مصادر بالحركة لـ"الشرق": الاتفاق المقترح يشمل 3 مراحل.. و"أجواء جديدة" بالمفاوضات

"حماس" تدرس وعوداً أميركية بوقف الحرب وانسحاب إسرائيل بعد تبادل الأسرى

فلسطينيون بين أنقاض منازل دمرتها الغارات الإسرائيلية على رفح جنوبي قطاع غزة. 29 أبريل 2024 - AFP
فلسطينيون بين أنقاض منازل دمرتها الغارات الإسرائيلية على رفح جنوبي قطاع غزة. 29 أبريل 2024 - AFP
رام الله -محمد دراغمة

قالت مصادر من "حماس" في تصريحات لـ "الشرق"، الثلاثاء، إن الحركة تدرس وعوداً أميركية تلقتها عبر الوسيطين المصري والقطري، بوقف إسرائيل الحرب على غزة، والانسحاب من القطاع، في نهاية العملية التفاوضية الهادفة إلى تبادل الأسرى، فيما قال مسؤول إسرائيلي إن بلاده ستنتظر رد "حماس" على اقتراح الهدنة، حتى مساء الأربعاء.

وأوضحت المصادر، أن الجانب الأميركي قدم تأكيدات للوسطاء المصريين والقطرين، بأن هذا المسار يؤدي إلى وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي، فيما تدرس الحركة ما إذا كانت هذه التأكيدات كافية أم لا، في ظل الموقف الإسرائيلي الرافض لها علانية. 

وأضافت المصادر أن وفد الحركة لمس خلال لقاءاته مع الوسطاء، الاثنين، في القاهرة، "أجواءً جديدة"، مشيرة إلى أن المصريين، نقلوا "تأكيدات أميركية بأن الاتفاق المقترح الذي يتضمن 3 مراحل، مدة كل منها 6 أسابيع، ينتهي بوقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من كامل قطاع غزة".

3 مراحل للاتفاق المحتمل

ولفتت المصادر إلى أن الحركة "تدرس ما إذا كانت هذه التأكيدات كافية أم لا، لإبرام صفقة تبادل أسرى، إذ تبدأ المرحلة الأولى منها بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين من مدنيين ومجندات، مقابل 1000 أسير فلسطيني، بينهم 100 من الصادرة ضدهم أحكام بالسجن لمدد طويلة".

وفي المرحلة الثانية، يُطلق سراح الجنود والضباط الإسرائيليين، مقابل عدد يتم الاتفاق عليه من الأسرى الفلسطينيين، أما في المرحلة الثالثة فيجري تبادل الجثث والشروع في إعادة اعمار القطاع، والانسحاب الإسرائيلي إلى حدود القطاع.

ويتخلل المرحلتين الأولى والثانية، انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق السكانية في القطاع، وعودة النازحين المدنيين من جنوب قطاع غزة إلى الشمال.

وقال مسؤولون في "حماس" لـ"الشرق"، إن الحركة أبدت استعدادها في مختلف اللقاءات لتقديم تنازلات في ملف تبادل الأسرى من حيث الأعداد والفئات، مقابل الحصول على ضمانات كافية بوقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة.

وتشكل مسألة وقف النار والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، القضية الأهم بالنسبة لحركة "حماس" في مفاوضات تبادل الأسرى، إذ رفضت الحركة أي اقتراح لا ينتهي بنص واضح عن نهاية الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل. لكن إسرائيل ترفض التوقيع على أي اتفاق يحمل نصاً صريحاً بوقف الحرب والانسحاب الكامل.

"اتفاق وشيك" وقضايا عالقة

وتحاول حركة "حماس" وإسرائيل، استخدام ما تملكانه من أوراق ضغط، لتقوية مواقفهما في المفاوضات الجارية، بينما تتواصل الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق على أساس مقترح مصر الأخير، وسط  "تفاؤل حذر".

وبحسب مصادر مطلعة على المفاوضات، فإن الوصول إلى اتفاق بين الطرفين "بات وشيكاً"، وربما يتم التوصل إليه خلال بضعة أيام، إذا تم الانتهاء سريعاً من بعض الإشكاليات التي تعيق التنفيذ، في انتظار رد حركة "حماس" على المقترح المصري.

ويحاول الطرفان الضغط، لإملاء شروطه، بعد أكثر من 200 يوم من الحرب على غزة، إذ لم تعد إسرائيل تملك الكثير من الأهداف في غزة، وسط ارتفاع حصيلة الضحايا إلى أكثر من 34 ألفاً وقرابة نحو 80 ألف مصاب، وفي ظل ضغوط دولية ووسط تقارير إعلامية عن إمكانية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادة كبار بالجيش، بينما تستعد تل أبيب لاجتياح رفح.

وكانت مصادر مطلعة، قالت لـ "الشرق"، الأحد، إن ورقة مصر الجديدة قدمت "حلاً وسطاً" بهذا الشأن، إذ جرت صياغة المقترح بالتوافق مع إسرائيل، في الزيارة الأخيرة التي أجراها وفد أمني مصري إلى تل أبيب، الجمعة، ما يمثل بعض التقدم، خاصة في مجال عودة النازحين الفلسطينين إلى شمال قطاع غزة، وابتعاد قوات الاحتلال الإسرائيلي مسافة كافية عن الطريق المقرر أن يسلكها العائدون.

ورغم ذلك، قالت مصادر سياسية مطلعة على المفاوضات التي تجرى بوساطة مصرية وقطرية، إن المقترح المصري يحظى بقبول الطرفين، لكن الإشكالية تتمثل في عدد المحتجزين من الفئات العمرية المختلفة، والطبيعة الوظيفية المحددة في المقترح.

وأضافت المصادر، أن فترة التهدئة المطروحة حالياً، تصل إلى 6 أسابيع، لكن ربما يجري تقليصها، إذا لم تفرج الحركة عن أكثر من 20 محتجزاً، مؤكدة أن عقبة المحتجزين يمكن تجاوزها من خلال تعديل عدد أيام التهدئة، لافتة إلى إمكانية إنجاز الصفقة خلال أيام، "فور تجاوز الإشكاليات".

تصنيفات

قصص قد تهمك