شعاب مرجانية داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة للفلبين.

وتطالب الصين بالسيادة على المنطقة رغم القرار الذي أصدرته محكمة التحكيم الدائمة في عام 2016، والذي ينفي أحقية الصين في السيادة على كامل بحر الصين الجنوبي. 

"تصرفات عدوانية"

وذكرت "فاينانشال تايمز" أن سفن خفر السواحل الصينية قامت في الأشهر الأخيرة، بتصرفات "عدوانية"، مثل إطلاق خراطيم المياه على السفن الفلبينية لمنع مانيلا من إعادة إمداد الجنود الفلبينيين المتمركزين على متن السفينة "سييرا مادري"، والتي وضعتها مانيلا في منطقة الشعاب في عام 1999 لتعزيز مطالبها بالسيادة.

وقال أكويلينو: "بالتأكيد، أشعر بقلق شديد إزاء سكند توماس شول. فجنود خفر السواحل وأفراد الجيش تعرضوا للإصابة". 

ومنذ القمة التي عقدها الرئيس الأميركي جو بايدن، ونظيره الصيني شي جين بينج، في سان فرانسيسكو في نوفمبر الماضي، أوقفت المقاتلات الصينية عمليات الاعتراض الجوي "المحفوفة بالمخاطر" لطائرات التجسس الأميركية. واستمرت هذه الاعتراضات خلال العامين الماضيين، وفق "فاينانشال تايمز". 

ورحّب أكويلينو بهذا التطور، لكنه يرى أن الصين استخدمت عمليات الاعتراض كـ"أداة مخصصة في صندوق الأدوات الخاص بها". 

وقال أكويلينو إن ضغط جيش التحرير الشعبي على الفلبين، حتى في ظل تقليصه النشاط العدواني ضد الولايات المتحدة، يظهر استخدام استراتيجية "القوة هي الحق". وأضاف: "هم يؤمنون بأنهم قادرين على الإفلات من العقاب". 

وأشار أكويلينو إلى شعوره بالقلق إزاء تهديدات أخرى، من بينها كوريا الشمالية، التي أطلقت صواريخ في عام 2023 أكثر من أي وقت مضى. وقال إنه يولي اهتماماً كبيراً بالتعاون بين كوريا الشمالية وروسيا وتعميق العلاقات بين الصين وروسيا، مؤكداً أن ذلك "مثير للقلق للغاية". 

تصنيفات

قصص قد تهمك