فيصل بن فرحان: يجب أن يكون هناك مسار حقيقي إلى دولة فلسطينية "لا رجعة فيه"

الرياض وواشنطن.. اتفاق أمني "قريباً" وخطوط سعودية عريضة بشأن فلسطين

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يلتقي نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في الرياض. 29 أبريل 2024 - twitter.com/ksamofa
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يلتقي نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في الرياض. 29 أبريل 2024 - twitter.com/ksamofa
دبي -الشرق

قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الاثنين، إن الرياض وواشنطن قريبتان من التوصل إلى اتفاقات ثنائية، وإن معظم العمل على تلك الاتفاقات أنجز بالفعل وإن الجانبين لديهما الآن الخطوط العريضة لما تعتقد المملكة أنه يجب أن يحدث على الجبهة الفلسطينية.

وأشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إلى أن البلدين يعملان على اتفاقاتهما الخاصة، وأن تلك الاتفاقات "تقترب من الاكتمال"، ولكنه قال إن المضي قدماً في مسار التطبيع يتطلب "هدوءاً في غزة، ومسار موثوق إلى دولة فلسطينية".

وجاء حديث الوزير السعودي عن الاتفاقات الثنائية، في معرض رده على سؤال بشأن المفاوضات بين البلدين حول اتفاق أمني، خلال جلسة بعنوان "الضغوطات في منطقة الشرق الأوسط"، في الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي World Economic Forum، في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار الأمير فيصل بن فرحان إلى أنه من وجهة نظر الرياض والتي نسقت بشكل وثيق مع الفلسطينيين، فإنه يجب أن يكون هناك طريق حقيقي إلى الدولة الفلسطينية.

وعندما سأله مدير الجلسة الصحافي الأميركي توماس فريدمان: "هذه هي اللغة.. طريق حقيقي إلى الدولة الفلسطينية؟"، رد الوزير السعودي قائلاً: "موثوق ولا رجعة فيه"، في إشارة إلى المسار إلى الدولة الفلسطينية، مشدداً على أن هذه هي "الطريقة الوحيدة التي ستنجح"، ولفت إلى أن كيفية تعريف هذا المسار، وكيف يبدو هي "تفاصيل نحتاج إلى التوصل إليها".

وأضاف الأمير فيصل بن فرحان: "جميعنا نعرف ما هو الأمر الصحيح، وهذا الأمر هو حقوق الشعب الفلسطيني، وتطلعاته لحق تقرير المصير، وهي أمور يجب أن تتحقق. ومن خلال تحقيق ذلك، يمكننا أن نضمن أن المعاناة التي استمرت لعدة عقود ستنتهي، وهو ما سيتيح الكثير من الفرص، بشأن التكامل والتي ستعزز استقلال منطقتنا".

وحين قال توماس فريدمان: "ومن شأنها أن تحيد إيران بطريقة ما"، قال الوزير السعودي "من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تحييد إيران، ولكنه سيوفر أيضاً فرصاً لإيران بعد ذلك".

وأضاف أن "الأمر سيكون متروكاً لإيران وجميع الجهات الفاعلة الأخرى، التي لا تؤمن بهذه الأشياء، أن تتخذ قراراها، لأن الفرص الاقتصادية وفرص التنمية التي يوفرها السلام، والأمن والتعاون هي فرص هائلة، ومن ثم يكون السؤال بعد ذلك، هل تندمج في ذلك أم تحاول أن تكون مفسداً".

وأضاف: "لا يمكننا التفكير في غزة فقط، نحتاج إلى التفكير في سياق الوضع بأكمله. السكان في غزة، وفي بقية أنحاء فلسطين، أصيبوا بالصدمة، وشهدوا معاناة وصراعاً هائلين، ولكي نتمكن من الحديث عن طريق مستدام نحو الأمن والاستقرار لإسرائيل، سيكون علينا أن نتحدث عن وضع فلسطيني، حيث يكون لدى الفلسطينيين أمل، والطريقة الوحيدة التي يصبح بها هذا الأمل مشروعاً، هي من خلال حق تقرير المصير، ومن خلال مسار موثوق إلى الدولة الفلسطينية".

وأوضح: "هذه هي الطريقة التي نرى بها الوضع، وأعتقد أن هذا هو أساس مشاركتنا، وهذه هي الطريقة التي نعتقد أننا بحاجة للمضي قدماً بها".

وقف دائم لإطلاق النار

وقال الوزير السعودي: "أول شيء نحتاجه هو وقف إطلاق النار، وإنهاء معاناة الناس في غزة، لنتمكن من التركيز على ما سيأتي بعد ذلك، هناك نقاش بشأن إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار، من خلال مفاوضات الرهائن، وسيكون ذلك إيجابياً جداً، وبالطبع نحن نؤيد إطلاق سراح جميع الرهائن، ولكن من الضروري للغاية أن يكون أي وقف لإطلاق النار دائماً وليس مؤقتاً، وعلى هذا الأساسي يمكننا أن نبدأ بعد ذلك العمل على ما سيأتي".

ولفت إلى أنه "من دون مسار سياسي حقيقي، ليس فقط لغزة، ولكن لفلسطين ككل، سيكون من الصعب جداً على الدول العربية، مناقشة كيفية حكم غزة، خاصة في سياق الدمار الهائل، الذي حدث بالفعل هناك".

وأشار إلى تقديرات للأمم المتحدة تشير إلى أن إعادة بناء غزة ستستغرق 30 عاماً، وربما 15 عاماً فقط لإزالة الأنقاض.

