الفاشر مدينة الأزمة.. وعيون تترقب الكارثة

حريق ضخم في سوق مدينة الفاشر في دارفور إثر معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. 1 سبتمبر 2023 - AFP
حريق ضخم في سوق مدينة الفاشر في دارفور إثر معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. 1 سبتمبر 2023 - AFP
بورتسودان -أحمد العربي

تشير تقديرات مركز حقوق الإنسان بجامعة ييل الأميركية، إلى احتمال وقوع ثلاثة أشكال من الخسائر البشرية الجماعية في صفوف المدنيين في الفاشر، وتقول إن الوفيات المرتبطة بالحرمان بسبب نقص الضروريات الأساسية (الغذاء والماء والدواء) بالإضافة إلى قتل المدنيين نتيجة تبادل إطلاق النار بين الجهات المسلحة، إضافة لوفاة مدنيين نتيجة لفظائع وأعمال جماعية ممنهجة هي نتائج متوقعة في ظل استمرار التصعيد العسكري.

"كارثة مرتقبة" 

وأعلن عدد من التجار بمدينة الفاشر نفاد سلعة السكر والدقيق والعدس والأرز والمعكرونة بنسبة تجاوزت 65% في المخازن، مع صعوبة وصول البضائع إلى المدينة في الوقت الحالي بسبب مصادرتها من قوات الدعم السريع والتي تسيطر على شريان المدينة الوحيد، طريق مليط - الفاشر بحسب منصة الناطق الرسمي باسم الحكومة.

وتشكل مدينة مليط شمال الفاشر على بعد نحو 60 كيلومتراً، نقطة تجارية لاستلام البضائع والسلع الغذائية الأساسية القادمة من الجارة ليبيا ومن الولاية الشمالية، حيث كثفت قوات الدعم السريع من تواجدها في حدود الفاشر الشمالية بالإضافة إلى بقية مخارج المدينة.

ويتحدث حسين عيسى وهو من مواطني الفاشر لـ"الشرق"، بنبرة إحباط ويقول "الأوضاع صعبة في المدينة بسبب الحصار"، ويضيف "الأسعار تتضاعف يومياً للسلع الغذائية، انقطاع التيار الكهربائي وشح المياه بات مألوفاً لنا، وصل سعر جالون الوقود إلى نحو ثلاثين دولاراً بينما يشهد ندرة بسبب نقص توريده للمدينة مما زاد من تكلفة المواصلات، نشاهد يومياً حالة الاستعداد في الفاشر، ونتوقع أن تندلع الحرب في أي وقت لكن ليس لدينا خيار غير البقاء٫ فالطرق جميعها أصبحت غير آمنة، ومن هم في الخارج يلجؤون للفاشر فهي الخيار الأخير لمعظمهم، إلى أين يمكن أن نذهب؟ 

ويقول عبد الحفيظ الغالي رئيس مبادرة دعم نازحي قرى الفاشر لـ"الشرق"، إن الأوضاع كارثية خاصة في مدينة الفاشر المدينة التي أصبحت مركزاً للنازحين من مختلف ولايات دارفور، وهي تحت الحصار لمدة شهرين، ومراكز الإيواء تفتقر للكثير، والوضع داخلها كارثي بسبب شح المواد الغذائية الأساسية، ويمضي قائلاً إن "اجتياح الدعم مدينة الفاشر يعكس مخاوف حقيقية وهي مخاوف كل المواطنين في الفاشر في حالة دخول الدعم السريع الفاشر، ربما سيحدث موت جماعي وكارثة"، وتابع "في ظل التطورات الأخيرة هناك مؤشرات وخوف أيضاً من اندلاع حرب أهلية، والجميع يخشى من دخول الدعم السريع وتكرار ذات السيناريو" الذي حدث في المدن الأخرى التي اجتاحتها قوات الدعم السريع.

أما المتحدث باسم حركة تحرير السودان - المجلس الانتقالي قيادة صلاح آدم رصاص، فيقول إن "الأوضاع الإنسانية في مدينة الفاشر غاية الصعوبة، إذ قامت ميليشيا الدعم السريع باعتراض وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين علماً بأن مدينة الفاشر، تستقبل أعداداً كبيرة من المدنيين الفارين من ولايات دارفور الأخرى خوفاً من ممارسات هذه المليشيات، متوعداً قوات الدعم السريع بحسمها حال إقدامها على مهاجمة الفاشر" وذلك حسب ما قاله لـ"الشرق".

"تحذيرات دولية" 

ويقول المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيريلو، إنه بسقوط الفاشر سيظهر مستوى جديد من المعاناة وذلك في آخر تصريح دولي حول أزمة شمال دارفور.

إلى ذلك، توالت التحذيرات الدولية لطرفي القتال في السودان من مغبة أي هجوم عسكري على الفاشر، إذ ستكون نتائجه كارثية على الأرض، حيث أصدرت وكالات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والسعودية و الولايات المتحدة، ودول أخرى، بيانات توجه تحذيراً شديداً من أي هجوم محتمل على الفاشر.

وتتحدث تقارير أممية عن أن نحو 800 ألف مدني سيكونون في مواجهة النيران إذا أُطلقت الرصاصة الأولى داخل مدينة الفاشر.

تصنيفات

قصص قد تهمك