جهود أميركية سعودية مكثفة

وفي جلسة أخرى، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن السعودية والولايات المتحدة قامتا بعمل مكثف خلال الأشهر الماضية، وفي الواقع، قبل 7 أكتوبر بفترة طويلة، بشأن هذه الاتفاقات.

وأشار بلينكن إلى أنه كان من المقرر أن يزور المنطقة في 10 أكتوبر 2023 والسعودية وإسرائيل، وهي رحلة لم تتم بسبب (هجوم) 7 أكتوبر، وكانت تهدف إلى "التركيز على الجزء الفلسطيني من أي اتفاق تطبيع لأنه كما قلت عنصر أساسي".

وأكد أن "الولايات المتحدة والسعودية عملتا على اتفاقاتهما الخاصة، وأعتقد أنها قريبة جداً من الاكتمال، وبعد ذلك سنمضي قدماً في التطبيع".

لكنه أشار إلى أن "هناك طلبين هما: الهدوء في غزة، وطريق موثوق به وصولاً إلى الدولة الفلسطينية"، مضيفاً: "أعتقد أن ما كان سؤالاً افتراضياً أو نظرياً أصبح فجأة حقيقية، لذلك سيتعين على الناس اتخاذ القرارات".

وأعرب عن دعم الولايات المتحدة "القوي لإسرائيل في جهودها الرامية إلى ضمان منع تكرار ما حدث في 7 أكتوبر"، لكنه شدد على ضرورة "بذل كل ما في وسعنا لوضع حد للمعاناة الإنسانية الرهيبة التي نشهدها يومياً في غزة بين الأطفال والنساء والرجال".

كما شدد على أهمية "حماية المدنيين في غزة، وزيادة مستوى الدعم الذي يحصلون عليهم، وهو تركيزنا حالياً إلى حد كبير"، معتبراً أن "أسرع طريقة لإنهاء (أزمة غزة) هو التوصل لوقف لإطلاق النار، وإطلاق سراح المحتجزين".

تكامل دفاعي

ودعا الوزير الأميركي، الاثنين، إلى تشديد التكامل الدفاعي بين دول الخليج في مواجهة "التهديد" الإيراني، وذلك خلال اجتماع لوزراء دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة في الرياض.

وبدأ بلينكن زيارته السابعة للشرق الأوسط منذ شنت حركة حماس في 7 أكتوبر هجوماً غير مسبوق على إسرائيل، التي ردت بحملة عسكرية متواصلة في قطاع غزة منذ نحو سبعة أشهر أدت إلى ضغوط متزايدة لوقف إطلاق النار.

وهي رحلة بلينكن الأولى إلى المنطقة منذ تحولت المواجهة غير المباشرة المستمرة منذ عقود بين إسرائيل وإيران إلى العلن منتصف أبريل الجاري، حين أطلقت طهران صواريخ وطائرات مسيّرة صوب مواقع عسكرية في إسرائيل، دون الإعلان عن خسائر بشرية أو مادية.

وقال بلينكن إن "هذا الهجوم يسلّط الضوء على التهديد الحاد والمتزايد الذي تمثّله إيران، لكنه يسلط الضوء أيضاً على ضرورة العمل معاً على الدفاع المتكامل".

التطبيع والدولة الفلسطينية

وتأمل واشنطن في استغلال احتمال إقامة علاقات مع السعودية لتشجيع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على التوصل إلى تسوية، رغم معارضته الشرسة لقيام دولة فلسطينية، رغم أن الولايات المتحدة تراها حلاً وحيداً طويل الأمد، عقب انتهاء الحرب في غزة.

وكانت وزارة الخارجية السعودية أكدت، في بيان صدر في فبراير، أن "موقف المملكة العربية السعودية كان ولا يزال ثابتاً تجاه القضية الفلسطينية وضرورة حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، كما أن المملكة أبلغت موقفها الثابت للإدارة الأميركية أنه لن تكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانسحاب كافة أفراد قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة".

وأكدت المملكة دعوتها للمجتمع الدولي - وعلى وجه الخصوص - الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، التي لم تعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية"، "بأهمية الإسراع في الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية ليتمكن الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وليتحقق السلام الشامل والعادل للجميع".

وأبلغ بلينكن دول الخليج العربية أنه سيضغط من أجل إقامة دولة فلسطينية وزيادة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وتربط الولايات المتحدة إبرام اتفاق أمني مع السعودية بتطبيعها مع إسرائيل، التي لم تعترف بها السعودية قط، ولم تنضم إلى اتفاقات أبراهام المبرمة عام 2020 بوساطة أميركية.

وفي يناير 2024، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن بلاده "كانت قريبة من تطبيع العلاقات" مع إسرائيل قبل حرب غزة، مشدداً على ضرورة الوصول إلى "مسار موثوق به" نحو إقامة دولة فلسطينية بسيادة كاملة. 

وأضاف الأمير فيصل بن فرحان، في حوار مع شبكة NBC NEWS الأميركية، على هامش فعاليات منتدى دافوس في سويسرا: "أعتقد أنه قبل السابع من أكتوبر كنا نحقق تقدماً جيداً، ومن الصعب بالنسبة لي أن أصف كيف كنا قريبين من تحقيق ذلك. إنه شيء لا أستطيع قياسه حقاً"، وأضاف: "كنا نعمل من أجل القضية الفلسطينية، التي كانت أساسية بالنسبة لنا أيضاً، وكنا نحرز تقدماً جيداً".

تصنيفات

قصص قد تهمك